للمرة الاولى شاهد المغاربة معتقلين سابقين في سجن تازمامرت المشؤوم يتسلمون تعويضات اقرتها الحكومة تنفيذا لقرار الملك محمد السادس تعويض ضحايا الاعتقال التعسفي وذوي المفقودين. ونقل التلفزيون المغربي مشاهد لهؤلاءالمعتقلين الذين تحدثوا عن معاناتهم مع المرض والحرمان من غير ان يشير الى اسباب اعتقالهم. وكان هؤلاء قبض عليهم اثر محاولتين انقلابيتين قادهما الجنرال محمد اوفقير عامي 1971 و 1972، وتورط فيهما عسكريون قضوا عقوبات في سجن القنيطرة شمال العاصمة، قبل ان ينقلوا الى ثكنة تازمامرت في منطقة صحراوية شمال شرقي البلاد، والتي تحولت معتقلا اثار جدلا واسع النطاق. وطالب بعض المعتقلين باعتذار رسمي للاضرار التي لحقت بهم، في حين اعتبر مسؤولون في المجلس الاستشاري لحقوق الانسان ان الاعتذار يتم ضمنيا عبر تقديم تعويضات مادية ومعنوية لهم. وقال اعضاء في المجلس الذي يضم ممثلين عن كل الاحزاب السياسية والمركزيات النقابية وجمعيات حقوق الانسان وشخصيات مستقلة ان الدفعة الاولى للتعويضات تشمل 4 ملايين دولار، في انتظار صدور قرارات نهائية في الملفات المطروحة التي تجاوز عددها الخمسة الاف. واعلن رئيس لجنة التحكيم القاضي احمد السراج ان التعويضات قدمت لسد حاجات طارئة لنحو اربعين شخصا. ووصف التعويضات التي لم تتجاوز 10 الاف دولار للشخص بانها "ليست معيارا للتعويض النهائي".