أوقف الجيش اللبناني الخميس تاجر المخدرات الأبرز في لبنان نوح زعيتر، الخاضع لعقوبات أميركية وبريطانية وأوروبية، خلال عملية نفذها في شرق البلاد، وفق ما أفاد مصدر عسكري لوكالة فرانس برس. وقال المصدر "تم توقيفه خلال عملية أمنية نفذها الجيش في منطقة البقاع"، حيث أدار منذ التسعينات امبراطورية لتصنيع المخدرات وتهريبها، بينها حبوب الكبتاغون التي ازدهرت تجارتها في السنوات الأخيرة بين لبنانوسوريا. وأشارت المعلومات إلى أن المطلوب هو تاجر المخدرات الشهير نوح زعيتر، الذي عليه نحو 30 ألف مذكرة توقيف من مخابرات الجيش في لبنان والإنتربول الدولي. وأفاد مصدر أمني بأن "نوح زعيتر لم يتعرّض لأي إصابة خلال توقيفه من قبل مخابرات الجيش بكمين احترافي ونوعيّ، دون إطلاق رصاصة واحدة". وأكد وكيله القانوني المحامي أشرف الموسوي أن زعيتر أصبح في وزارة الدفاع اللبنانية. كما وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر لحظة القبض على المطلوب زعيتر. وأكد الجيش اللبناني في بيان توقيف زعيتر "بعد سلسلة عمليات رصد ومتابعة أمنية دقيقة.. في كمين على طريق الكنيسة"، وهي البلدة التي يتحدر منها في منطقة بعلبك وتحصن فيها لسنوات طويلة بحماية مسلحين من أبناء عشيرته التي تعد من بين الأكبر في المنطقة. وزعيتر المولود العام 1977 أشهر تاجر ومهرّب مخدرات في لبنان وهو فار من وجه العدالة، وقد صدرت بحقه عشرات مذكرات التوقيف والأحكام الغيابية. وبحسب بيان الجيش، فإن "الموقوف هو أحد أخطر المطلوبين بموجب عدد كبير من مذكرات التوقيف، بجرائم تأليف عصابات تنشط ضمن عدد كبير من المناطق اللبنانية في الاتجار بالمخدرات والأسلحة وتصنيع المواد المخدرة، والسلب والسرقة بقوة السلاح. كما أقدم بتواريخ سابقة على إطلاق النار نحو عناصر ومراكز للجيش ومنازل لمواطنين، وخطف أشخاص مقابل فدية مالية". وفي آذار/مارس 2024، أصدرت المحكمة العسكرية حكما غيابيا عليه بالإعدام لإدانته بجرم إطلاق النار على عناصر في الجيش اللبناني بنيّة قتلهم في حي الشراونة في بعلبك، وهو حي غالبا ما يدهمه الجيش بحثا عن مطلوبين بتجارة المخدرات ويملك زعيتر منزلا فيه. وفي 28 آذار/مارس 2023، فرضت الخزانة الأميركية عقوبات مشتركة مع بريطانيا على اثنين من أبناء عمومة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بتهمة تهريب الكبتاغون، شملت كذلك زعيتر. وفي 24 نيسان/أبريل من العام ذاته، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات مماثلة بالتهمة نفسها على الاشخاص الثلاثة. وقالت وزارة المال الفرنسية حينها إن زعيتر متورط بتجارة الكبتاغون في لبنانوسوريا، وعلى ارتباط بأفراد من عائلة الاسد. وخلال مقابلات صحافية أجراها، لطالما نفى التهم الموجهة اليه والتي تشمل إلى جانب المخدرات سرقة سيارات واتجار بالسلاح واشتباكات مع الجيش. وكان من أشد المطالبين للسلطات اللبنانية بإصدار عفو عام. ويعمل لبنان في السنوات الأخيرة على ضبط تصنيع المخدرات وتهريبها لا سيما عبر حدوده الواسعة مع سوريا المجاورة الممتدة على 330 كيلومترا. وتعمل السلطات الانتقالية في سوريا المجاورة من جهتها على ضبط تصنيع وتهريب مادة الكبتاغون التي دعمت عائداتها حكم الأسد. وقد أعلنت خلال الاشهر الأخيرة ضبط ملايين من أقراص الكبتاغون، التي أغرقت على مدى السنوات الماضية الأسواق في الشرق الأوسط، وخصوصا الخليج. وأعلن الجيش اللبناني في ايلول/سبتمبر ضبط حوالى 64 مليون حبة كبتاغون في بلدة بوداي- بعلبك، قال إنها من بين أكبر الكميات التي تصادر على الأراضي اللبنانية. وجاء ذلك بعد نحو شهرين من إعلانه تفكيك "أحد أضخم معامل" تصنيع الكبتاغون في بلدة اليمونة في بعلبك. وتقع منطقة بعلبك في شرق لبنان قرب الحدود مع سوريا، حيث كان تهريب الكبتاغون منتشرا على نطاق واسع قبل سقوط حكم الأسد.