33 يوماً تفصل اللبنانيين عن موعد الانتخابات النيابية، ويوماً عن يوم تنكشف صورة التحالفات المعقودة من اجلها، فتعلن لوائح هنا وهناك، وتزداد حماها ارتفاعاً، ولوحظ ان ثمة حملة على عنصر المال فيها. وتجمعت ل"الحياة" امس الوقائع الآتية: - لم يحرز اللقاء الذي عقد امس بين رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والنائب تمام سلام في دارة الاول في قريطم، اي تقدم في شأن التوصل الى ائتلاف انتخابي في الدائرة الثانية في بيروت. وعلى رغم ان الخلاف بينهما استمر على اقتراح الحريري تشكيل لائحة متكاملة يكون بينها النائب بشارة مرهج مرشحاً عن المقعد الارثوذكسي في مقابل مطالبة سلام بابقاء المقعد شاغراً، فإن الوسطاء يعتبرون ان التباين على هذا الصعيد لا يمنع استمرار التحرك في محاولة لتذليل العقبات التي لا تزال تعترضه. ورأى الوسطاء في بيان صدر عن المكتب الاعلامي للحريري، عقب لقائه سلام، "مرحلة جديدة من التفاوض وانما بصوت عالٍ". وكان البيان اكد ان "الحريري كرر طرحه اسماء المرشحين الذين اقترحهم على اللائحة المذكورة وهم: سلام ومحمد المشنوق سنيان، محمد البرجاوي حزب الله، شيعي، مرهج روم أرثوذكس، والنائب يغيا جيرجيان أرمن أرثوذكس، ونبيل دو فريج أقليات. الا ان سلام كرر اعتراضه على تسمية مرهج وطالب أن يبقى مقعد الروم الارثوذكس شاغراً ليتنافس عليه من خارج اللائحة النائبان مرهج ونجاح واكيم وكل من يترشح اليه. وقد رفض الحريري الاقتراح، واصر على ان تكون اللائحة الائتلافية كاملة وان يكون مرهج من ضمنها". واللافت ان البيان صدر عشية مؤتمر صحافي يعقده سلام، الرابعة بعد ظهر اليوم، ويتناول فيه موقفه الانتخابي في بيروت. واوضحت مصادر مقربة منه ل"الحياة" ان "من غير الجائز تحميلنا مسؤولية تعثر الائتلاف خصوصاً ان سلام توافقي بطبعه، وكان دعا الى التعاون". وتابعت "ان تحالف سلام وحزب الله قائم في الدائرة الثانية، وان الحزب اقترح انضمام واكيم اليه في حال خوضه الانتخابات عن بيروت الثانية، لكنه عاد وتوافق مع سلام على ابقاء المقعد شاغراً رافضاً التعاون مع مرشح ارثوذكسي آخر". واكدت "عدم وجود علاقة مباشرة او غير مباشرة بين سلام وواكيم على خلاف علاقة الاول بمرهج". وقالت "ان العقدة الارثوذكسية تتجاوز سلام الى اعتبارات ومعطيات يعرفها الجميع". - بالنسبة الى الانتخابات في الشمال، نجح النائب عصام فارس في توفير الأجواء لعقد لقاء بين الوزير سليمان فرنجية والنائب السابق مخايل الضاهر، وهو الأول بينهما بعد قطيعة دامت أربع سنوات، واعتبر "بمثابة مصالحة تفتح الطريق لمعاودة التعاون السياسي بينهما". وتمت المصالحة على هامش مأدبة غداء أقامها فارس في بينو لمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاة الرئيس السوري حافظ الأسد وحضرها جميع المرشحين على اللائحة الائتلافية في عكار، إضافة الى مسؤولي جهاز الأمن السوري في عكار وطرابلس. وعن لقاء المصالحة، قال فارس "إنه لتنقية القلوب لنكون جميعاً متضامنين مع فرنجية الذي أعلن سابقاً ويكرر الآن أنه يؤازر لائحتنا بكاملها". مشيراً الى "أنهما ينتميان الى بيتين سياسيين تجمعهما علاقة الأخوة". وأكد فرنجية العلاقة التاريخية التي تجمعه بالضاهر، وقال "إن الخلاف انتهى، وإن انضمامه الى التحالف مع فارس يعني أن المشكلة حلت". وجدد التزامه دعم لائحة فارس، وقال "إنه غير ملتزم دعم اي مرشح من خارجها ولو كانت تجمعنا العاطفة، إذ لا مكان للعاطفة في السياسة". وتطرق الى الانتخابات في الدائرة الثانية في الشمال، وقال: "إننا سنتعاون في زغرتا مع الدكتور قيصر معوض واسطفان الدويهي" مشيراً الى اكتمال اللائحة في الكورة. وأضاف "سنتعاون في البترون مع سايد عقل ومع الشيخ بطرس حرب إذا أراد، فإما أن يكون معنا وإما أن يبقى مكانه محفوظاً". وعن الانتخابات في طرابلس، قال "إن لائحتنا لن تضم أشخاصاً لا يمثلون مناطقهم، وفي النهاية أصبح معروفاً من هو موجود ومن هو غير موجود، وإن خروج النقيب سمير الجسر يتعلق بتياره وهذا الأمر بينه وبين الرئيس الحريري ونحن لم نتدخل من البداية، ولما عرض علي الموضوع طالبت ببقائه، ومن الخطأ القول إن ثمة معركة شخصية بيني وبي أي كان"، مشيراً الى "أن اللائحة ستبصر النور في الأسبوع الأول من الشهر المقبل". أما الضاهر فقال: "إن ما حصل جاء نتيجة ظروف قاهرة فرضت أن ننفصل انتخابياً ولكن بقينا جميعاً في الخط نفسه". - اعلن النائب بطرس حرب امس ترشحه الى الانتخابات في الدائرة الثانية في الشمال. وشدد على "الهوية السياسية وسيادة لبنان واستقلاله ونهائيته كوطن لجميع ابنائه". ولفت الى "ضرورة التخلي عن الاتكال على غيرنا، واستعادة قرارنا الوطني ومفهومنا للسيادة". وابدى حرصه على استمرار العلاقات الممتازة مع الدول الصديقة والشقيقة، وخصوصاً سورية. ورفض "القبول بالبقاء قاصرين عن ادارة شؤوننا، بل يجب ان نسعى الى استعادة حق ادارتها". - قال النائب طلال ارسلان "ان لا اقطاع المال ولا عبيد المال قادرون على تطويع كرامتنا وشخصيتنا وان حيتان المال والتسلط والهيمنة يطبعون حملتهم الانتخابية بطابع الكراهية والحقد". واضاف "ان هذا الاسلوب المخزي القديم - الجديد يجعلنا نحملهم مسؤولية كل اخلال بالأمن وكل اعتداء على حرية الناس وكراماتهم وممتلكاتهم وحقهم في التعبير الديموقراطي الحر عن ارادتهم". وتابع "لن نسمح لأحد أن ينتهك حق الحرية من دون عقاب مهما عظم شأنه وقدراته المالية". وتابع "ان حيتان المال يقولون بالمحبة والوحدة الوطنية، لأن الزمن زمن انتخابات، حتى اذا اخفقوا في تمرير خداعهم، عادوا الى سياسة الشتائم والتحريض والتطاول على المقامات الروحية والوطنية لايقاع البلد في حال حرب اهلية باردة، تسمم الحياة العامة وتؤخر عودة المهجرين الى بيوتهم واهلهم". ودعا الى "انتشال حق العودة من اتون الابتزاز السياسي والاحتكار". واعلن انه "متحالف وطنياً واجتماعياً وسياسياً مع الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الله وحركة امل، وان جبل لبنان لن يقع تحت رحمة الطفيليين في الوطنية في زمن الانحطاط والمال الحرام". - انتقد النائب شوقي فاخوري الشكل الذي انطلقت به الانتخابات في زحلة "لأنها وضعت في اطار مالي بحت"، وتوقع معركة "حامية جداً". - اعلن عدد من "اعضاء التيار الاسعدي" التابع للرئيس كامل الاسعد في مؤتمر صحافي عقد في صور "حركة تصحيحية" داخل التيارلتصويب مساره".