يفاجئنا بيار شماسيان، وهو الذي يضحك الملايين عبر مسرح "الساعة العاشرة"... بمسحة حزن وتشاؤم ترخي بظلالها على محياه... ويعبر عن ذلك بقوله: "لم تسألوني من يضحك بيار شماسيان؟!". ومسرح "الساعة العاشرة" كان المسرح العربي الوحيد الذي اقام حفلات في الولاياتالمتحدة الأميركية بعد احداث 11 ايلول سبتمبر... وهو هنا يخبرنا عن هذه التجربة... كاشفاً ان فرقته تحوز على "كارت بلانش عربي - دولي لقول كل شيء!". دخل مرحلة الاحتراف مع فرقة سامي خياط العام 1973 ثم مع انطوان كرباج. وأسس فرقته العام 1986 بالاشتراك مع اندريه جدع، امتداداً لفرقة "الساعة العاشرة" التي اسسها عبدالله الناطور وبيار جدعون وغاستون شيخاني العام 1962 وقدمت 45 مسرحية. ليس من السهل اضحاك الناس... كيف تعملون على الابتكار والتجديد؟ - بما اننا نعيش في لبنان ولدينا مسؤولون لبنانيون فلن ننقطع ابداً، فهم "كنز لا يفنى" نظراً الى كثرة المشكلات التي تطغى على واقع الحياة اليومية، حتى اننا وفي غمار "عجقة" المواضيع والأزمات نحتار عما نتكلم وإن كان الإطار العام لمسرحنا يتناول السياسة وما تعكسه من قضايا اجتماعية. ما الفرق بين مسرح "الشونسونييه" والمسرح الكلاسيكي؟ - برأيي ان مسرح "الشونسونييه" او الكوميدي هو كالجريدة اليومية التي تحكي الأحداث الاجتماعية للناس، وفي كل يوم تتغير المعطيات على الأرض، وتماماً هو مسرح "الشونسونييه"، وهذا ما يجعله اصعب انواع المسرح، بينما المسرح التقليدي يعتمد على حفظ ادوار ثابتة للممثلين والشخصيات ولا يعتمد الارتجال الذي نمارسه على الخشبة بنسبة عالية، وفي مسرحنا يأتي الناس ليسمعوا الكلام لا الموسيقى والأغاني، وحتى لو أدينا اغنية فإنها تكون "محورة" عن اغنية معروفة والهدف استخدام الكلام الذي نريد ايصاله. هل يحمل مسرح "الشونسونييه" رسالة للجمهور؟ - ذلك يتوقف على مفهوم الرسالة التي تعنيها، فمسرحنا لا يقدم الحلول، بل نكتفي بإبراز الوجه الخطأ للمشكلة، فإنني اقول لك ان رجل هذه الكرسي مكسورة وأكتفي بذلك من دون ان أقول لك يجب ان تأخذها الى النجار لإصلاحها. لماذا يشهد لبنان ازدهار مسرح "الشونسونييه" بخلاف الدول العربية الأخرى؟ - في العالم العربي بعض اعمال "الشونسونييه" خصوصاً في سورية أخيراً حيث قدمت مسرحية بعنوان "سمع في سورية" وكان فيها كلام سياسي، لكننا لم نعرف هل استمرت هذه المسرحية أم لا. وكان هناك ايضاً تجارب في الأردن والكويت بعد حرب الخليج، لكن هذا كله ليس "شونسونييه" بل "كاريكاتور" مسرحي، وأعتقد ان لبنان يشهد ازدهاراً في "الشونسونييه" نظراً لمساحة الحرية وديموقراطية التعبير التي يتميز بهما، ضمن حدود معينة وهنا اريد ان اشدد على ان اهم انواع الرقابة هي الذاتية التي نمارسها على عملنا بإرادتنا وقناعتنا. وهل خضعتم لأي نوع من انواع الضغط او التهديد للتراجع عن مقطع معين مثلاً في مسرحياتكم؟ - نحن نمارس الرقابة الذاتية كما أسلفت، وكلامنا الذي نقوله لا نقصد من خلاله "الأذية" بل "الزكزكة" فالأشخاص الذين ننتقدهم يكونون في قمة "البسط" والانشراح لأنهم يزدادون شهرة، والدليل على ذلك انه خلال 15 سنة من عمر فرقتنا لم تأتنا اي ردود فعل سلبية او احتجاجات على اعمالنا. هناك من يعتبر أنّكم مدعومون من الدولة كما حال الفنان دريد لحام في سورية والفنان عادل امام في مصر؟ - نحن والرقابة اصحاب، وأحياناً كثيرة نتعاون معها في كثير من الأمور، كي لا نصل الى الخطوط الحمر. وبالنسبة الى سؤالك أقرّ بأننا نحوز على "كارت بلانش" محلي... لا بل دولي، والدليل ان الكثير من المسؤولين السوريين والعرب يأتون لمشاهدتنا ويستمتعون بعروضنا. لماذا لا نشاهدكم في مهرجانات بعلبك او بيت الدين او غيرها؟ - السبب يعود الى ان المهرجانات تعتمد على الاستعراضات، لا على المسرحيات، وذلك يعود لأمور تقنية بالدرجة الأولى، فنحن نعتمد على الكلام في مسرحنا ويهمنا ان تصل الكلمة للناس، وحتى إذا ما غنينا فلا يهمني ان يكون صوتي كصوت "بافاروتي" بل يهمني وصول معاني أغانينا التي غالباً ما تكون "محوّرة" لتناسب الأوضاع السائدة. أيعقل ان يكون في لبنان نقابات فنية عدة منقسمة ومتنافرة... ما رأيكم في ذلك؟ - صراحة لا أعرف سبب الخلاف بين النقابات، كل ما اعرفه انني اقوم مرة في السنة بالذهاب الى التصويت وأدفع الاشتراك السنوي في النقابة، وبعد ذلك لا احد يسأل عنا، وكان هناك حديث عن ادخال الفنانين في الضمان خصوصاً ضمان الشيخوخة لكن لا اعرف اين وصلت هذه الأمور، وفي هذا الأمر هنالك مسؤولية ودور للدولة عبر وزارة الثقافة ايضاً وهو غائب للأسف. ماذا عن جولاتكم العربية والعالمية الأخيرة؟ - كل سنة نقيم حفلات في دول الخليج، خصوصاً في دبي وأبو ظبي، وكان لنا حفلات في نيويورك ولوس انجليس. وفي ايلول سنتوجه لإحياء حفلات في الولاياتالمتحدة وكندا ايضاً. وهل تجرون تغييرات في النص عندما تقدمون مسرحياتكم في الخارج؟ - لا نجري أي تغييرات في الدول العربية، وجمهورنا معظمه من السعوديين والسوريين والمصريين والفلسطينيين والإماراتيين، لكننا عندما نذهب الى الولاياتالمتحدة نزيد بعض العبارات التي تهم الأميركيين باللغة الإنكليزية.