وجه رئيس الجمهورية اميل لحود مساء أمس رسالة الى اللبنانيين لمناسبة الذكرى الأولى لتحرير الجنوب، اعتبر فيها ان "لبنان المقاوم حقق بشعبه وجيشه ومقاومته ملحمة التحرير وهزم اسطورة العدو الذي لا يقهر، وأعطى أمثولة انتصار الفرد المقاوم على الآلة المحتلة"، معتبراً "ان الحجر المقاوم في فلسطين سينتصر عليها غداً". يحتفل لبنان اليوم بالذكرى الأولى لتحرير جنوبه وبقاعه الغربي بعد 22 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي، مضيفاً هذا اليوم الى مناسباته الرسمية تحت اسم "عيد المقاومة والتحرير". وفي المناسبة أكد رئيس الجمهورية اميل لحود ان "خيار الصمود والمقاومة يرتب علينا موجبات لا بد من تحملها بروح الوعي والمسؤولية الوطنية"، داعياً المجتمع الدولي الى اعادة مراجعة شاملة لعملية السلام "تضع حداً للعدوان الإسرائيلي". وسيقام اليوم مهرجان خطابي مركزي في قاعة قصر "يونيسكو" يرعاه لحود ويحضره، ويتحدث فيه رئيس المجلس النيابي نبيه بري بصفته رئيس "حركة أمل"، ورئيس الحكومة رفيق الحريري ونائبه عصام فارس بصفته رئيس اللجنة المنظمة للاحتفالات بالمناسبة، اضافة الى الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله. وذكر بما قاله في قمة عمان الأخيرة "ان المنطقة تشهد صراعاً بين استراتيجيتين: احداهما تقوم على السلام العادل والشامل تبنيناها نحن وسورية، والثانية اعتمدتها اسرائيل وتقوم على فرض الخطط الأمنية في فلسطين وجنوب لبنان والجولان. وقلت ان عملية السلام توقفت عند هذه الحدود، وها هي تطورات الأمس واليوم تثبت أن اسرائيل هي نفسها، تبتغي الأمن من دون السلام، بل تريد الأمن على حساب السلام، أي على حساب حقوقنا المشروعة في استعادة أرضنا المحتلة في مزارع شبعا والجولان وفلسطين، وفي عودة اللاجئين الفلسطينيين الى أرضهم". وأضاف لحود: "حيال هذا الواقع الذي تتحمل مسؤوليته اسرائيل، وتدفع به المنطقة نحو المواجهة الشاملة، وحيال تعثر خيار السلام العادل والشامل الذي طالبنا به دائماً، تبدو الضرورة ملحة لأن يقوم المجتمع الدولي باعادة مراجعة شاملة لعملية السلام في المنطقة، تؤدي الى وضع حد للعدوان الاسرائيلي المستمر منذ أكثر من خمسين عاماً. وفي الانتظار، سيبقى خيار الصمود والمقاومة سلاحنا الأفعل في مواجهة هذا العدوان، وفي انتظار ان يستوعب العدو الدروس اللازمة للعودة الى السلام العادل والشامل، فإن خيار الصمود والمقاومة يرتب علينا موجبات لا بد من تحملها بروح الوعي والمسؤولية الوطنية". وقال: "إننا جميعاً، دولة ومواطنين ومؤسسات، مدعوون الى الكثير من التلاحم والعمل والصبر والإيمان لتجاوز هذه المرحلة". واعتبر "ان المأزق الإسرائيلي يتسع يوماً بعد يوم، والوقت المتبقي في أزمة المنطقة، هو لمصلحتنا، ومهما بدت الآفاق مظلمة، ومهما تعجل البعض نحو رهانات غير واقعية ولا مدروسة، فإننا واثقون بأننا في الاتجاه الصحيح نحو الخلاص، وان النهج الذي تعتمده الدولة في التعاطي مع هذه الأزمة، هو الأقل كلفة على لبنان واللبنانيين، بخلاف ما يتوهم البعض". وختم ان "التطورات أكدت صحة الموقف اللبناني والسوري، الذي لو اعتمد على باقي المسارات، لكنا ننعم اليوم بالسلام، ولكنا وفرنا على انفسنا تلك الاثمان، هذا الموقف نفسه، هو الذي تعود اليه فلسطين اليوم، وهو الذي سيؤدي الى تحرير مزارع شبعا والجولان والأراضي الفلسطينيةالمحتلة والى عودة اللاجئين الفلسطينيين الى أرضهم والأسرى والمعتقلين الى ديارهم". وكان لحود التقى وزير الاعلام الكويتي الشيخ أحمد بن فهد الصباح الذي نقل اليه تحيات "أمير البلاد وولي عهده والشعب الكويتي لمناسبة ذكرى التحرير، متمنين ان تتحرر بقية الأراضي اللبنانيةالمحتلة". وأوضح ان لحود حمّله تحياته "وتأكيداته ان لبنان الشامخ سيظل دائماً مع القضايا الكويتية والحق الكويتي". والتقى لحود وزير التربية الايراني حسين مظهر الذي نقل أيضاً تهنئة الرئيس محمد خاتمي للبنان بعيد التحرير. وأشار مظهر الى ان اللقاء تخلله تأكيد العلاقات بين البلدين التي "لا يمكن ان نحددها في اطار خاص لأن الترابط قوي بين الشعبين". وقال: "طرحنا ان الجمهورية الايرانية مستعدة للتعاون مع لبنان في اعادة البناء والاسهام في انتصاراته جنباً الى جنب مع سورية"، مشدداً على "أهمية الوحدة الداخلية اللبنانية والوفاق بين مختلف الطوائف والفصائل الذي حصل بدراية الرئيس لحود وحكمته". وقدم وفد جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية في الأردن برئاسة ليث شبيلات درعاً تكريمية إلى لحود لمناسبة عيد التحرير. وقال شبيلات: "لم نأت مهنئين فقط بل أتينا شاكرين لبنان وجيشه ومقاومته الوطنية والاسلامية". واعتبر وزير الخارجية محمود حمود ان القرار الرقم 425 يفرض على إسرائيل الانسحاب من كل الأراضي اللبنانية التي تحتلها حتى الحدود المعترف بها دولياً وليس من الأراضي التي احتلتها عام 1978 كما يتصور البعض". وأكد خلال حفلة استقبال اقامتها الخارجية في الذكرى الأولى للتحرير أن الخط الأزرق لا يغير من حقنا في أرضنا وفي العمل على استكمال تنفيذ هذا القرار حتى آخر ذرة من ترابنا"، مشدداً على "لبنانية مزارع شبعا". واحتفاء بذكرى التحرير، أعلن وزير الاتصالات جان لوي قرداحي في مؤتمر صحافي اصدار طابع بريدي من فئة 1100 ليرة لبنانية. وتظهر في أسفله صورة مقاوم في وضع صراخ وهو يرفع بندقيته عالياً قرب اسلاك شائكة تمثل الحدود اللبنانية - الإسرائيلية ويحمل اسم "المقاوم" وقد صممته الفنانة اللبنانية هبة مكداشي. واستأنف تلفزيون لبنان بثه بعد توقف دام نحو 3 أشهر، الحادية عشرة قبل الظهر، واقتصر على استعادة مادة ارشيفية من زمن الاحتلال والتحرير ونشرات اخبارية. ونظم حزب الله عند بوابة فاطمة مسيرة نسائية في الذكرى ضمت اكثر من 1200 مشاركة. وطلب المنظمون من المشاركات الامتناع عن رشق الحجارة على الجانب الإسرائيلي حيث لم يظهر أي جندي اسرائيلي خارج الموقع المواجه لبوابة فاطمة. وأحرقت المتظاهرات العلمين الإسرائيلي والأميركي. ونعت لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية الأسير المحرر الحاج محمد توفيق سرور من عيتا الشعب 55 عاماً والذي قضى أمس بعد معاناة شديدة مع المرض جراء التعذيب الوحشي في معتقل الخيام. وقالت "انه استمر منذ الافراج عنه يتنقل من مستشفى الى آخر في ظل غياب الرعاية الاجتماعية". على صعيد آخر، واصلت الطائرات الإسرائيلية خرق الأجواء اللبنانية وحلقت فوق مزارع شبعا وكفرشوبا، ونفذت احداها غارة وهمية فوق جبل السدانة بالتزامن مع تحليق طائرة استطلاع فوق المنطقة.