القاهرة - "الحياة" - لندن - رويترز، أ ف ب - عقدت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول أوابك اجتماعاً في القاهرة أمس وسط ازمة خطيرة تشهدها فنزويلا أدت الى شلل صادراتها النفطية، وتهديدات متزايدة بشن حرب ضد العراق ما قد يؤدي الى توقف صادرات النفط العراقية، في الوقت الذي ارتفعت فيه اسعار النفط الى أعلى مستويات تسجلها منذ نحو عامين. قال وزير النفط السعودي علي النعيمي أمس ان منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك سترفع انتاج النفط اذا استمر سعر الخام فوق 28 دولاراً للبرميل، وهو الحد الاقصى لآلية الاسعار التي تعتمدها المنظمة، لمدة عشرين يوماً. وكان النعيمي يرد على سؤال عما اذا كانت "أوبك" ستخفض الانتاج في كانون الثاني يناير وفقاً للاتفاق الاخير الخاص بالانتاج الذي توصلت اليه المنظمة في فيينا الشهر الجاري. وأكد النعيمي، الذي كان يتحدث للصحافيين على هامش مؤتمر "اوابك" في القاهرة أمس، ان منظمة "أوبك" قد تحرك آلية تثبيت اسعار النفط بين 22 و28 دولاراً للبرميل، في حال استمرار ارتفاع الاسعار في الاسواق العالمية. وزاد: "قلنا مراراً اننا حريصون على منع اي نقص وحريصون على تحقيق استقرار السوق وملتزمون سعراً عادلاً". واضاف: "لدينا آلية يمكن اطلاقها عندما يكون ذلك ضرورياً. لم يتم تحريكها بعد واذا استمرت الاسعار في الارتفاع ستطبق آلية تثبيت الاسعار كما حصل في الماضي". وتسمح آلية "أوبك" لتثبيت الاسعار التي وضعت في آذار مارس عام 2000 بزيادة الانتاج نصف مليون برميل في اليوم في حال بقيت الاسعار فوق السعر المحدد بين 22 و28 دولاراً طوال عشرين يوم عمل متتالية. وقفزت اسعار النفط متخطية هذا النطاق المستهدف ل"أوبك" في الاونة الاخيرة بفعل عوامل عدة من بينها اضراب عمال صناعة النفط في فنزويلا ومخاوف من الحرب في العراق، اضافة الى الزيادة في الطلب على وقود التدفئة مع حلول فصل الشتاء. وفي وقت سابق أول من أمس صوت العمال المضربون في شركة النفط الفنزويلية الحكومية "بتروليوس دي فنزويلا" بالموافقة على مواصلة اضراب مضت عليه 20 يوماً واصاب بالشلل صناعة النفط في خامس اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم على رغم حكم المحكمة العليا الذي يأمر باستئناف عمليات النفط. وقال العديد من وزراء "أوبك" ان الاسعار التي تتجاوز بالفعل الحد المستهدف للمنظمة ترتفع بفعل مخاوف وتكهنات وليس بسبب نقص حقيقي. وقال وزير النفط القطري عبدالله بن حمد العطية أمس في القاهرة ان "أوبك" ستتخذ قراراً آخر لتعديل ما اتفق عليه في فيينا في حال حرب ضد العراق. ورداً على سؤال حول ما اذا كانت الدول الاعضاء في "أوبك" ستحترم الحصص التي حددت في 12 كانون الاول ديسمبر في فيينا، قال العطية، الذي سيتولى رئاسة "أوبك" من كانون الثاني يناير المقبل: "نعم سنلتزم بقرارنا الى ان يصدر قرار آخر". ورداً على سؤال عن موقف "أوبك" في حال حرب ضد العراق، أفاد: "في حال حرب او اي نقص سيكون علينا اتخاذ قرار آخر". وتتمتع "أوبك" بطاقة انتاجية فائضة تكفي لان تحل محل صادرات فنزويلا او العراق، الا ان محللين قالوا ان توقف صادرات هاتين الدولتين في الوقت نفسه سيضع سقف تلك الطاقة الانتاجية الفائضة على المحك. وقال مهدي فرضي مستشار الطاقة البارز في مصرف "دريسندر كلينورت فاسيرشتاين بنك": "اذا توقفت صادرات الاثنتين معاً فان هذا الامر سيدفع طاقة اوبك الانتاجية الفائضة الى حدها الاقصى". وسجلت اسعار العقود الاجلة للنفط الخام في بورصة النفط الدولية في لندن مكاسب طفيفة في اليوم الاخير من التعامل الاسبوع الماضي، وبلغ سعر خام القياس البريطاني "برنت" تسليم شباط فبراير 28.34 دولار للبرميل، علماً انه سجل يوم الخميس 29.40 دولار للبرميل. واغلق الخام الاميركي الخفيف "غرب تكساس الوسيط" في بورصة نيويورك التجارية "نايمكس" مرتفعا 11 سنتاً الى 30.30 دولار للبرميل. "أوابك" وأقر مجلس وزراء منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول أوابك في ختام اجتماعه أمس مشروع موازنة المنظمة الأمانة العامة والهيئة القضائية لسنة 2003، وقدرها نحو 1.629 مليون دينار كويتي 5.4 مليون دولار. واطلع المجلس على تقرير حول مؤتمر الطاقة العربي السابع الذي عقد في القاهرة خلال الفترة 11 - 14 آيار مايو 2002، مؤكدًا على أهمية التوصيات التي خرج بها. كما اطلع المجلس على مذكرات تستعرض نشاط الأمانة العامة في تطوير بنك المعلومات، ومتابعة موضوع البيئة، وناقش تقريراً عن نشاط الشركات المنبثقة عن المنظمة، وأحيط علماً بنتائج الاجتماع الحادي والثلاثين للمسؤولين عن هذه الشركات والأمانة العامة للمنظمة. وبالنسبة الى معهد النفط العربي للتدريب، قرر تمديد الفترة التي عهد خلالها للعراق بالإشراف على المعهد لمدة عام اعتباراً من كانون الثاني يناير سنة 2003. وتضم منظمة "أوابك" سبعاً من الدول الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك هي السعودية والعراق والكويت والامارات وليبيا والجزائر وقطر، كما تضم مصر وسورية والبحرين من خارج المنظمة.