طهران - أ ف ب - أعلن الرئيس الايراني محمد خاتمي امس خلال افتتاح القمة السادسة لمنظمة التعاون الاقتصادي ان بلاده "مستعدة للانضمام الى مبدأ تقاسم عادل للثروات الطبيعية والطاقة في بحر قزوين". وقال خاتمي في خطابه الافتتاحي امام الدول العشر اعضاء منظمة التعاون الاقتصادي في طهران "اننا مستعدون، تعبيراً عن حسن نيتنا، للانضمام الى مبدأ تقاسم عادل لثروات بحر قزوين". وهي المرة الأولى التي تعلن فيها ايران بوضوح انضمامها الى مبدأ تقاسم الثروات الطبيعية لبحر قزوين امام البلدان المعنية، بينما اكتفت حتى الآن بتأكيد ضرورة تحديد اطار قانوني جماعي لمثل هذا التقاسم. وإضافة الى ايران العضو المؤسس في المنظمة مع تركيا وباكستان، تضم المنظمة ايضاً كلاً من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق في آسيا الوسطى اذربيجان وطاجكستان واوزبكستان وكازاخستان وقرغيزستان وتركمانستان وكذلك افغانستان. ويشارك في قمة طهران ثمانية رؤساء دول وحكومات، فيما تتمثل ايرانوتركيا بوزراء. يشار الى ان احتياطات النفط في منطقة بحر قزوين، التي تعتبر ثالث اكبر احتياطات في العالم بعد الخليج وسيبيريا، تشكل منافسة كبرى بين الدول الواقعة على ساحل بحر قزوين: روسياوايرانواذربيجان وتركمانستان وكازاخستان. وتأخرت ايران، التي اكدت على الدوام عدم اعترافها بالاتفاقات الثنائية لاستغلال الثروات النفطية في بحر قزوين، سنوات عدة عن جيرانها في الشمال، خصوصاً اذربيجان، الذين ابرموا اتفاقات مهمة مع شركاء اجانب لاستغلال هذه الثروات. وطلب خاتمي "اعادة تنشيط" منظمة التعاون الاقتصادي لدول بحر قزوين التي انشئت غداة انشطار الدول الخمس المطلة على بحر قزوين عن الاتحاد السوفياتي السابق، "بغية تحديد النماذج القانونية لتقاسم عادل للثروات الطبيعية". ودعا ايضاً الى "تعزيز قواعد منظمة التعاون الاقتصادي بفضل ارادة جماعية وثقة متبادلة من أجل استخدام افضل لثروات وامكانات دول المنطقة". وحذر خاتمي من "عولمة سياسية واقتصادية" متنامية. وقال إن "هذه العولمة التي تقودها القوى العظمى تهدد السلام والاستقرار في العالم"، مؤكداً ان الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي "لا تملك الاّ وسائل تعزيز تعاونها، وضمناً في مجال التجارة الالكترونية". وقال ايضاً "ينبغي علينا تعزيز بنية الطرق والسكة الحديد وشبكة نقل النفط والغاز وحماية بيئتنا، وبشكل خاص ان نكافح معاً تهريب المخدرات". ورأى خاتمي ان ايران "وبفضل موقعها الجغرافي السياسي المميز تشكل وسيلة نجاح لا نزاع حولها لنقل البضائع والطاقة". وعلى الصعيد السياسي، تمسك الرئيس الايراني بالاشارة الى "احترام بلاده الحدود الدولية"، وكذلك تعهدها لايجاد حلول سلمية للنزاعات وخصوصاً في افغانستان.