لقد أثبتت اسرائيل بالدليل القاطع انها لا تكتفي بحصار البشر واغتيالهم، بل تعدت ذلك لتحاصر الحقيقة وتغتالها. وها هي الآلة الحربية العدوانية الشارونية تتوجه، مع سابق الإصرار والترصد، الى صدور الصحافيين والمراسلين العرب منهم والأجانب على حد سواء. في واقع الأمر، وبكل بساطة، يمكننا قراءة هذا الوضع وإيجازه بعبارة واحدة وهي ان اسرائيل "تغتال الحقيقة". ومن هنا فإنها لا، ولن تسمح لوسائل الإعلام، خصوصاً الغربية منها، بتغطية الجرائم الصهيونية البشعة في حق ابناء الشعب الفلسطيني، من قتل واغتيال وحصار وتدمير وهدم وقصف. وهي تزعم دوماً انها تمارس "حق الدفاع عن النفس امام الإرهاب الفلسطيني". فكيف تمنح الفرصة لوسائل الإعلام، وخصوصاً الغربية منها، كي تثبت عكس هذه المزاعم والأكاذيب؟ وعلنيا ألا نستغرب مثل هذه الممارسات، من طرف قوات الاحتلال وهي قامت ولا تزال تقوم باغتيال "رمز العطاء الإنساني". فالقوات نفسها تغتال الأطباء والممرضين وضباط الإسعاف وسائقي سيارات الإسعاف، وتدمر هذه السيارات، وأحياناً تسرقها للتسلل الى المناطق الفلسطينية، وتنفذ بها عمليات القتل والاغتيال، وتترك الجرحى ينزفون حتى الموت، وتحاصر المشافي الفلسطينية، وتمنع الطواقم الطبية والإسعافية من ممارسة واجباتها ومهامها الإنسانية. الرياض - زياد مشهور مبسلط كاتب فلسطيني