يوكوهاما اليابان - أ ف ب - اختتم أمس، المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة استغلال الاطفال لاهداف جنسية المعقود منذ 17 الشهر الجاري في يوكوهامااليابانية، بتعهد رسمي من المشاركين يعزز الالتزام الصادر عن المؤتمر الاول في استوكهولم عام 1996، ويوسع حماية القاصرين لتشمل كل أشكال العنف والاكراه الجنسي، كما وجه دعوة من أجل مقاضاة المتجرين بالاطفال والزبائن بدل معاقبة الاطفال أنفسهم. وتم تبني مقاربة شاملة لمسألة استغلال الاطفال لاهداف جنسية، تشمل العلاقات الجنسية المحرمة والاغتصاب بين أفراد العائلة، إضافة الى الزيجات المبكرة بالاكراه، وختان البنات، وذلك تجاوباً مع طلب المندوبين الاوروبيين وكذلك مندوبي الكثير من دول أفريقيا وآسيا الذين طالبوا بحماية الفتيات حتى سن الثامنة عشرة. وأصدر ممثلو الشبان التسعين الذين شاركوا في المناقشات، إعلانًا من ست عشرة نقطة، طلبوا فيه من البالغين أن يبنوا لهم عالمًا خاليًا من الاستغلال الجنسي، مجردًا من التمييز الجنسي أيضًا ومن الفساد، يعطي الاولوية للتربية ويتقيد بالاتفاق الدولي لحقوق الطفل الصادر عام 1989. وشدد ممثلو الاحداث على وجوب عدم معاقبة الاطفال ضحايا الاتجار بصفتهم مهاجرين غير شرعيين أو اعتبارهم يمارسون الدعارة، بل إيوائهم ومعالجتهم وتعليمهم بغية إعادة دمجهم في المجتمع. وأرفقت بالوثيقة الختامية خمسة إعلانات أولها صادر عن الاتحاد الاوروبي ومجلس أوروبا ويدعو الى "المضي أبعد" من التعهد بالاجماع الناتج عن المؤتمر من أجل إعداد المستقبل القريب"، بحسب ما أوضح وزير العدل البلجيكي مارك فرهوفن باسم رئيسة الاتحاد الاوروبي. ويشير الاعلان الاوروبي بصورة خاصة الى ضرورة مكافحة الفقر في العالم للقضاء على مشكلة الاتجار بالقاصرين. وتحدث الاعلان الاميركي عن احتمال إبرام الولاياتالمتحدة البروتوكول حول بيع الاطفال الصادر عام 2000 والمرفق بالاتفاق الدولي لحقوق الطفل، باعتباره "أكثر فاعلية" من الاتفاق. غير أن النص لم يتضمن أي إشارة الى احتمال إبرام الولاياتالمتحدة الاتفاق نفسه، علمًا أنها الوحيدة في العالم إضافة الى الصومال التي لم تنضم بعد الى الموقعين عليها. الى ذلك، أعلن لوي جورج أرسونو ممثل صندوق الاممالمتحدة لرعاية الطفولة يونيسف في بنوم بنه أنه "على رغم الجهود الحميدة إنما المحدودة التي تبذلها الحكومة الكمبودية، فإن شبكات استغلال الاطفال للدعارة تنشط في محمى من أي عقاب". وأوضح أن "النظام التربوي مدمر تمامًا" في هذا البلد الذي بالكاد خرج من الحرب والفوضى قبل ثلاث سنوات، كما أن "النظام التشريعي والقضائي لحماية الاطفال الذي فرضته الحكومة ما زال بدائيًا". وقال إن "المتجرين بالاطفال لا يجدون أي صعوبة في خطف هؤلاء من القرى لنقلهم الى بنوم بنه أو تايلاندا. وضم مؤتمر يوكوهاما نحو 3500 مشارك، بينهم 134 وفدًا وطنيًا و25 منظمة دولية و283 منظمة غير حكومية.