إعتبرت بريطانيا ان تركيز الدول الغربية على الحرب المحتملة ضد العراق لن يكون سببا في انشغالها عن الحرب ضد الارهاب، ورأت أن لا تعارض بين الحربين. واعربت غالبية ساحقة من الفرنسيين عن مخاوفها من النتائج التي قد تترتب على الحرب ضد العراق لجهة تأجيج التوترات في الشرق الأوسط وتزايد الإرهاب الدولي. في غضون ذلك، دانت ايران المشاريع الأميركية لاقامة قيادة عسكرية اميركية في العراق، وتمنت أن يكون ذلك "مجرد إشاعة"، لكنها كررت أنها ستقف على "الحياد"، في حال حصول هجوم اميركي. أكد وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلنكيت أن تركيز بلاده والدول الغربية الاخرى على نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية وامكان وقوع حرب ضد العراق، لن يكونا سبباً في انشغال الغرب عن الحرب ضد الارهاب. وأكد أن القيام بأي عمل عسكري ضد العراق لا يمنع الحرب التي تشنها بريطانيا والحكومات الغربية الاخرى على الارهاب ولا يتعارض معها. واوضح أن الحرب على الارهاب وأي حرب قد تشن على العراق "يسيران في خطين متوازيين ومن دون أي تعارض، لأن الحرب على الارهاب هي حرب على من يدعمون الارهاب ايضا، ويشكلون خطرا عالميا، اضافة الى الذين يقومون بأعمال ارهابية". وأشار بلنكيت الى أن "الحرب على العراق ليست حتمية، بل هناك آمال في ان ينصاع الرئيس العراقي صدام حسين لقرارات الاممالمتحدة الجديدة في شأن أسلحته". وشدد على أن "على المجتمع الدولي أن لا يتراجع عن العمل على ازالة التهديدات العراقية، لأن من شأن ذلك بروز تهديد جديد من فئات لا تحبذ عملنا". غالبية الفرنسيين تعارض الحرب وتخشى تأجيج التوترات والإرهاب وعبرت غالبية ساحقة من الفرنسيين عن مخاوفها من النتائج التي قد تترتب على الحرب ضد العراق، ورأى 49 في المئة منهم أن هذه الحرب قد تؤدي إلى تأجيج التوترات في الشرق الأوسط، فيما أبدى 45 في المئة مخاوف من أن تؤدي إلى تزايد الإرهاب الدولي. وأفادت نتائج استطلاع للرأي نشرتها أمس صحيفة "لاكروا" الفرنسية أن 35 في المئة من الفرنسيين يعتبرون أن الحرب على العراق لن تؤدي إلى أي تغيير في الواقع الدولي، فيما يرى 5 في المئة أنها ستخفض التوترات. وأبدى 44 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع وعددهم 950 شخصاً، قلقاً من أن تؤدي الحرب إلى تزايد تهديدات الحرب الجرثومية والكيماوية، في مقابل 38 في المئة يعتبرون أنها لن تؤدي إلى أي تهديد و12 في المئة يتوقعون أن تقلص هذا التهديد. ويأتي الاستطلاع غداة تظاهرات مناهضة لضرب العراق شهدتها باريس ومدن أخرى فرنسية، تلبية لدعوة من الأحزاب اليسارية الفرنسية، وعلى رأسها الحزبان الاشتراكي والشيوعي. ودعا المتظاهرون في باريس الذين قدر عددهم بحوالى عشرة آلاف شخص، إلى اعتماد فرنسا سياسة "خالية من أي ابهام حول العراق"، ورفض الحرب ولو بموافقة الأممالمتحدة، واستخدام حق النقض الفيتو ضد أي مشروع يجيز استخدام القوة. وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية نشرت نص عريضة يجري التوقيع عليها بعنوان "من أجل فيتو فرنسي ضد الحرب في العراق". ودان موقعو العريضة، ومنهم السفيران سيرج بوادفيه ومارك بونغوس، والكاتب بول بالتا والشاعر صلاح ستيتيه، إضافة إلى العديد من الباحثين والأساتذة الجامعيين والصحافيين، "تهديد الحرب الذي تلوح به الولاياتالمتحدة ضد العراق". ورأوا أن "أياً من الذرائع المزعومة" التي تقدم "لا تبرر التدخل العسكري الذي لا يستند سوى إلى إرادة الولاياتالمتحدة في الهيمنة والسيطرة على منابع النفط الرئيسية في العالم". واعتبروا أن الهجوم على العراق سيؤدي إلى "تعزيز التوتر في الشرق الأوسط واخطار صدام الحضارات". المانيا: مجلس الامن لا يعكس واقع العلاقات السياسية وفي برلين، نقلت وكالة الانباء الالمانية د ب أ، عن مراسلها في نيويورك أمس أن ديبلوماسيين في الاممالمتحدة يتوقعون أن يوجه ممثلو حكومات عدة انتقادات عنيفة لخطط الولاياتالمتحدة ضد العراق خلال مناقشة مفتوحة تجري اليوم الثلثاء في مجلس الامن. وأفادت وكالة الانباء الالمانية د ب أ أن ممثلي اكثر من خمسين بلدا "سيتحدثون عن ازمة العراق ويسمعون صوتهم وآراءهم فيها"، مشيرة الى أن الدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز طالبت الاسبوع الماضي بعقد المناقشة المفتوحة في شأن العراق. وأوضحت أن الحركة اعربت عن استيائها الشديد من أن موضوع العراق حصر في الدائرة الضيقة للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن. واصدرت الحركة بيانا ابلغت فيه الدول ال 15 الاعضاء في مجلس الامن أن مشروع بريطانياوالولاياتالمتحدة الداعي الى اتخاذ قرار دولي جديد في شأن نزع اسلحة العراق "يتعلق بموضوع مهم لجميع اعضاء الاممالمتحدة ودور الاممالمتحدة في المستقبل". ونقلت الوكالة عن السفير الالماني لدى الاممالمتحدة هانس شوماخر قوله إن بلاده تعتبر أن مجلس الامن "أصبحت تنقصه الشرعية الكافية لأنه لم يعد يعكس منذ وقت طويل واقع العلاقات السياسية في العالم". وطالب شوماخر في نقاش جرى في الجمعية العامة للامم المتحدة بإدخال اصلاحات في مجلس الامن بهدف توسيع دائرة الدول دائمة العضوية التي تتمتع بحق النقض. والمانيا من الدول المرشحة للحصول على هذا الوضع، الا انه ليس معروفا كيف ستتصرف الولاياتالمتحدة ازاء ترشيح المانيا في ظل التوتر في العلاقات نتيجة رفض برلين الحرب ضد العراق. خاتمي يجدد معارضته ضربة أميركية وفي اسطنبول أ ف ب، جدد الرئيس الايراني محمد خاتمي أمس معارضة بلاده توجيه أي ضربة أميركية للعراق. ونقلت وكالة "الاناضول" التركية للأنباء عن خاتمي قوله في قمة منظمة التعاون الاقتصادي ان "العالم ومنطقتنا يعارضان أي عمل عسكري من جانب واحد ضد العراق". وشدد على أهمية "الحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه وسيادته"، لكنه حض بغداد على الامتثال لقرارات الأممالمتحدة والوفاء ب"التزاماتها الدولية". الى ذلك، نددت ايران بالمشاريع الأميركية لاقامة قيادة عسكرية اميركية في العراق، بعد اسقاط نظام الرئيس صدام حسين، لكنها كررت أنها ستقف على "الحياد"، في حال حصول هجوم اميركي على هذا البلد. وقال حميد رضا آصفي الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية أمس: "آمل بأن تكون المعلومات عن تنصيب عسكري اميركي على رأس العراق مجرد اشاعة". ورأى ان "اقامة قيادة عسكرية قد تكون جزءاً من الحرب النفسية الأميركية، لكن الذين يطرحون أفكاراً من هذا النوع لا يعرفون حقائق المنطقة". وأضاف: "لم يستنفد بعد كل السبل الديبلوماسية لتسوية المسألة العراقية"، ودعا القوى العظمى الى "التشاور مع بلدان المنطقة خصوصاً الدول المجاورة للعراق" لايجاد حل للأزمة. وشدد على أن طهران أبلغت وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي زارها في التاسع من تشرين الأول اكتوبر الجاري انها تعارض الحرب، لكنها تريد أيضاً "التأكد من أن العراق لا يملك أسلحة كيماوية وبيولوجية أو أي أسلحة دمار شامل". وذكر ان حوالى مئة ألف جندي ايراني اصيبوا بأسلحة كيماوية عراقية خلال الحرب العراقية - الايرانية 1980 - 1988.