دعا وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز صراحة الى "مساومة تاريخية" مع الفلسطينيين، معترفاً في الوقت نفسه بأن دولة فلسطينية ستقام. وقال بيريز في مقابلة اجرتها معه صحيفة "بيلدتسايتونغ أم زونتاغ" الشعبية الواسعة الانتشار ونُشرت امس ان على اسرائيل التخلي عن مستوطنات للتوصل الى سلام واقامة الدولة الفلسطينية، لأن "الأمن أهم من المدافع". ولاحظت مصادر ديبلوماسية في برلين ان موقف بيريز يأتي مباشرة بعد تصريح الرئيس جورج بوش قبل ايام بأن "دولة فلسطينية كانت دائماً جزءاً من التصور الاميركي"، كما ان لموقف بيريز علاقة بالخلافات الدائرة أخيراً بين شارون والإدارة الاميركية، والانزعاج الاميركي الواضح منه. وقالت هذه المصادر ان بيريز رغب في ابراز وقوفه الى جانب بوش عندما انتقد في المقابلة تصرحيات شارون الأخيرة وحذر من تعريض العلاقات الجيدة جداً بين الجانبين للخطر. وابدى بيريز تفهمه لعدم ضم الولاياتالمتحدة اسرائيل الى التحالف الدولي ضد الارهاب في الوقت الراهن، ملاحظاً ان اسباب الارهاب هي التعصب والفقر والأمراض لا الاسلام. وقال انه يجب التفريق بين أمرين: تحالف قصير الأمد وتحالف طويل الأمد و"اميركا الآن تتبع هدفاً قصير الأمد لاعتقال اسامة بن لادن ومحاكمته، ولتحقيق ذلك عقدت حلفاً موقتاً لا يمكن ان نكون فيه". واضاف: "لكن هناك تحالف طويل الأمد ضد الارهاب الدولي اسرائيل موجودة فيه". وشدد بيريز على ان الرئيس ياسر عرفات "هو بلا شك الزعيم المعترف به فلسطينياً"، لكنه قال ان على عرفات "ان يقرر ما اذا كان يريد السلام، وإذا بقي يؤمن العمل للارهابيين لدى حماس والجهاد، فإن ذلك يعني عمليات جديدة وتصعيداً وحرباً". واضاف ان اسرائيل قدمت للزعيم الفلسطيني لائحة تضم 108 اسماء "من اخطر الارهابيين"، قائلاً ان حكومته طلبت منه ان يعتقل "على الأقل اسوأ عشرة منهم، الا ان عرفات لم يفعل شيئاً". ورداً على سؤال قال بيريز ان طريق السلام موجود في خطة "ميتشل" التي تدعو الى أمور ثلاثة هي: "وقف النار، وفترة تبريد ومحادثات، ثم مفاوضات السلام". وعندما قالت الصحيفة ان اسرائيل سبق وتفاوضت مع الفلسطينيين أجاب: "نعم، لكن رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو قدم الى الفلسطينيين القليل ورئيس الوزراء السابق ايهود باراك قدم لهم الكثير". وامام تعجب محرر الصحيفة، أجاب: "نعم، باراك دخل المفاوضات مع أقصى ما يمكن عرضه، ولهذا السبب يريد الفلسطينيون المزيد".