صعّدت إسرائيل أمس، من وتيرة عملياتها في جنوبلبنان، معلنة تنفيذ عمليات برية "خاصة ومركزة" استهدفت مواقع تابعة لحزب الله، في خطوة تشير إلى تصعيد جديد رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ أواخر العام الماضي. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان نشره عبر منصة "إكس": إن القوات نفذت "عمليات خاصة ومركزة" في مناطق متفرقة من جنوبلبنان، بناءً على معلومات استخباراتية ورصد ميداني لمواقع ووسائل قتالية تابعة لحزب الله. وأشار إلى أن إحدى أبرز العمليات جرت في منطقة جبل بلاط، حيث تمكنت قوات "اللواء 300" من العثور على مجمع مستودعات أسلحة ومرابض إطلاق قذائف صاروخية، تم تدميرها بالكامل. وأضاف أن العملية استهدفت منع إعادة تموضع عناصر الحزب في المنطقة. وفي عملية أخرى قرب لبونة، عثرت القوات الإسرائيلية على معدات عسكرية ووسائل قتالية كانت مخبأة في منطقة وعرة، بينها قاذفة متعددة الفتحات، رشاش ثقيل، وعشرات العبوات الناسفة. ووفق الجيش، تم ضبط وتدمير هذه الوسائل بالكامل. كما كشف أدرعي أن القوات عثرت على بناية تحت الأرض تستخدم كمخزن للوسائل القتالية، وتم تدميرها باستخدام إمكانيات هندسية خاصة. ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان منذ نوفمبر 2024، والذي جاء بعد نزاع استمر لأكثر من عام، تشن إسرائيل بانتظام غارات وهجمات ضد أهداف تزعم أنها تابعة لحزب الله، خصوصاً في الجنوباللبناني. يُذكر أن المواجهات بين الجانبين تصاعدت بشكل لافت منذ سبتمبر 2024، ما أدى إلى انهيار تفاهمات التهدئة قبل أن تُعاد صياغتها لاحقاً. ورغم ذلك، لم تتوقف عمليات الاستهداف المتبادل، لا سيما بعد تكبد حزب الله خسائر فادحة في بنيته العسكرية والقيادية خلال المواجهات السابقة، بحسب تصريحات إسرائيلية. وتكرر إسرائيل على لسان قادتها العسكريين والسياسيين أنها ستواصل استهداف أي بنية تهدد أمنها القومي، مؤكدة أنها لن تسمح لحزب الله ب"إعادة ترميم قدراته العسكرية"، ما لم تنزع السلطات اللبنانية سلاحه بشكل كامل. في المقابل، لم يصدر عن حزب الله حتى لحظة نشر هذا التقرير أي تعليق رسمي على العمليات الأخيرة أو الخسائر الناجمة عنها. تأتي هذه العمليات في ظل تصاعد التوتر الإقليمي المرتبط أيضاً بالأحداث في قطاع غزة، حيث تجري مفاوضات بشأن هدنة محتملة بين إسرائيل وحركة حماس، وهو ما يعزز المخاوف من احتمال تمدد النزاع إلى جبهات أخرى حال فشل المسار الدبلوماسي.