نشرت "خدمة المعلومات عن الندوب" Scar Information Service المتمركزة في بريطانيا بحثاً جديداً، أظهر التأثير النفسي الكبير الناتج عن أنواع معينة من الندوب وآثار الجروح، وذلك خلال أسبوع التوعية بآثار الجروح الثاني الذي نظم في الفترة ما بين 6 و12 آذار مارس 2000. واعتبر هذا البحث الدراسة المستفيضة الأولى حول تأثير الندوب الجدرية والكبيرة Keloid and Hypertrophic، الحمر والبارزة، التي يعاني منها حوالى 5،6 ملايين شخص في المملكة المتحدة وحدها فضلاً عن ملايين الأشخاص حول العالم. ويكتشف البحث مدى التأثير النفسي الكبير الذي تسببه هذه الحالات التي لا تلقى قدراً كافياً من الاهتمام على العدد الكبير من الناس الذين يعانون منها. وكشف البحث أن تسعين في المئة من الذين يعانون من الندوب الجدرية أو الندوب الكبيرة، يقولون إن ندوبهم تشكل مشكلة بالنسبة لهم، إذ يقول 20 في المئة منهم إن ندوبهم تسبب لهم العديد من المشكلات. وهذا يعود بالدرجة الأولى لشكل الندبة 75 في المئة والتي تثير أحاسيس مختلفة مثل الإحراج 40 في المئة وفقدان الثقة 38 في المئة والاكتئاب 20 في المئة والقلق والاضطراب 14 في المئة وصعوبة التعامل مع المواقف الاجتماعية. وهذا النوع من الندوب يؤثر أيضاً على الحياة اليومية للأشخاص بطرق مختلفة. ويقول العديد من الناس الذين يعانون من الندوب إنهم يتفادون ارتداء ملابس معينة 52 في المئة بينما يجد آخرون صعوبة في بدء العلاقات الحميمة 13 في المئة ويشعر 5 في المئة منهم أن ندوبهم تؤثر على عملهم. وقال أحد المشاركين في البحث: "إن الأمر الصعب بالنسبة لي هو الشعور بالحرج وضرورة تقديم تفسير عن الندبة. كما أشعر بالارتباك عند ارتداء المايوه أو ملابس السهرة. وأنا أشعر دائماً أنني يجب أن أقدم تفسيراً مسبقاً. ومن دون شك هذا تسبب في فقداني الثقة بنفسي". القلق من المستقبل ولأن الناس الذين يعانون من هذا النوع من الندوب يكونون معرضين لظهور المزيد منها في المستقبل، ليس من المستغرب أيضاً أن يقلق العديد من الناس من إمكانية ظهور ندوب أخرى من نوع الندوب الجدرية أو الندوب الكبيرة 37 في المئة. وأشار المشاركون في الدراسة الى أن هذا السبب هو العامل المثير للقلق الثاني بعد المظهر، كما أن 9 في المئة من المشاركين اعترفوا أنهم يتلافون المواقف التي قد يتعرضون فيها لخطر جرح أنفسهم. ويترك التأثير الجسماني لهذا النوع من الندوب أثراً أيضاً على الناس، إذ يعاني 88 في المئة من الأشخاص الذين شملهم البحث من أعراض جسمانية في وقت من الأوقات والتي تراوح بين الحك 75 في المئة والألم 51 في المئة وحتى الحد من الحركة 22 في المئة. وقال أحد الأشخاص الذين شاركوا في البحث: "يبلغ عمر ندبتي الآن 21 شهراً وما زلت أعاني بشدة من الحرقة والآلام الحادة والحكة. وأنا أنتظر إجراء جراحة في القلب في المستقبل القريب وأنا لست قلقاً من مظهر الندبة فحسب، بل قلق أيضاً من الإزعاج الذي ستسببه لي". الدعم والنصائح؟ على رغم التأثير الهائل لهذه "الحال" على الأشخاص الذين يعانون منها، إلا أن البحث أظهر أنهم يشعرون أنهم يحصلون على قدر قليل جداً من الدعم والنصائح. فسبعة في المئة فقط من الأشخاص يحصلون على النصائح. والأشخاص الذين يعانون من هذه الندوب يسعون بأنفسهم في طلب المعلومات 80 في المئة عوضاً عن توافر المعلومات لهم من مصادر أخرى. ولكن حتى عندما يطلبون النصائح فهم في غالب الأحيان لا يحصلون عليها. ومعلوم أن العاملين في مجال الرعاية الصحية هم المصدر الأول الذي يقصده الناس لطلب النصيحة حول الندوب الجدرية والندوب الكبيرة وغالبية الناس عرفوا من طبيبهم العام أو من الأطباء الاستشاريين في المستشفيات أنهم يعانون من هذا النوع من الندوب. ومع ذلك، فإن الناس يعتبرون كمية المعلومات المتوافرة لهم ضئيلة جداً كما أن العديد ممن يعانون من هذا النوع من الندوب يشعرون بالعزلة في بحثهم عن المعلومات. ويشعر الناس أن النصائح التي يحصلون عليها من العاملين في مجال الرعاية الصحية ليست مفيدة جداً ما بين 41 و54 في المئة بحسب الطبيب. فهي تعلمهم أن لديهم ندبة "مستعصية"، عوضاً عن تزويدهم بأي حلول أو أي أمل في التحسن. ويقول الناس إن المعلومات المجمعة من مصادر أخرى، بما في ذلك "خدمة المعلومات عن الندوب" والكتب والمجلات، مفيدة أكثر لهم ولكن ذلك يتطلب قدر كبير من البحث من طرفهم. وأوضح أحد المشاركين في البحث: "إن الناس أمثالي الذين يعانون مما يعتبر ندوباً بسيطة لا يعرفون العلاجات البديلة المتوافرة لندوبهم. وفي كثير من الأحيان يشعرون أنهم لا يجب أن يزعجوا طبيبهم المحلي ويودون معرفة العلاجات المتوافرة للشراء من دون وصفة طبية". وأصدرت شركة "سميث أند نفيو"، وهي شركة رائدة حول العالم في مجال الرعاية الصحية، كتيباً مجانياً عن الندوب يوفر المعلومات عن الأنواع المختلفة من الندوب والعلاجات المتاحة لها. والكتيب متوافر في الصيدليات الرئيسية. خيارات العلاج أظهر البحث أيضاً أنه بينما ستهتم الغالبية العظمى من الناس بالحصول على المعلومات عن العلاجات الفعالة المتوافرة لندوبهم، إلا أن الوعي بذلك متدن جداً. فعلى سبيل المثال، تعتبر حقن الستيرويد إحدى أكثر العلاجات الطبية شيوعاً لهذا النوع من الندوب، ومع ذلك فإن 32 في المئة فقط من الذين شاركوا في البحث يدركون ذلك. ونسبة الوعي بعلاج الليزر هي حتى أقل من ذلك 27 في المئة. وأحد العلاجات الذي أثبت فاعليته من خلال الاستخدامات الطبية والتي تستعمل في الكثير من الأحيان في المستشفيات، هي لصقات السليكون المسماة "سيكا - كير". وأعلنت "سميث اند نفيو" أن هذا المنتج متوافر حالياً في المنطقة للعلاج الذاتي من خلال الصيدليات. ويظهر البحث الذي أجرته "خدمة المعلومات عن الندوب" في المملكة المتحدة، أن السبب الرئيسي لعدم قيام الناس بتجربة أي علاج لندوبهم هو بكل بساطة أنهم لم يسمعوا بهذه العلاجات. نتيجة لذلك، لم تمنح غالبية الناس الفرصة لتجربة علاج قد يحسن شكل هذا النوع من الندوب أو يحسن أعراضها الجسمانية. وعلق أحد المشاركين في البحث قائلاً: "لا توجد معلومات كثيرة عن خيارات العلاج المختلفة. فمن الممكن نشر هذه المعلومات على نطاق أوسع". وتشكل الندوب المرحلة الأخيرة في عملية التئام أو اندمال الجروح. وبينما ستصبح غالبية الجروح مسطحة أو تختفي خلال عامين، إلا أن الجروح ليست جميعها متشابهة. وتظهر الندوب الجدرية والكبيرة نتيجة إفراز الجسم لكمية كولاجين تفوق الحاجة. ولهذا السبب تبقى هذه الندوب في الكثير من الأحيان حمراء وبارزة وقد لا تختفي مع الوقت كما قد تتوسع لتصبح أكبر من الجرح الأصلي. والندوب الجدرية والكبيرة قد تنتج عن أي نوع من الإصابات وقد تحدث لأي شخص. ولكن صغار السن والأشخاص ذوي البشرة السمراء معرضين أكثر من غيرهم للإصابة بهذه النوعية من الندوب. وتلعب العوامل الوراثية دوراً أيضاً في إصابة الناس بهذه الندوب كما أن الذين أصيبوا بهذا النوع من الندوب مرة هم معرضون للإصابة لها في المستقبل. يذكر ان شركة "Smith & Nephew FZE" تتخذ من دبي في دولة الإمارات مقراً لها، وهي تشكل المكتب الإقليمي للمجموعة العالمية الرائدة في مجال الرعاية الصحية. وتخدم من مكاتبها في دبي أكثر من 26 بلداً في العالم العربي.