أسعار النفط تحت وطأة شائعات السلام وحرب التعريفات

في نهاية أسبوع مضطرب، وقفت أسعار النفط عند مفترق طرق، حائرة بين تقارير دبلوماسية مفاجئة عن مفاوضات سلام محتملة في أوكرانيا، ورياح عاتية من التعريفات الجمركية التي هزت ثقة الأسواق. الأسود الثمين أنهى تعاملات الجمعة مستقراً ظاهرياً، لكنه في الحقيقة كان يخفي وراء هذا الاستقرار هزة عنيفة، إذ سجلت العقود الآجلة أكبر خسارة أسبوعية منذ نحو ستة أسابيع.
لم يكن مشهد التسعيرة عادياً. خام برنت، مقياس النفط العالمي، استقر عند 66.59 دولاراً للبرميل، منخفضاً 16 سنتاً فقط عند الإغلاق، لكن هذه الهدوء السطحي كان يخفي تراجعاً أسبوعياً تجاوز 4%. أما الخام الأمريكي، فلم يكن حاله أفضل، إذ أغلق عند 63.88 دولاراً بعد أن لامس خلال الجلسة مستوى 62.77 دولاراً، في إشارة واضحة إلى هشاشة المشهد.
خلف الكواليس، كانت العوامل تتضافر لتشكل هذه الصورة القاتمة. تقارير عن محادثات سرية بين واشنطن وموسكو لإنهاء الحرب الأوكرانية أطلقت العنان لمخاوف المستثمرين من تراجع الطلب على النفط كملاذ آمن. وفي الوقت نفسه، كانت التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ يوم الخميس تلوح في الأفق كسحابة سوداء تهدد النمو الاقتصادي العالمي.