أعلن مختبر ستانلي بروسنير في كاليفورنيا، عن موافقة "مكتب الغذاء والدواء" في الولاياتالمتحدة على بدء تطبيق نظام جديد من العلاج على مصابين بمرض "جنون البقر" أو "الالتهاب الاسفنجي في الدماغ". وهي المرة الأولى التي يجاز فيها علاج البشر بأدوية تستهدف إزالة العنصر المسبب لهذا المرض. ويتضمن العلاج الذي تبدأ تجاربه خلال الأسابيع القليلة الماضية، مزيجاً من دواء الملاريا "كويناكرين" وأحد أدوية الشيزوفرينيا "كلوربرومازين"، الذي يشتهر أيضاً تحت اسم "لارج أكتل". ويتوافر كلا الدواءين في الأسواق العربية، حيث تعتبر الملاريا مرضاً متوطناً، وأما الشيزوفرينيا فهي ضرب معروف وشائع من الاضطراب النفسي- العقلي. ويحمل المختبر الذي أعلن النبأ، إسم الطبيب الذي اكتشفه "بريون" PRION، وهو بروتين من نوع خاص يميل رأي الطب إلى اعتباره مسبباً لمرض الالتهاب الاسفنجي. وفي العام 1996، حاز بروسنير جائزة نوبل عن اكتشاف "بريون". وأتى الاعلان في وقت قريب من الكشف عن تفاصيل تجربة في المختبر عينه، بيّنت دور الأجسام المضادة التي يولدها جهاز المناعة في مقاومة جنون البقر ومرض "كروتزفيلد-جاكوب" الذي يناظره لدى البشر. والمعلوم أن "بريون" هو بروتين "طبيعي" يتحول حالاً مرضية، ثم يلتصق مع بروتينات معينة في الدماغ، ما يؤدي إلى تشكل كتل اسفنجية تتراكم في الدماغ، وتحدث إضطراباً في عمله. ويتصل ذلك مع ظهور أعراض المرض، مثل الخرف وفقدان الذاكرة والإضطراب الحركي وما إلى ذلك. وبرهنت التجربة الجديدة أن بعض أنواع أجسام المناعة تقاوم تحول "بريون" مرضاً، وكذلك تعيق التصاق بروتينات الدماغ مع بريون.