بدأت "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" درس سيناريوات "الارهاب النووي" في اجتماع للخبراء الدوليين عقد امس في فيينا، ناقشوا فيه ما يمكن الوكالة القيام به لمساعدة الدول في مواجهة هذا الارهاب. وقال مبعوث المدير التنفيذي للوكالة الدولية غوستافو زلاوفينن، في نيويورك امس ان باكستان لا تُخضع منشآتها لإشراف الوكالة، شأنها شأن الهند واسرائيل، علماً ان الدول الثلاث ترفض الالتحاق بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. وعرض لثلاثة سيناريوات رئيسية للارهاب النووي ليس في الامكان استبعادها كلياً، وهي: أولاً، السيناريو الأقرب الى الكارثة لكنه "الأقل احتمالاً"، وهو حصول المنظمات الارهابية على القنبلة الذرية. وصعوبة ذلك أن صنع القنبلة يحتاج الى عدد كبير من المنشآت والعلماء. وقال: "لا يمكننا استبعاد حصولهم على تلك القدرات كلياً، ولا يمكننا ضمان عدم وصولهم اليها". ثانياً، شن هجوم على منشآت نووية. وفي هذه الحال "ليس في وسعنا تقويم النتيجة تقنىاً". على رغم تحصين هذه المنشآت، تقليدياً، بأبنية محصنة، خصوصاً اذا هاجمت طائرات انتحارية محملة بالوقود هذه المنشآت وفجرتها. ثالثاً: حصول المنظمات الارهابية على مواد نووية أو على مواد مشعة، وقال زلاوفينن: "إذا وقعت المواد المشعة في ايدي الارهابين، يمكنهم تصنيع ما يسمى القنبلة القذرة". ورأى ان هذا السيناريو الأكثر احتمالاً ستكون تكلفته ضخمة. وفي فيينا رويترز، حذر خبراء نوويون أمس من ان أي عمل ارهابي نووي ربما استخدم أسلحة بدائية مصنوعة من المواد المشعة المتوافرة بغرض نشر الذعر اكثر من التسبب في وقوع خسائر بشرية. وقال غراهام اندرو المستشار العلمي للوكالة الدولية للطاقة الذرية: "في بعض الدول التي لا تخضع فيها المواد المشعة لتدابير قانونية مشددة ربما كانت هذه المواد متوافرة". وأضاف في مقابلة مع "رويترز" على هامش مؤتمر نظمته الوكالة في شأن "الارهاب النووي"، ان بإمكان الارهابيين ان يأخذوا جهازاً للعلاج بالأشعة أو الأشعة السينية من مستشفيات لصنع قنبلة بدائية. وبينما لا يتسبب مثل هذه الاسلحة في أضرار جسيمة، فإن من المؤكد انه يسبب هلعاً. وقال اندرو: "من حيث الخسائر البشرية لن يكون لدينا عدد كبير من القتلى. لكن العواقب ستكون اكبر في الجانب الاقتصادي واثارة القلق عند العامة". ويمكن بسهولة صنع هذ القنبلة التي يطلق عليها اسم "القنبلة القذرة" من خلال احاطة المصدر الاشعاعي بمتفجرات، مما من شأنه ان ينشر النشاط الاشعاعي في منطقة واسعة.