وضعت الشرطة الاسرائيلية في حال تأهب أمس غداة هجوم استشهادي مزدوج في تل ابيب أوقع ثلاثة قتلى، اضافة الى منفذيه، فيما اعلنت وزارة الدفاع تعليق خططها لتخفيف الحصار عن الاراضي الفلسطينية. ويعتبر هذا الهجوم الثاني خلال 48 ساعة، وتبنته حركة "الجهاد الاسلامي"، ودانه الرئيس جورج بوش بوصفه "عملا حقيرا" يستهدف الجهود الدولية المبذولة لاعطاء امل للشعب الفلسطيني. في غضون ذلك، قتل خمسة فلسطينيين منذ ليل الاربعاء - الخميس، اثنان منهم في انفجار عنيف في مخيم الامعري والثالث اثناء محاولته التسلل الى اسرائيل والرابع متأثرا بجروحه في جنين، والخامس في انهيار سقف مسجد في قطاع غزة. القدسالمحتلة، رام الله، تل ابيب، نيويورك، بوخارست - أ ف ب، رويترز - في اعقاب الهجوم الانتحاري المزدوج في تل ابيب مساء اول من امس، أقامت الشرطة الاسرائيلية حواجز على مداخل تل ابيب وكثفت الدوريات وعززت الاجراءات الامنية في القدس، فيما اعلنت وزارة الدفاع ان خطط تخفيف الحصار العسكري على الضفة الغربية علقت. كما اعلن مصدر عسكري ان سبعة فلسطينيين اعتقلوا في الضفة الغربية منذ ليل الاربعاء - الخميس، بينهم احد زعماء "الجهاد" الذي اعتقل في غارة فجر امس، وعضو بارز في حركة "فتح" اعتقل اول من امس في مدينة رام الله في الضفة. وكان اسرائيلي وعاملان اجنبيان قتلوا عندما فجر فلسطينيان يحمل كل منهما عبوة ناسفة زنتها خمسة كيلوغرامات، نفسيهما بفارق اقل من دقيقة وسط حي شعبي في تل ابيب. وقال شاهد يدعى يوسي كوهين ان انفجارين متتابعين وقعا قرب سينما ومقهى، مضيفا: "في الانفجار الاول رأيت رجلا يطير في الهواء. اختبأت فورا خلف صندوق كهرباء ثم وقع الانفجار الثاني. ورأيت خمسة او ستة او سبعة ممددين على الارض وقد تمزقت جثثهم اشلاء". وذكرت وزارة الخارجية الرومانية ان رومانيا قتل واصيب آخر بجروح خطيرة في الهجوم، علما ان 50 الفا من الرومانيين يعملون بطريقة قانونية او سرا في اسرائيل، خصوصا في قطاعي البناء والزراعة. واعتبر الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية آفي بازنر ان الهجوم هو "طريقة واضحة لجهد منسق بين منظمات ارهابية فلسطينية لقيت تشجيعا من السلطة الفلسطينية لشن سلسلة اعتداءات ضد الاسرائيليين في هذا الوقت بالذات". وبثت محطة تلفزيون "المنار" التابعة ل"حزب الله" ان حركة "الجهاد الاسلامي في فلسطين" اعلنت مسؤوليتها عن الهجوم. ولم يؤكد مسؤولو الحركة في قطاع غزة ذلك، لكنهم قالوا انه يظهر ان المقاومة للاحتلال الاسرائيلي لن تنكسر بعد 21 شهرا من المواجهات منذ هب الفلسطينيون في انتفاضة على الاحتلال الاسرائيلي. وفي اطار ردود الفعل الدولية على الهجوم المزدوج، دان الرئيس جورج بوش في بيان "هذا الاعتداء الحقير"، واصفا الهجومين بأنهما "عملان ارهابيان حقيران". وتابع: "مرة اخرى أودى العنف الارهابي الموجه ضد اسرائيل بأرواح ابرياء". واشار الى ان "السلام لا يمكن ان يبنى انطلاقا من العنف ضد ابرياء"، كاشفا وجود "تفاهم دولي عريض" تم التوصل اليه خصوصا في اجتماع اللجنة الرباعية في نيويورك في شأن مساندة الاصلاحات الفلسطينية وايجاد حلول للحاجات الانسانية العاجلة للشعب الفلسطيني ودفع حل يقوم على وجود دولتين اسرائيلية وفلسطينية. من جانبه، اعتبر الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان ان الهجوم يجب الا يسمح له باخراج مساعي السلام في الشرق الاوسط عن مسارها. وقالت الناطقة باسمه هوا جيانغ: "يجب ان يظل المجتمع الدولي والاطراف صامدين في عزمهم بألا يسمحوا لمرتكبي اعمال العنف الطائشة ان يخرجوا جهود البحث عن حل عادل ودائم وشامل للصراع عن مسارها". واضافت: "يدين الامين العام بأقوى تعبيرات ممكنة التفجير في تل ابيب... مثل هذه الاعمال الشنيعة تضر بالقضية الفلسطينية ولا تخدم أي اغراض مقبولة سياسية او غير ذلك". خمسة قتلى فلسطينيين في غضون ذلك، اعلن مصدر طبي ان فلسطينييْن، أحدهما طفل، قتلا في انفجار عنيف هز مخيم الامعري للاجئين الفلسطينيين في رام الله مساء اول من امس. وقال مدير مستشفى رام الله حسني عطاري ان اسد حمدان ستة اعوام وابو عاشور العجل 21 عاما قتلا في الانفجار وجرح سبعة اشخاص اخرون. وقال شهود ان متفجرة لم تعرف طبيعتها انفجرت وربما تسبب بهذا الانفجار اطفال كانوا يلهون في الشارع. واعلن الجيش الاسرائيلي انه لا يعلم اي شيء عن الحادث، لكن مصدرا عسكريا اضاف ان الامر قد يكون "حادث عمل"، وهي عبارة يستعملها الاسرائيليون لتحديد انفجار قنبلة يدوية قيد الاعداد. من جهة اخرى، اعلن رئيس بلدية سيلة الظهر راغب ابو دياك امس وفاة احد ناشطي "كتائب شهداء الاقصى" متأثرا بجروحه التي اصيب بها اول من امس. وقال ابو دياك "ان الارتباط الفلسطيني - الاسرائيلي ابلغه بوفاة عامر حنتولي 23 عاما متأثرا بجروحه الخطرة التي اصيب بها الاربعاء عندما اقتحمت قوات من الجيش احد البيوت التي تحصن بها عدد من ناشطي كتائب شهداء الاقصى واعتقلته مع ثلاثة اخرين". وكان بشار حنتولي 19 عاما وهو احد ناشطي "كتائب الاقصى" قتل اول من امس عندما اقتحمت دبابات وعربات مصفحة اسرائيلية تساندها مروحيتان البلدة واخذت "تطلق النار في كل مكان". الى ذلك، اعلن الجيش الاسرائيلي ان جنودا قتلوا مساء اول من امس فلسطينيا مسلحا كان يحاول الدخول الى اسرائيل عبر حاجز اسرائيلي قرب مدينة قلقيلية شمال الضفة. وقال ناطق عسكري ان "فلسطينيين شرعا بالركض باتجاه حاجز نير الياهو الواقع بين قلقيلية والخط الاخضر الفاصل بين الضفة واسرائيل. كانا يركضان باتجاه اسرائيل. صاح بهما الجنود كي يتوقفا باللغة العبرية وباللغة العربية ثم اطلقوا النار في الهواء عندما رفضا" التوقف. وأضاف: "ثم اطلق الجنود النار فوق رأسيهما فقتل احدهما وجرح الاخر ولاذ بالفرار". وشن الجيش على الاثر عمليات في المنطقة بحثا عن الجريح. وفي قطاع غزة، افادت مصادر طبية وامنية فلسطينية امس ان الفلسطيني ايمن ابو الروس 30 عاما قتل واصيب 13 اخرون لدى سقوط سقف الطبقة الثانية لمسجد النور في حي تل السلطان في رفح اثناء عمليات البناء في المسجد. وأوضحت ان من بين الحالات الحرجة جدا "المواطن محمد ابو الروس الذي نقل الى مستفى غزة الاوروبي في رفح". وافاد مصدر امني وشهود فلسطينيون اول من امس ان طائرة حربية اسرائيلية اطلقت صاروخا على الاقل باتجاه مبنى فلسطيني في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، ما ادى الى سقوط جريح على الاقل واضرار جسيمة في المنازل المجاورة. وقالت المصادر ان "طائرة من طراز اف 16 اطلقت صاروخا على الاقل باتجاه مبنى فلسطيني يضم ورشة لاعمال الحدادة وسط مخيم النصيرات. واكد شاهد من سكان المنطقة ان المبنى الذي قصف يعود الى "المواطن عمر النمروطي وورشة حدادة يملكها المواطن محمود اسماعيل".