سيدني - "الحياة"، أ ف ب - أثار قرار الحكومة الاسترالية السماح باستقبال 200 لاجئ من عناصر "جيش لبنانالجنوبي" السابق، أو مقربين منه، بلبلة في الجالية اللبنانية بسبب اتهام هذه الميليشيا التي كانت تابعة لاسرائيل خلال فترة احتلالها جنوبلبنان ب"ارتكاب جرائم وأعمال تعذيب". واعتبر مسؤولون من الجالية اللبنانية المسلمة في استراليا ان وصول مثل هذا العدد من انصار اسرائيل قد يثير خلافات داخل هذه المجموعة. من جهته قال وزير الهجرة فيليب رادوك ان قراره "ينطوي على مخاطر ادخال مجرمي حرب الى استراليا". واضاف انه "سيكون من الساذج طلب ضمان بأن أي شخص يأتي من منطقة حرب لم يرتكب فظاعات ابداً". واكد ناطق باسم وزارة الهجرة انه سيتم النظر فقط في ملفات الاشخاص الذين لهم اقرباء يعيشون في استراليا. واوضح ان كل الملفات ستخضع لتحقيقات معمقة حول شخصية كل فرد لكنه اقر في الوقت نفسه بأن "ضمان عدم تورط اولئك اللاجئين في اعمال تتعارض مع حقوق الانسان سيكون غير ممكن". ولا يستطيع وزير الهجرة الاسترالي فيليب رادوك اعتبار نفسه محظوظاً على كل الجبهات، خصوصاً حيال مواقفه بالنسبة الى المهاجرين العرب ورفاقهم من الشرق الأوسط، فلم تنته فصولاً بعد مآسي الواصلين الى استراليا عن طريق الجزر الاندونيسية خلسة وفي أشكال أقل ما يقال فيها انها انتحارية. حاول رادوك منع الفارين من وجوه الظلم والحروب والمجاعات من الوصول الى استراليا بمختلف الطرق، حتى أنه رعى تصوير شريط فيديو مرعب بقصد تخويف المهاجرين غير الشرعيين من الوصول بحراً الى استراليا، وقامت عليه القيامة في الصحف وأجهزة الاعلام ووجهت اليه كل التهم المتوافرة في قواميس العنصرية وكره الأجانب.وما كاد يلتقط أنفاسه، علماً بأن المأساة المذكورة مستمرة، حتى وجد نفسه خاضعاً لضغط مزدوج مصدره الولاياتالمتحدة الأميركية واسرائيل. فبعد قبول المانيا أخيراً استقبال اربعمئة أسرة من جيش لبنانالجنوبي الذي تعامل مع اسرائيل طوال 22 سنة، تحقق ما توقعه المراقبون منذ شهور وجرى الاعلان عن قبول 200 أسرة كان أربابها اعضاء في الميليشيا الحدودية نفسها. وكتبت كبرى الصحف الاسترالية "سيدني مورنينغ هيرالد" أكثر من مرة متهمة رادوك باستمالة الناخبين اللبنانيين المسيحيين بعد سقوط اسهمه مع سواهم بسبب معاملته السيئة للمهاجرين العراقيين والأفغان. ونشرت ال"هيرالد" صورة لشخص من آل ناصيف أكد انتماءه السابق الى "جيش لحد" وعزمه على الهجرة الى استراليا للالتحاق بشقيقة له تعيش في ادلايد. وقال ناصيف ل"هيرالد" انه لا ينوي التعاطي في السياسة وأن الحرب انتهت بالنسبة اليه وكل ما يريده هو بناء مستقبل لأطفاله. وخلال ندوة اذاعية محتدمة ادارها أول من أمس الزميل بطرس عنداري صاحب جريدة "الشرق" العربية في استراليا طالب بعض المستائين من قرار الحكومة بمحاكمة الوافدين الجدد أو منع استقبالهم.