هل حلمت أن تصبح يوماً من أبطال الأولمبياد؟... وأن تفخر بميدالياتك الذهبية؟ هل تألمت إن سخر بعضهم من أحلامك؟ لا تبتئس!... كل إنجاز لا بد أن يبدأ حلماً! وكلنا يهرب أحياناً الى الأحلام... ليس أحلام النوم التي تسرب دون استئذان رسائلها المشفرة عابرة الى وعينا من خضم اللاوعي وأعماقه، ولا حتى أحلام اليقظة التي تطفو في لحظات السرحان فتبني قصوراً لامعة وهشة من طفولية الرغبات. هناك أحلام واعية... تتمدد لها جذور وفروع وقد تحمل يوماً - إذا ما اعتنيت بها - براعم وثماراً سائغة. ولكن قبل أن يصبح للأحلام قدرة التحقق... لا بد أن تمتلك أنت قدرة الحلم بها" أن تراها رؤيا العين في مسرح ذهنك وتتملى تفاصيلها بدقة لتستطيع أن تنفذ الخطوات التي ستوصلك إليها... يوماً ما. * * * ترى لو قيل لك انك تستطيع الآن أن تطلق العنان لخيول خيالك ولك أن تحلم كما تشاء... وبوعي مدرك للتفاصيل... وأن تختار كل التفاصيل التي تفضلها دون حد يوقفك سوى سعة أفق خيالك... كم حلماً تستطيع أن تفصل؟ هل تستطيع أن تملأ قائمة طويلة بأحلام لا حصر لها؟ هل ستختار بضعة أحلام محددة تعد على أصابع اليد ثم تنصرف الى إضافة التفاصيل وصقلها فتحدد عدد الأصفار أمام أرقام الرصيد الذي ستطلبه في حساب البنك... وعدد الطوابق في العمارات التي ستمتلكها... ومساحات المسابح ونباتات الحدائق التي ستزين القصور التي ستكون لك في هذا وذاك من أصقاع بلاد الله؟ أم ستختار أحلاماً واسعة فضفاضة تتسع لكل شيء فتطلب أن تكون غنياً بلا حدود لأرقام تحدد ثروتك... وأن تكون محبوباً من الجميع أن تتحدد أسماء من تود أن يحبوك؟ وأن تكون ناجحاً في حياتك من دون ان تحدد في أي تخصص وأي مجال عمل وأي وظيفة بالذات؟ الأحلام الفضفاضة هي الأخرى مجرد هروب من الواقع... لا تستطيع عبرها أن تحدد طريقاً يوصلك الى أي نتيجة ما... هي مجرد استغشاء يريحك من الإحساس بأنك غير راض عن موقعك الحالي وأنك لا تعرف ماذا تريد أن تكون بالضبط. الأحلام التي تتحقق هي الأحلام التي تدرك انت تفاصيلها بوعي واقعي وتحددها بما يمكنك فعلاً تحقيقه إذا عزمت على بذل كل ما تستطيع من الجهد لتحقيقها... على ألا يتضمن ذلك الجهد الإضرار المقصود بغيرك... إذ يستدعي ذلك أن تتفركش أحلامك بمقاومة هذا المتضرر لجهودك. تحقيق الأحلام يتم ببناء عالمك... لا بهدم عمل الآخرين. * * * اختر لنفسك بضعة أحلام ذات أهداف ممكنة التحقق، مهما بدت صعبة المنال... وارسم لنفسك خارطة الخطوات المتتالية التي ستؤدي إليها... وضع لنفسك موعداً زمنياً معقولاً لتحقيقها... وليكن مرناً قابلاً للتعديل متى استدعت ظروف المستقبل ذلك. ثم تذكر كل هذه التفاصيل... والتزم بها. وحين تتحول الأحلام الى خطوات عمل حقيقي قابلة لقياس مدى نجاحها ونجاحك... تكون قد عبدت الطريق لتحقيق احلامك.