ذكرت مصادر خليجية مسؤولة ان المملكة العربية السعودية ابلغت قطر بأن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سيترأس وفد المملكة الى اجتماعات القمة الخليجية الثالثة والعشرين يومي السبت والأحد المقبلين، وسيشارك في الاجتماع التحضيري للقمة الذي سيعقده وزراء خارجية دول مجلس التعاون بعد غد الجمعة في الدوحة. وعلمت "الحياة" من مصادر سياسية مطلعة في المنامة ان البحرين ستتمثل في قمة الدوحة بنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة. ويعكس غياب الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي - الذي تعود منذ سنوات حضور القمم الخليجية ممثلاً لخادم الحرمين الشريفين، استمرار اجواء الفتور في العلاقات الثنائية بين الرياضوالدوحة والذي بدأ في تموز يوليو الماضي بعد ازمة احدثها برنامج حواري عن المملكة بثته قناة "الجزيرة" الفضائية طلبت إثره الرياض من الدوحة الرد على رسالة وجهتها احتجاجاً على البرنامج وعلى اسلوب "الجزيرة" في تناول القضايا السعودية. وبعد وساطة يمنية من الرئيس علي عبدالله صالح الذي زار جدة في شهر آب اغسطس الماضي ردت الدوحة على الرسالة السعودية، ولكن الرد القطري لم يكن مقنعاً. واستمراراً للوساطة اليمنية اتفق على ان ترسل الدوحة رسالة ثانية في ايلول سبتمبر ولكن لم تتبلغ الرياض اي شيء، الأمر الذي جعل المملكة تستدعي سفيرها في الدوحة صالح الطعيمي "للتشاور" تعبيراً عن استيائها. وبقي الخلاف السعودي - القطري متوقفاً عند موضوع إحجام الدوحة عن الرد برسالة مقنعة. وما أرادته الرياض من ذلك وعداً قطرياً بعدم التعرض لقضاياها او اخبارها عبر "الجزيرة" وغيرها بالطريقة التي يتم بها ذلك. ولم تتدخل العواصم الخليجية بأي مساع حميدة للتوسط بين قطر والمملكة في انتظار ان تقوم الدوحة بمبادرة ايجابية وترسل الرسالة الثانية التي طلبتها الرياض. وحين عقد الاجتماع التحضيري الأول لوزراء خارجية دول مجلس التعاون قبل نحو شهر في الدوحة تعمدت الرياض ان ترسل نائب وزير الخارجية السعودي الدكتور نزار مدني للمشاركة في مثل هذا الاجتماع الذي اعتاد الأمير سعود الفيصل حضوره، وذلك كرسالة للدوحة. ولكن الدوحة اعتبرت ان الرياض تسعى الى تهميشها وتهميش دورها، خصوصاً بعدما لاحظت ان الذي تسلم رسالة الدعوة القطرية لحضور القمة الخليجية التي وجهها امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لقادة دول مجلس التعاون والتي ارسلها مع وزير الدولة للشؤون الخارجية احمد عبدالله المحمود في شهر رمضان الماضي، كان نائب وزير الخارجية السعودي. وقال مصدر ديبلوماسي خليجي ان الدوحة ردت على التصرفات السعودية بنوع من "المناكفات" التي لم تكن إعلامية وعبر قناة الجزيرة فقط مثل تبني احد السعوديين المعارضين في لندن وما اعلنه هذا المعارض من انشائه لمحطة اذاعية معارضة. وعلى رغم هذه الأزمة في العلاقات السعودية - القطرية إلا ان المسؤولين السعوديين اكدوا استمرار حرصهم على مسيرة مجلس التعاون الخليجي. ويؤكد ذلك قيام ولي العهد السعودي باستقبال الأمين العام لمجلس التعاون عبدالرحمن العطية امس في مقر اقامته قرب الرياض. وقال العطية ل"الحياة" انه عرض على الأمير عبدالله "الاستعدادات الجارية لعقد القمة الخليجية ومشروع جدول اعمالها الأولي الذي اعده وزراء الخارجية في اجتماعهم التحضيري الأول". وعن تمثيل الأمير سعود الفيصل للمملكة في القمة المقبلة رفض ان يؤكد ذلك أو ينفيه، ولكنه اضاف: "المهم هو مشاركة المملكة في القمة".
