قررت الحكومة اليمنية السماح للقطاع الخاص بامتلاك خدمات النقل الجوي الداخلي والخارجي وتشغيلها اعتباراً من السنة المقبلة. وقال وزير النقل اليمني عبدالملك السياني في لقاء مع الصحافيين إن تأسيس شركات للنقل الجوي تتبع القطاع الخاص اصطدم بالامتياز الممنوح لشركة "الخطوط الجوية اليمنية" والذي يمنحها حق احتكار التشغيل حتى سنة 2001 وينتهي بانتهاء الاتفاق المشترك بين الحكومتين اليمنية والسعودية، إذ تملك الأخيرة 49 في المئة من أسهم الشركة. وأوضح السياني ان الاتفاق أعاق التحرك نحو تخصيص "الخطوط اليمنية" أو فتح المجال للاستثمار الحر، مشيراً إلى أنه في حال أعيدت الشراكة، ستكون بشروط أخرى لا تمنح الشركة امتيازات خاصة على حساب الغير في ظل المتغيرات العالمية الجديدة. ولفت السياني إلى أن الحكومة سمحت للقطاع الخاص بالمشاركة في أنشطة الخدمات الملاحية والنقل البحري وصيانة وترميم السفن وإدارة الموانئ وخدمات النقل الجوي والبري. وكانت شركة "سبأ للطيران"، وتملكها "مجموعة الرويشان التجارية" مع شركاء آخرين، تقدمت بطلب إلى وزارة النقل عام 1998 للسماح لها بتشغيل رحلات داخلية وخارجية بعد أن حصلت على موافقات من هيئة الاستثمار ووزارة التموين والتجارة وهيئة الطيران المدني. وأعلنت الشركة حينها أنها استأجرت ثلاث طائرات "ايرباص" و"داش" وان استثماراتها تصل في المشروع إلى 250 مليون دولار. وحسم مجلس الوزراء اليمني الجدل والخلاف بين "سبأ" و"الخطوط اليمنية" بقرار يحمل الرقم 39 قضى بتأجيل السماح للقطاع الخاص بتأسيس شركات طيران لنقل الركاب أو لأغراض الشحن حتى سنة 2001 بهدف انجاح عملية دمج شركتي الطيران في صنعاء وعدن، وإتاحة الفرصة أمام الشركة الوطنية للتشغيل بصورة منافسة واقتصادية. وأعلنت "الخطوط الجوية اليمنية" أنها وقعت على عقد لشراء طائرة "ايرباص" جديدة من طراز "إي 310-300" وستنضم إلى اسطول الشركة في نهاية شهر أيار مايو الجاري. وقال رئيس مجلس إدارة الشركة عبدالخالق القاضي: "وقعنا يوم 10 آذار مارس اتفاقاً مع شركة ايرباص بهذا الشأن في مدينة تولوز الفرنسية". وأضاف ان انضمام "ايرباص" يأتي في إطار اهتمام إدارة "اليمنية" بتطوير خدماتها وبما يمكنها من تنفيذ برنامجها بفتح خطوط جديدة لمواكبة التطورات التي تشهدها اليمن وبما يمكنها من التنافس في سوق الطيران الدولية. وكانت "الخطوط اليمنية" اشترت العام الماضي طائرة "ايرباص" ثالثة من النوع الحديث بعد أن تمكنت من شراء اثنتين عام 1997. ولم يحدد عبدالخالق كلفة الصفقة، إلا أن هذا النوع من الطائرات لا يقل ثمنه عن 60 مليون دولار يتم تسديدها على أقساط. وقال رئيس مجلس الإدارة إن "الخطوط اليمنية" نجحت في تجاوز بعض المصاعب التي رافقت انخفاض عدد السياح إلى اليمن عن طريق فتح أسواق جديدة وتنويع الخدمات. وتوقع ان تنقل "اليمنية" السنة الجارية 300 ألف مسافر على الرحلات الخارجية، مشيراً إلى أنها نقلت أكثر من 24 ألف شخص في موسم الحج الماضي.