كادينا اليابان - رويترز - للهجمات التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد افغانستان تأثير قوي على الاقتصاد في جزيرة اوكيناوا اليابانية على رغم ان تلك الجزيرة على بعد آلاف الاميال من جبال افغانستان الوعرة. ومنذ هجمات 11 أيلول سبتمبر الماضي على نيويورك وواشنطن وضعت القواعد العسكرية الاميركية في الجزيرة، التي تستضيف على مضض الجزء الاكبر من الوجود العسكري الاميركي في اليابان، في حالة تأهب قصوى. وارسلت طوكيو هذا الاسبوع نحو 400 من قوات شرطة مكافحة الشغب لتعزيز الامن حول القواعد الاميركية. ويقف الان رجال الشرطة اليابانية كتفاً الى كتف مع العسكريين الاميركيين عند البوابة الرئيسية لقاعدة كادينا الجوية اكبر قاعدة للقوات الجوية الاميركية في شرق آسيا. غير ان اهتمام سكان الجزيرة بالمؤشرات الواضحة التي تدل على زيادة مستوى الامن اقل من اهتمامهم بالضربة التي وجهها ذلك لمعاشهم. والقواعد الاميركية الى جانب السياحة ومنذ فترة طويلة ركيزتان للاقتصاد في اوكيناوا التي تعد واحدة من اكثر المقاطعات فقراً في اليابان. وقالت ماسانوبو يوهارا 40 عاماً وتدير متجراً لبيع سلع الكترونية خارج بوابة قاعدة كادينا الرئيسية مباشرة: "انه لأمر مخيف تماماً. وربما اقول ان النشاط التجاري تراجع بنسبة 50 في المئة تقريباً". وأضافت يوهارا ان عدداً اقل من الافراد العسكريين الاميركيين يغادرون القاعدة الآن بسبب اجراءات التفتيش المشددة عند البوابات، ما الحق ضرراً شديداً بتجارتها، اذ يرتبط نحو 80 في المئة من زبائنها بالقوات الاميركية. وقالت فوكو شيموغي 36 عاماً وتعمل في مخبز على الجهة المقابلة لمتجر "يوهارا" ان المخبز يواجه وضعاً مشابها لمتجر يوهارا. واضافت: "الزبائن المنتظمون من القاعدة الذين اعتادوا المجيء نحو اربع مرات في الاسبوع لم يظهروا. هناك مشاكل في مغادرة القاعدة على ما يبدو بسبب اجراءات التفتيش الاكثر صرامة". ونظراً لبروز صورة اوكيناوا كجزيرة للقواعد العسكرية الاميركية على حساب صورتها كجزيرة استوائية فضل كثير من الزائرين البقاء بعيداً عنها. واوكيناوا التي تعد السياحة الصناعة الاولى فيها، يقصد طلاب المدارس مزاراً سياحياً هناك بسبب مناخها، ولان المدرسين يرونها مكاناً ملائماً لتدريس تاريخ مشاركة اليابان في الحرب العالمية الثانية، وكانت مسرحاً لقتال ضار بين القوات الاميركية والقوات اليابانية في الايام الاخيرة من الحرب التي اسفرت عن وقوع خسائر ثقيلة بين المدنيين. لكن الكثير من المدارس يتوجه الى مناطق اخرى خشية ان تكون المقاطعة الواقعة في اقصى جنوباليابان هدفاً لهجمات ارهابية. وطبقاً لبيانات الحكومة المحلية الغى نحو 78 الفاً من سائحي المجموعات زياراتهم لاوكيناوا منذ الهجمات على نيويورك وواشنطن. ويشمل هذا الرقم 281 مدرسة او 21 في المئة من عدد المدارس التي زارت الجزيرة العام الماضي. وقال شينغي ناكامورا رئيس قطاع السياحة في حكومة المقاطعة: "اعتقد ان الخوف ينتاب الناس بشكل واضح بسبب وجود القواعد الاميركية". واضاف متسائلاً: "هل اوكيناوا حقا من الاهداف الرئيسية على قوائم الارهابيين؟ الن يختاروا اعضاء في حلف شمال الاطلسي او دولاً قريبة من افغانستان تقدم قواعد للولايات المتحدة؟". وزار كيتشي انامين حاكم مقاطعة اوكيناوا الاربعاء الماضي طوكيو التي تبعد مسافة 1600 كيلومتر شمالاً ليطلب من الحكومة المركزية تقديم دعم لصناعة السياحة في الجزيرة. وقلل من المخاوف في شأن الامن في اوكيناوا. وقال انامين للصحافيين: "ان شيئاً لم يختلف سوى اجراءات التفتيش في مطار ناها وعند القواعد الاميركية". وبالنسبة لكثير من ابناء اوكيناوا تزيد المحن الحالية من حجم المشكلة المستمرة منذ فترة طويلة التي يواجهونها بسبب الوجود العسكري الاميركي. وعلى رغم ان الجزيرة تمثل اقل من واحد في المئة من مساحة اليابسة في اليابان الا انها تستضيف نحو نصف الجيش الاميركي و75 في المئة من القواعد العسكرية الاميركية في البلاد. وتوفر القواعد العسكرية كثيراً من فرص العمل التي تحتاجها الجزيرة التي تعاني من واحد من اسوأ معدلات التوظيف بين المقاطعات اليابانية. وقالت شيموغي عاملة المخبز: "هناك اناس كثيرون مرتبطون بالقواعد على نحو او آخر. ان التعايش هو افضل سبيل بل السبيل الوحيد". لكن آخرين يقولون ان اوكيناوا تحمل عبئا يفوق طاقتها وهو شعور عززته سلسلة اخيرة من جرائم تورط فيها جنود من القواعد في اوكيناوا. وقال شينغي كاتسورين 33 عاماً ويدير متجراً لبيع آلات التصوير خارج قاعدة كادينا: "القواعد تتركز في اوكيناوا. ودخلت في مصادمات غير سارة مع جنود اميركيين". واضاف: "يجب ان يرحلوا وعلينا ان نعثر على طريقة لادارة الاقتصاد من دونهم".