كثف العراق استعداداته لمواجهة آثار الحرب الأميركية التي يتوقع المراقبون نشوبها قبل نهاية العام. وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر العراقية هشام السعدون ان تحضيرات بدأت منذ شهور لوضع خطط "لتفادي آثار الحرب أو التقليل من أضرارها على المواطنين". وأضاف ان جمعية الهلال الأحمر تضع، بالتعاون مع جمعيات تطوعية انسانية، هذه المسألة في رأس اولوياتها. وقال ان "الجمعية أجرت اتصالات مع الجمعيات والمنظمات المماثلة على صعيد الوطن العربي والعالم، إضافة الى اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، لدعم الخطط العراقية". وكشف السعدون في حديث الى "الحياة" أنه تم افتتاح معسكر تدريبي استعداداً لحالات الطوارئ سمي "معسكر التأهب للكوارث" في مدينة الحبانية 90 كلم غرب بغداد ويشترك فيه متطوعون وعاملون في فروع الجمعية من مختلف أنحاء العراق. واتهم المسؤول العراقي منظمات دولية لم يسمها بممارسة نشاطات سياسية تحت غطاء إنساني في منطقة كردستان، مشيراً إلى أن "الإدارة الأميركية استخدمت الصليب الأحمر الأميركي في مهمات سياسية على رغم التاريخ والسمعة الطيبة التي تتمتع بها هذه المنظمة"، وشدد على انه "من غير الممكن السماح لمنظمة أو جمعية بالدخول إلى العراق والعمل بشكل عشوائي، بحجة تقديم المساعدات الإنسانية" معتبراً ذلك تجاوزاً لسيادة بلاده وأمنها. وقال السعدون ان اتفاق اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر في اجتماع جنيف في منتصف تشرين الأول أكتوبر الماضي الذي يتعلق بخزن إمدادات ومعونات في الدول المجاورة للعراق استعداداً لحالات النزوح عند اندلاع الحرب، لم ينفذ حتى الآن، مؤكداً عدم وصول إمدادات بموجب الاتفاق. ودعا منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية في العالم إلى مناهضة خطط الحرب الأميركية والعمل لإبطالها بأي وسيلة، لأن ذلك "أفضل وأجدى إنسانياً من انتظار وقوع الحرب فعلياً والعمل من ثم على تقديم المساعدات للمتضررين منها". وجدد المسؤول العراقي دعوته الى ارسال إمدادات إغاثة قبل وقوع الحرب.