نفت الحكومة الاردنية امس ان تكون وفاة الطفل حمزة فؤاد شبانة 11 عاما، وهو من سكان مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين، لها علاقة بإصابته خلال المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين الجمعة الماضي. وكان المخيم شهد تظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف من المواطنين تنديدا بممارسات الاحتلال الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية. وقال بيان بثته "وكالة الانباء الاردنية" الرسمية ان نتائج التشريح الطبي القضائي للطفل اظهرت انه "تعرض لكسر منخفض في منطقة عظمة الجمجمة صاحبها تهتك في مادة الدماغ في مكان الكسر". وبين رئيس المركز الوطني للطب الشرعي الدكتور مؤمن الحديدي ان "مثل هذه الاصابة ينتج عن الارتطام مباشرة بجسم صلب راض او بحجر او سقوط بقوة على جسم صلب". وقال ان "من غير الممكن ان يكون لقنابل الدخان اي سبب بمثل هذه الاصابة". واكد الحديدي ان "الاعراض ظهرت متأخرة على الطفل جراء الاصابة اذ من المحتمل انه اصيب صباح الجمعة" علما انه نقل الى مستشفى السلط مساء اليوم نفسه وتم تحويله في اليوم التالي الى مستشفى الزرقاء الحكومي الى ان توفي صباح اليوم امس. واشار الى انه تم تسليم الجثة الى اهالي المتوفى كذلك التقرير الطبي لحالة التشريح. إلا ان اقارب الطفل نقلوا عن شهود عيان قولهم إنه اصيب اصابة مباشرة بقنبلة دخان اثناء وجوده داخل المخيم خلال المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين. وقالوا إن حمزة شبانة نقل الى عيادة طبيب لم يتمكن من تشخيص حالته بدقة واكتشاف النزيف الداخلي الذي كان يعاني منه. واكتفى الطبيب بتقديم علاج خارجي. إلا ان والده عاد ونقله في الليله نفسها الى مستشفى السلط حيث لم يتمكن الاطباء من علاجه وتم تحويله الى مستشفى بالقرب من مدينة الزرقاء حيث توفي في الرابعة من صباح امس متأثرا بإصابته. وقال اقارب حمزة انهم رفضوا التقرير الاولي للتشريح الطبي، وطالبوا بتقرير مفصل يستند الى شهادة والد الطفل لطبيعة اصابته. كما رفضوا تسلم جثة الطفل من مستشفى البشير الحكومي. وقال سكان مخيم البقعة امس ان المخيم شهد امس مزيدا من المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين، وبخاصة اقارب الطفل الذين تجمعوا لتقديم العزاء في الجمعية التابعة للعائلة. وكان يوم الجمعة شهد لليوم السادس على التوالي سلسلة تظاهرات صاخبة لم يشهد الاردن مثيلا لها منذ الخمسينات. وقدر مراقبون عدد المشاركين في مختلف التظاهرات والمسيرات في شتى انحاء المملكة بحوالى 200 الف مواطن. واعلن العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني يوم الجمعة "يوم تضامن مع الشعب الفلسطيني" واطلق حملة عبر التلفزيون الاردني لجمع التبرعات لدعم الشعب الفلسطيني. وحققت حملة التبرعات لدعم الانتفاضة الفلسطينية نجاحا كبيرا في غضون ساعات. إذ تم جمع حوالى 10 ملايين دينار 14 مليون دولار من خلال برنامج "تيليثون" الذي بثه التلفزيون على مدار الساعة. واكد الملك عبدالله في اتصال مع التلفزيون "تأييد الاردن ودعمه للفلسطينيين وقيادتهم الشرعية في الاراضي العربية المحتلة"، معتبرا ان "صمود الاهل وبطولاتهم موضع فخر واعتزاز لكل الامة العربية" وقال: "نحن معهم والى جانبهم وسنعمل بكل طاقاتنا وامكاناتنا لتعزيز صمودهم والدفاع عن حقوقهم وقضيتهم العادلة". وشملت التظاهرات يوم الجمعة ايضا منطقة وسط البلد والرابية ومخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين. كما خرجت تظاهرة في مدينة اربد شمال المملكة. وحدث بعض الاحتكاكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة في منطقة الرابية بعد خروج المصلين من جامع الكالوتي حيث كانت الاحتياطات الامنية مكثفة لمنع المتظاهرين من الوصول الى مبنى السفارة الاسرائيلية في تلك المنطقة. وتجمع نحو ثلاثة آلاف متظاهر بينهم نساء واطفال خارج المسجد الذي شهد تظاهرات مماثلة في السابق. وحاول المتظاهرون التقدم لكسر الطوق الامني، إلا ان الشرطة شكلت جدارا بشريا منعهم من اختراقه. وحدث بعض الاشتباكات عندما القى بعض المتظاهرين الحجارة على افراد الامن. واستخدمت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في مخيم الوحدات، كما فرقت تظاهرة اخرى خارج المسجد الحسيني في وسط المدينة. واكد شهود عيان وقوع اصابات بين المتظاهرين لم يعرف عددها.