حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس إسرائيل من أن "عليها ان تدرك أن احتلالها الأراضي الفلسطينية ومواصلة اعتداءاتها ضد الفلسطينيين ستكون لهما آثار سلبية على العلاقات بين البلدين". وأعرب في تصريحات نشرتها الصحف الأردنية أمس عن "الغضب الذي يعتريه ويعتري جميع الأردنيين لما يجري لأخوانهم في الأراضي الفلسطينية". وتقدمت الملكة رانيا العبدالله أمس مسيرة حاشدة للتضامن مع الفلسطينيين، انطلقت بإتجاه مقر مكاتب منظمة "يونيسيف"، ورافقتها الأميرة عائشة بنت الحسين والأميرة غيداء طلال. ووصفت الملكة رانيا ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اضطهاد بأنه "جريمة نكراء بحق الإنسانية لا يمكن السكوت عليها"، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لمواجهة الخروق الاسرائيلية لمبادئ القانون الدولي، والتحرك لوقف "المجازر التي ترتكب ضد الشعب الأعزل الذي يرغب في العيش بكرامة وسلام". جاء ذلك خلال مشاركة الملكة أمس في الافطار التقشفي وفي مسيرة حقوق الانسان التي نظمتها مؤسسة نهر الأردن لدعم الفلسطينيين. وكان الملك عبدالله رأس جلسة طارئة لمجلس الوزراء اول من أمس أكد فيها وقوف الأردن بكل امكاناته الى جانب الشعب الفلسطيني، وأن "الأردن حكومة وشعباً ومؤسسات في حال غضب وقلق لما يتعرض له اخواننا الفلسطينيون". وشدد على أن "أمن الأردن واستقراره ووحدتنا الوطنية خط احمر لن نسمح بالمس به". وكشف أنه أجرى خلال الأيام الماضية اتصالات بقادة الدول العربية والأجنيبة "لإطلاعهم على خطورة الأوضاع في الاراضي الفلسطينية والعمل معاً لوضع حد للوضع المأسوي الذي يعيشه أهلنا في الأراضي الفلسطينية". وأشار إلى جولة وزير الخارجية الاميركي كولن باول على المنطقة، و"أهمية وضرورة لقائه الرئيس ياسر عرفات". وزاد انه تلقى اتصالات من "الأهل في نابلس وجنين وطولكرم توضح المأساة التي يعيشونها". وتعتبر تصريحات العاهل الأردني شديدة اللهجة تجاه العدوان الاسرائيلي، وتلويحه بإحتمال اتخاذ اجراءات على صعيد العلاقات مع إسرائيل أكثر حدة منذ بدء عملية "الجدار الواقي" الاسرائيلية في المدن والقرى الفلسطينية. وجاءت تلك التصريحات بعدما شهدت المدن والمخيمات الفلسطينية في المملكة أطول سلسلة من التظاهرات والمسيرات الشعبية الصاخبة منذ الخمسينات، قدر عدد المشاركين فيها بحوالى ربع مليون شخص. وساد الهدوء الحذر مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين بعد المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين خلال الايام الثلاثة الماضية. وكان توفي في المخيم الأحد الماضي الطفل حمزة شبانة متأثراً بإصابة في الرأس قال أقاربه إنها بسبب اصابته إصابة مباشرة بقنبلة دخانية، فيما نفت الحكومة ان تكون لوفاته أي علاقة بالمواجهات بين الشرطة والمتظاهرين. ووصلت الى رام الله صباح امس طائرة مروحية أردنية تحمل ألف وحدة دم تبرعت بها مؤسسة "الخدمات الطبية الملكية" الأردنية ووزارة الصحة لمساعدة السلطة الفلسطينية في معالجة جرحى العدوان الاسرائيلي.