أعرب وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية بيتر هين عن أمله بأن تحقق قمة كامب ديفيد نتيجة ايجابية وبأن تسفر أيضاً عن اتفاق كامل حول المرحلة النهائية من التسوية السلمية بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال هين في خطاب ألقاه بدعوة من مجلس تعزيز التفاهم العربي - البريطاني كابو في لندن مساء الاثنين انه يتطلع ايضاً الى المفاوضات التي ستؤدي الى قيام دولة فلسطينية مسالمة وديموقراطية وقابلة للنمو. وأشار الى ان الكثيرين ذكروا ان آثار فشل المحادثات بالنسبة الى الجانبين تعتبر كبيرة جداً بحيث لا يمكن التفكير فيها. ولكن هين قال في الاجتماع الذي نظمته هذه المنظمة التي تدعو الى زيادة تعزيز التعاون والتفاهم العربي - البريطاني ان "الفوائد التي ستنجم عن تحقيق النجاح في المفاوضات تعتبر كبيرة جداً بحيث لا يمكن التغاضي عنها" نظراً للتحديات الكبيرة القائمة. وعن لبنان قال هين ان انتهاء الاحتلال الاسرائيلي في هذا البلد يعتبر خطوة مهمة نحو تحقيق السلام، وحض الحكومة اللبنانية على اتخاذ خطوات سريعة لكي تؤكد سلطتها الفعالة على جنوبلبنان بما في ذلك انتشار القوات اللبنانية هناك. وتحدث هين عن أهمية تنفيذ القرارين الدوليين 242 و338 بالنسبة الى سورية والضفة الغربية وغزة قائلاً ان هذا "أمر طال انتظاره". ولكنه ألمح الى ان مقارنة القرار 242 بالقرار 425 الخاص بلبنان ليس أمراً دقيقاً، اذ ان القرار 425 يدعو الى الانسحاب غير المشروط والمنفرد من جانب اسرائيل، بينما يطالب القراران 242 و338 الدول التي تخضع أراضيها للاحتلال ان تقدم السلام في مقابل استرداد أراضيها. وعن سورية قال هين ان انتقال السلطة الى الرئيس الجديد بشار الأسد بعد وفاة والده جاءت على نحو هادئ ومنظم. واثنى على التحسن المستمر في علاقات سورية مع بريطانيا وتعهد بقيام بلاده بمساعدة سورية تحت زعامة الرئيس بشار في تنفيذ التزامه بتحقيق الاصلاح الاجتماعي والاقتصادي وخياره الاستراتيجي من أجل السلام. وبالنسبة الى السودان قال هين ان تحقيق تسوية عن طريق التفاوض لإنهاء الحرب الاهلية في السودان هو الخيار الوحيد المتاح. واشار الى انه سيلتقي الثلثاء أمس مع وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل الذي يقوم حالياً بزيارة لبريطانيا ليناقش معه آفاق السلام في السودان وكيف يمكن لبريطانيا والمجتمع الدولي تقديم المساعدة في هذا المضمار. وتطرق الوزير بعد ذلك الى حقوق الانسان في المنطقة وسعى بريطانيا الى تعزيز ذلك، مشيراً الى ان تقدماً قد تحقق، بما في ذلك، انشاء مجالس شورى في الخليج والانتخابات في ايران في وقت سابق من هذا العام، وكذلك زيادة تعزيز حقوق المرأة في عدد من دول المنطقة. وبخصوص العراق قال الوزير البريطاني ان القرار الدولي 1284 يقدم للمرة الأولى فرصة تعليق العقوبات ضد بغداد في مقابل تحقيق تقدم في تنفيذ قرارات الاممالمتحدة كما ان القرار يوفر للعراق فرصة "لم يسبق لها مثيل" لتحقيق تقدم سريع في مسألة العقوبات. وقال "ان من الضروري علينا جميعاً تشجيع العراق على القيام بذلك". ولكنه اوضح ان هذا ليس معناه ان المجتمع الدولي اصبح "متساهلاً" ازاء عدوان الرئيس العراقي صدام حسين، لذلك فان القرار الدولي 1284 يطالب العراق بأن يسمح للمفتشين الجدد من منظمة "انموفيك" بدخول كل المواقع التي يخشى ان يكون فيها اسلحة دمار شامل. وقال هين ان بريطانيا تسعى الى تخفيف معاناة الشعب العراقي، مشيراً الى ان القرار 1284 يتضمن عدة اجراءات انسانية، اذ توفر برنامجاً انسانياً افضل واكبر ولا ترتبط هذه التدابير بأي شروط حول سلوك العراق بالنسبة الى اسلحة الدمار الشامل. واكد انه لم يكن هناك حد اقصى على كميات النفط التي يمكن ان يبيعها العراق وفقاً لبرنامج "النفط مقابل الغذاء" منذ اواخر 1999 وهذا معناه توفر اكثر من 10 بلايين دولار لهذا البرنامج الانساني في هذا العام الحالي وحده. وقال ان المجتمع الدولي يفعل كل ما في وسعه لمساعدة الشعب العراقي "ونحث صدام حسين على ان يفعل الشيء نفسه".