أكد وزير الدفاع البريطاني جيفري هون أهمية تحقيق الاستقرار والأمن في منطقة الخليج، موضحاً استمرار التزام بلاده بهذا الهدف وكذلك مساعدة دول الخليج على تطوير قدراتها الدفاعية. جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها هون امس في بداية أعمال مؤتمر "الخليج ومستقبل الأمن في المنطقة وسياسات بريطانيا" في هذا الشأن. ويعقد المؤتمر برعاية معهد الدراسات الدفاعية الملكية في بريطانيا روسي وبمشاركة وزارة الدفاع البريطانية. ويحضر المؤتمر الذي يختتم أعماله اليوم الخميس لفيف من كبار الوزراء والمسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي، من بينهم نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الكويتي الشيخ سالم الصباح ووزير الدولة لشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله ورئيس الأركان للقوات المسلحة في قطر العميد الركن حمد بن علي العطية وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع والطيران في المملكة العربية السعودية، بالإضافة الى مسؤولين من وزارة الخارجية في دولة الامارات العربية المتحدة ومن دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى. وقال هون في كلمته ان بلاده ارتبطت بعلاقات وثيقة مع دول الخليج والشرق الأوسط لأكثر من مئتي عام وقد اجتازت هذه "العلاقات اختبارات الزمن". وعن العراق قال ان ثمة ما يثير القلق والمخاوف في المنطقة، خصوصاً وان النظام العراقي لا يزال يحتفظ بكميات كبيرة وفعالة من القوات التقليدية ولديه طموحات لتطوير واستخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والصواريخ الباليستية. واكد الوزير البريطاني أهمية احتواء هذا الخطر ودافع بشدة عن موقف بريطانيا في ضوء الانتقادات التي يوجهها بعض الأطراف الى سياستها تجاه العراق. واكد ان بلاده ليس لها أي خلاف مع الشعب العراقي، بل انها تشارك القلق الذي يعتري هؤلاء الذين يخشون على "رقابهم تحت حكم صدام حسين". وأوضح ان القرار الدولي 1284 الذي كان تبنته بريطانيا يهدف الى تخفيف معاناة الشعب العراقي ورفع الحد الأقصى المفروض على كميات النفط التي يمكن للعراق ان يصدرها بشكل مشروع. وقال ان العراق سيصدر ما قيمته نحو عشرة بلايين دولار اميركي في العام الجاري. وعلاوة على ذلك دافع هون بشدة عن قيام بريطانيا واميركا بالاستمرار في فرض حظر تحليق الطائرات العراقية في شمال العراقوجنوبه من خلال الدوريات الجوية في المنطقتين، وقال ان النظام العراقي استهدف الطائرات الحربية الاميركية والبريطانية من خلال أنظمة الدفاع الجوي لديه اكثر من 670 مرة. وأشار الوزير البريطاني الى ان الحظر الجوي يهدف الى حماية الشعب العراقي من أعمال القمع التي يمارسها النظام ضده. وعن عملية السلام في الشرق الأوسط قال هون ان بلاده تأمل في تحقيق تقدم سلمي في المنطقة، وشدد على ترحيب بريطانيا باعتزام اسرائيل الانسحاب من جنوبلبنان وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 425. وقال ان بريطانيا تشجع كل الدول ذات النفوذ في المنطقة على العمل من اجل تحقيق الاستقرار في الموقف بدلاً من اشعاله. واعرب عن الأمل في ان يتم تحقيق سلام شامل في المنطقة بما في ذلك بين سورية واسرائيل وكذلك على المسارين اللبناني والفلسطيني. وتحدث هون عن ايران مرحباً بسياسات الرئيس محمد خاتمي الاصلاحية والمعتدلة داخلياً وخارجياً، مشيراً الى انها تبعث على الأمل. واكد ان ايران "دولة اقليمية كبيرة ولاعب مهم في المنطقة" واعرب عن رغبة بريطانيا في استمرار تحسن علاقات ايران مع جيرانها. والقى الشيخ سالم الصباح بعد هون كلمته التي ركز فيها على ان النظام العراقي لا يزال يمثل تهديداً لأمن المنطقة واستقرارها وانه يسعى ايضاً الى إطالة فترة الجمود في الموقف. وركز الشيخ سالم ايضاً في كلمته على محنة الأسرى والمرتهنين الكويتيين وغيرهم من دول ثالثة، ويبلغ عددهم اكثر من 600 أسير، موضحاً ان الجهود مستمرة لتحقيق الافراج عنهم وانهاء معاناتهم هم وذويهم. وشدد ايضاً على ضرورة تنفيذ النظام العراقي لقرارات الأممالمتحدة بما فيها اطلاق الأسرى والتخلص من أسلحة الدمار الشامل، وتحدث الشيخ سالم ايضاً عن اهمية التعاون القائم بين دول مجلس التعاون في المجالات الدفاعية.