بدأت الغيوم تنقشع في أجواء العلاقات بين الولاياتالمتحدة والاتحاد اليوغوسلافي، اثر "ايجابيات" شهدتها قمة الدول البلقانية في العاصمة المقدونية سكوبيا. وأعلن المندوب الأميركي لدى الأممالمتحدة ريتشارد هولبروك ان "لا عقبات بعد الآن امام العودة الكاملة ليوغوسلافيا الى المنظمات الدولية". وكان هولبروك التقى قبل ذلك زعماء ألبان وصرب كوسوفو ودعاهم الى التكيف مع التغييرات الديموقراطية في بلغراد، فيما توافرت معلومات من حلف شمال الأطلسي عن استعداده لتجميع صرب كوسوفو في مناطق خاصة بهم "اذا كان ذلك حلاً لا بد منه لبقائهم في الاقليم". لكن زعماء دول البلقان الذين اجتمعوا أول من أمس في سكوبيا تحت شعار "التوجه نحو المستقبل"، اخفقوا في تجاوز كل الماضي الكئيب في منطقتهم، اذ فرضت كوسوفو نفسها على المؤتمر، ولم تثمر جهود الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي في تحقيق اجتماع ثنائي بين الرئيسين: الألباني رجب ميداني واليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا، اذ تجنب كل منهما الأخر، ولم يقتربا من بعضهما حتى أثناء التقاط الصور التذكارية، كما لم يتبادلا السلام. وفي تصريحاته للصحافيين، ظل الرئيس ميداني مصراً على "وجوب اعتذار كوشتونيتسا عن الأذى الذي أصاب ألبان كوسوفو نتيجة عنف نظام الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش ضدهم، اضافة الى موافقة بلغراد على اجراء استفتاء في كوسوفو لحسم قضية تقرير مصير السكان". ووصف كوشتونيتسا ذلك بأنه "تدخل سافر في شؤون يوغوسلافيا، يؤكد عدم رغبة ألبانيا الالتزام بمساعي حسن الجوار بين دول البلقان، انطلاقاً من هدفها الرامي الى تحقيق ألبانيا الكبرى". وفي المقابل، فإن العلاقات بين واشنطن وبلغراد، شهدت دفعة كبيرة نحو التحسن، اثر الاجتماع الذي عقده عراب البلقان هولبروك مدة ساعتين مع كوشتونيتسا، مساء أول من أمس، اضافة الى 15 دقيقة تحادثا لوحدهما. وبحسبما توافر ل"الحياة" من المركز الصحافي للمعارضة الديموقراطية الصربية في بلغراد أمس، فإن المواضيع التي بحثها اليوغوسلاف والاميركيون هي: تنفيذ اتفاق دايتون للسلام في البوسنة، وقرار مجلس الأمن 1244 الخاص بكوسوفو، وعلاقات صربيا والجبل الأسود، وعودة يوغوسلافيا الى المنظمات الدولية. وكان هولبروك، قضى يومين قبل ذلك في كوسوفو، اجتمع خلالهما في بريشتينا مع كل من ابراهيم روغوفا وهاشم ثاتشي وراموش خيرالدين ورجب تسوشيا ونعيم ماليوكي، الذين يتزعمون خمسة احزاب ألبانية رئيسية ستشارك في الانتخابات المحلية التي ستجرى يوم غد السبت في الاقليم، لاختيار أعضاء المجالس البلدية. ودعاهم هولبروك الى "التزام الديموقراطية والنزاهة في هذه الانتخابات، لأنها ستكون معياراً يتخذه المجتمع الدولي في ممارسات قادمة في كوسوفو".