أشاد نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي عزة ابراهيم بالموقف السعودي من التهديدات الأميركية بمهاجمة العراق، وقال ان بلاده تأمل في التوصل الى اتفاق مع الأممالمتحدة لتحديد ما تبقى على العراق تنفيذه، بما في ذلك عودة لجان التفتيش، على أن يعطى في المقابل حقوقه وفق قرارات مجلس الأمن الدولي. وقال ابراهيم في مقابلة مع تلفزيون البحرين "ان العراق يؤمن بأن المملكة العربية السعودية تشكل ركناً أساسياً من أركان أمتنا ومن أركان وطننا وقوة أساسية من قوة شعبنا العربي". وأضاف: "من المسلمات الطبيعية الاعتيادية ان يكون موقف المملكة بهذا المستوى. الغريب هو ان لا يكون موقفها بهذا المستوى، فالآن هي وقفت الموقف الأصيل الذي يليق بها. تقديري للأمير عبدالله على هذا الموقف واعتزازي به". وأعرب عن أمله في أن يمضي الأمين العام للأمم المتحدة مع العراق في طريق الحوار، من دون التأثيرات الأميركية عليه، لايجاد صيغة لتحديد ما تبقى من متطلبات على العراق كي ينفذها وما تحقق للعراق كي يجازى أو تعطى له حقوقه وفق هذه القرارات. سواء تعلق الاتفاق بعودة لجان التفتيش أو أي أمر آخر. وقال ابراهيم ان العراق ينفذ منذ 12 سنة الواجبات الملقاة عليه، ووفق هذه القرارات، ولم ينفذ مجلس الأمن والأممالمتحدة أي بند من بنود القرارات الكثيرة التي للعراق حق فيها. وأشار الى أن العراق مشى مع الأممالمتحدة ومع هيئاتها والأمين العام واللجان الأخرى ومجلس الأمن لتطبيق هذه القرارات، ولكن أميركا كانت تتصرف بشكل مجحف وعدواني صارخ على العراق بتأثيرها البالغ على مجلس الأمن وعلى الأمين العام للأمم المتحدة. وعن موقف العراق من الكويت قال المسؤول العراقي "من زمن بعيد لم يكن لدينا أي شيء سيء للكويت... الكويت حالة حدثت لأسباب كثيرة تتعلق بالعراقوبالكويت وتتعلق بأعداء الأمة الكثيرين الذين ما زالوا يتربصون بمصالح الأمة ومستقبلها". وأضاف انه "مضى أكثر من 12 عاماً على قضية الكويتوالعراق. كان يفترض من منطلق تقاليد الأمة العربية وتقاليد العرب القديمة وتاريخهم، ان تحل هذه القضية وتحل ذيولها ويعود العراق وتعود الكويت وتعود الأمة الى حالتها الطبيعية لكي تستطيع ان تنجز ما يجب أن تنجزه لحفظ كرامة الأمة وسيادتها". والى صنعاء وصل أمس نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان في زيارة رسمية وقال فور وصوله مطار صنعاء بأنه يحمل رسالة من الرئيس العراقي صدام حسين للرئيس علي عبدالله صالح تتعلق بالتطورات والمستجدات الراهنة في المنطقة العربية والتنسيق إزاءها في اطار الإعداد لمؤتمر القمة العربية في بيروت. وعلمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية عربية ان زيارة رمضان تهدف الى طلب تأييد الرئيس صالح في قمة بيروت لكي يصدر عن القمة قرار يرفع الحصار المفروض على العراق من دون شروط، بالاضافة الى بحث نتائج المحادثات التي اجراها علي صالح قبل أيام مع نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني الذي زار صنعاء في اطار جولته في المنطقة. وفي وقت لاحق استقبل الرئيس علي صالح نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان بحضور نائب الرئيس اليمني. عبد ربه منصور هادي حيث جرى بحث التطورات الأخيرة في العراق وعرض رمضان نتائج الحوار الذي تم بين بلاده والأممالمتحدة بالاضافة الى التحضيرات الحالية لمؤتمر القمة في بيروت. وأكد علي صالح الذي سلم رمضان رسالة جوابية للرئيس صدام حسين مطالبة اليمن رفع الحصار المفروض على العراق ورفض اليمن أي ضربة عسكرية تستهدف العراق فيما اعتبرت زيارة رمضان لصنعاء في اطار التحرك العراقي الأخير لشرح الموقف العراقي من التطورات الأخيرة بالاضافة الى بحث التطورات الخطيرة في الأراضي الفلسطينية. وفي الرباط، استقبل الأمير رشيد شقيق العاهل المغربي الملك محمد السادس، امس، نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الذي سلمه رسالة الى الملك محمد السادس من الرئيس العراقي صدام حسين عرضت آخر تطورات الأوضاع على الساحة الاقليمية، خصوصاً الموقف من التهديدات الأميركية للعراق والوضع المتدهور في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأضاف المصدر ان الاجتماع رمى الى تنسيق المواقف خلال القمة العربية المقررة في بيروت نهاية الشهر الجاري. ويعتبر المغرب رابع محطة يزورها عزيز في جولة شملت بلدان تونس وليبيا والجزائر. وقال المسؤول العراقي ان جولته رسمت صورة واضحة لموقف تلك البلدان "تتمثل في رفضهم أي عدوان على أي بلد عربي خصوصاً العراق"، مضيفاً "لقد وجدت شعوراً قومياً ملموساً يتجسد في التضامن مع الشعب الفلسطيني والعراق".