بدأ العدّ العكسي لانتشار قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان على الحدود الدولية، بعدما تأكدت للبنان ازالة الخروق الاسرائيلية للخط الأزرق، واعطى موافقته على الانتشار. وأعلن رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص، لدى مغادرته السرايا الكبيرة، تبلغه ان "اسرائيل أزالت كل الخروق للخط الازرق، وان الساعة الصفر لانتشار القوات الدولية دقت". وأشار الى أن "توقيت الانتشار يعود الى الامكانات اللوجستية للقوات الدولية". واذ أجرى فريقا العمل اللبناني والدولي امس اتصالات لإنجاز ترتيبات الانتشار، أشارت مصادر حكومية لبنانية إلى التأكد من إزالة الخروق الاسرائيلية، موضحة أن "الانتشار الكامل للقوات الدولية يحتاج الى بعض الترتيبات الفنية ليس إلا، وان الضوء الأخضر معطى لها اصلاً للانتشار". وأعلنت قيادة القوات الدولية بعد الظهر ان قائدها العام الجنرال سيث كوفي اوبينغ "تلقى الضوء الاخضر من رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود للبدء بانتشار القوات الدولية" السادسة صباح اليوم. وأوضحت انها ستنتشر في أكثر من 20 موقعاً ومركزاً وأنها ستقوم بدوريات راجلة ومؤللة واستطلاع جوي لمنع اي خرق للخط الازرق، متمنية على السكان عدم الاقتراب من حقول الالغام. وكانت معلومات اشارت الى ان ست كتائب من القوة الدولية ستتحرك في الساعات المقبلة من الأماكن التي ترابط فيها منذ مطلع الاسبوع، في انتظار الساعة الصفر، تمهيداً للانتشار في ستة قطاعات حيث ستتخذ عشرة مراكز لها عند الخط الازرق لمراقبة أي انتهاك يمكن ان يحصل للحدود اللبنانية. ويشمل الانتشار 15 مركزاً امامياً من الناقورة غرباً حتى حاصبيا وكفرشوبا شرقاً. ووصفت مهمتها اليوم بأنها "لحظة تاريخية، لتمكنها بعد 22 عاماً على صدور قرار مجلس الأمن الرقم 425، من تطبيقه". وأضافت: "اعتباراً من غد اليوم فإن قوات الطوارئ، مدعومة بقوة احتياط متحركة، ستبدأ بإعادة انتشارها، بالانتقال إلى مواقع جديدة في القرى و/أو على الخط الأزرق". ولفتت إلى أن الهدف من الانتشار "تعزيز الثقة بين السكان المحليين". وهنأ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن الرؤساء لحود ونبيه برى والحص على "نجاح انتشار قوات الاممالمتحدة بعد ازالة الخروق". وقال "ان انتشار"يونيفيل" بمثابة نجاح لقيادة لبنان السياسية وللشعب اللبناني الذي صمم طوال 22 عاماً على تنفيذ قراري مجلس الامن الدولي الرقمين 425 و426"، معتبراً ان "الانتشار يفتح الباب ل"يونيفل" لمساعدة حكومة لبنان في ضمان عودة سلطتها الفعلية الى المنطقة وهي، كما نتصور، الخطوة التالية نحو تطبيق القرار425". وأشار الى ان "وصولنا الى هذه المرحلة هو ثمرة اشهر عدة من التعاون الكامل القائم على الاحترام المتبادل والاجتهاد والتصميم والتزام قراري مجلس الامن المطلق"، قائلاً ان "طريقنا لم تكن مفروشة بالورود، لكن انتشار قوات الاممالمتحدة دليل ناصع إلى التعاون الكامل بين الاممالمتحدة والحكومة اللبنانية". وأكد استمرار العمل معاً "لإعادة السلم والأمن إلى جنوبلبنان، وسنستمر ايضاً للحصول على المساعدات الدولية لإعادة اعماره وتنميته في اطار جهود الحكومة لتحقيق تنمية كل لبنان". وشكر لارسن للحكومة اللبنانية تعاونها المثمر، وعبر عن تقديره العميق للدور الايجابي والدعم الذي قدمته سورية، وأثنى على الحكومة الاسرائيلية للتعاون الذي قدمته، معتبراً ان "ذلك يبشر بمستقبل جيد". وفي الوضع الميداني عززت الوحدة الهندية، بمساعدة وحدة اوكرانية، موقعها على بوابة العباسية مستحضرة منازل جاهزة وبرجاً للمراقبة وضعته قبالة آخر موقع اسرائيلي في تلك المنطقة. وكانت فككت موقعاً في بلدة بلاط رابطت فيه الطوارئ 22 عاماً. وقال ضابط دولي ان "لا حاجة لنا بعد الآن إلى موقع بلاط - مرجعيون بعد الانسحاب الاسرائيلي ونحن في صدد الانتقال الى مكان آخر". من جهة ثانية أكد الرئيس لحود، خلال استقباله وفد "المخيم الرابع للشباب اللبناني المغترب"، ان "لبنان أصبح قوياً بفضل وحدته الداخلية، ويكون أقوى كثيراً بوحدته مع المغتربين". ودعاهم الى "التواصل مع وطنهم"، مؤكداً "الحرص على ايجاد القوانين اللازمة ليشعر المغتربون انهم لبنانيون بكل معنى الكلمة". وقال لهم: "يمكنكم ان ترفعوا رؤوسكم عالياً في مختلف انحاء العالم لأن وطنكم الصغير الحجم استطاع الانتصار وانجاز التحرير بفضل مقاومته ووحدته الوطنية". وبحث وفد من "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" برئاسة عضو المكتب السياسي علي فيصل مع الرئيس الحص في آخر التطورات بعد قمة كامب ديفيد. وقال فيصل ان "النتائج التي خلصت اليها هذه القمة تتطلب الشروع في التحضير الجدي لاعلان سيادة دولة فلسطين على كل اراضيها المحتلة منذ عدوان 1967، وعاصمتها القدس"، معتبراً ان "ذلك يجب الا يخضع لأي شكل من اشكال التفاوض".