نددت السعودية بأقوى وأشد العبارات بقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية احتلال قطاع غزة، وأدانت بشكل قاطع إمعانها في ارتكاب جرائم التجويع والممارسات الوحشية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني الشقيق. وقالت وزارة الخارجية في بيان لها: "إن الأفكار والقرارات اللاإنسانية التي تتبناها سلطات الاحتلال الإسرائيلية دون رادع، تؤكد مجددًا أنها لا تستوعب الارتباط الوجداني والتاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني بهذه الأرض، وأن الشعب الفلسطيني صاحب حقٍّ فيها، استنادًا للقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية". وحذرت المملكة من أن استمرار عجز المجتمع الدولي ومجلس الأمن عن وقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية فورًا، يقوض أسس النظام الدولي والشرعية الدولية، ويهدد الأمن والسلم إقليميًا وعالميًا، وينذر بعواقب وخيمة تشجع ممارسات الإبادة الجماعية والتهجير القسري. وأكدت المملكة أن هذه الجرائم الإسرائيلية المتواصلة تحتم على المجتمع الدولي اليوم اتخاذ مواقف فعلية، حازمة ورادعة، تنهي الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق، وتمكّن من تحقيق الحل الذي تجمع عليه الدول المحبة للسلام بتنفيذ حل الدولتين، وقيام دولةٍ فلسطينية على حدود عام 1967 م وعاصمتها القدسالشرقية، استناداً للقرارات الأممية ذات الصلة. وتتسارع التحضيرات الإسرائيلية لاحتلال كامل قطاع غزة، رغم موجة الإدانة التي تواصلت من عواصم عربية وغربية، بينما كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن استدعاء الجيش نحو 250 ألف جندي ضمن خطة تستهدف تطويق مدينة غزة وإجلاء ما يقرب من مليون شخص إلى مناطق جديدة يجري إنشاؤها داخل القطاع، مع تجهيز 12 نقطة إضافية لتوزيع المواد الغذائية. وحذّرت هيئة البث الإسرائيلية من سيناريوهات مشابهة لمعركتي الفلوجة والموصل في العراق، وسط توقعات بحرب شوارع مع مقاتلي حركة حماس. ورغم معارضته السابقة للخطة، أكد رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، التزام الجيش بتنفيذها "بأفضل شكل ممكن"، مع السعي للحفاظ على حياة المحتجزين لدى حماس، محذراً في الوقت ذاته من تداعياتها على مصيرهم. مسؤول أمني إسرائيلي صرّح لوكالة "أسوشييتد برس" بأن العملية ستكون تدريجية ولم يُحدد موعد انطلاقها بعد، مشيراً إلى احتمال إجلاء المدنيين بالقوة. في السياق، أعلن الوسيط الأمريكي بين إسرائيل وحماس، بشارة بحبح، أن مفاوضات وقف إطلاق النار "عالقة"، فيما تستمر قوافل المساعدات في دخول القطاع، لكنها – بحسب قوله – تتعرض للنهب فور وصولها. دبلوماسياً، تستعد خمس دول أوروبية لطرح اعتراضها على الخطة أمام مجلس الأمن الدولي الذي يعقد جلسة طارئة اليوم لبحث التطورات، بعد تعديل موعدها الذي كان مقرراً أمس. ميدانياً، صعّد الجيش الإسرائيلي من قصفه المدفعي والجوي على مناطق متفرقة من غزة، ما أسفر عن مقتل سبعة فلسطينيين وإصابة العشرات شمال مخيم النصيرات، إضافة إلى مقتل شخصين برصاص قناصة أثناء انتظار المساعدات جنوب جسر وادي غزة. كما استهدفت المدفعية حي الزيتون جنوب شرقي المدينة، في حين قصفت طائرات مسيّرة شرق مخيم البريج، وواصلت القوات الإسرائيلية نسف مبانٍ سكنية في خان يونس جنوب القطاع.