ليما - أ ف ب - قام الجنرال الاميركي تشارلز ويلهلم قائد فرقة كوماندوس الجنوب العسكرية الخاصة بالتدخل في اميركا الجنوبية، والتي كانت تتخذ من منطقة قناة بنما مقراً لها في السابق، بزيارة خاطفة الاربعاء الى بوليفيا والبيرو، الامر الذي يشير الى قلق بلاده المفاجىء في وقت يرتفع فيه سعر ورقة الكوكايين في السوق السوداء، كما يعتبر الخبراء المحليون. وتتزامن هذه الرحلة مع اعلان واشنطن تقديم مساعدة اقتصادية وعسكرية استثنائية بقيمة 6،1 بليون دولار الى هذين البلدين المنتجين الرئيسيين في العالم لورقة الكوكايين، وهي المادة الاولية في صناعة الكوكايين، ولكولومبيا، مركز توزيع وتهريب المخدرات في شبه القارة. وقالت الصحافة في البيرو ان سعر ورقة الكوكايين ارتفع بنسبة 40 في المئة خلال خمسة اشهر ليصل سعر الكيلو الواحد منها الى دولارين، معرضاً بذلك للخطر كل سياسات الزراعات البديلة بن واناناس وفواكه استوائية اخرى الجاري تطبيقها منذ سنوات عدة. واعلن احد افراد السفارة الاميركية في ليما لصحيفة "اكسبرسو" ان "شيئاً ما يجري". وتابع يقول "لقد حدث تغيير جذري" في المناطق المنتجة، مضيفاً ان "مهربي المخدرات ناشطون جداً" الى حد انتاج الكوكايين في المكان نفسه والتوقف عن انتاج المعجون الاساسي كما كان يحدث منذ عدة اعوام. وكانت تنقية المعجون الاساسي تتم في تلك الفترة في كولومبيا للحصول على الكوكايين قبل تصديره الى الولاياتالمتحدة. واوضح احد مزارعي البيرو للصحيفة نفسها ان "منتوجات الزراعات البديلة لا تباع"، مشيراً الى استئناف زراعة الكوكايين غير المشروعة. وخلال جولته في المنطقة، اجرى المبعوث الاميركي مباحثات لمدة نصف ساعة مع الرئيس البوليفي هوغو بانزر، ولمدة ساعة ونصف مع رئيس البيرو البرتو فوجيموري المنهمك بالحملة الانتخابية الرئاسية التي يخوضها للفوز بولاية ثالثة من خمس سنوات. ويبدو ان مدة هذا اللقاء تشير الى ان المباحثات التي تم التطرق اليها تناولت مسائل المخدرات بشكل خاص. وخصصت صحيفة "اكسبرسو" افتتاحيتها ليوم اول من امس للتحدث عن التوتر الخفي الذي يميز العلاقات الاميركية - البيروفية منذ اعوام عدة. وكتبت الصحيفة تقول: "من المفيد الاشارة الى ان البيرو تشكل منطقة عازلة جغرافياً وسياسياً في المنطقة، عند التقاء شمال شبه القارة، فنزويلاوكولومبيا والاكوادور الواقعة ضحية اضطرابات، وجنوب مستقر نسبياً. وبالنسبة الى الولاياتالمتحدة، فان محافظة البيرو على استقرار اقتصادي وسياسي واجتماعي هي مسألة حيوية. وتعتبر الولاياتالمتحدة ان تهريب المخدرات التي تمثل هذه البلدان منفذه الاساسي، يشكل حالياً التهديد الرئيسي لأمنها الداخلي وفي القارة. ومن اجل التنبه الى مخاطر عدم الاستقرار الذي يمثله، برأيها، تهريب المخدرات، فإنها اعتمدت في السنوات الاخيرة سياسة قمع ومساعدة اقتصادية في آن. ويبدو ان زيارة قائد الكوماندوس تؤكد ان للولايات المتحدة بعض الشكوك حول ملاءمة هذا المسار الثاني لاستراتيجيتها في مكافحة المخدرات في اميركا الجنوبية.