باريس ستكون عرضة للفناء في 11 آب اغسطس المقبل، وما على سكانها سوى الرحيل عنها قبل هذا الموعد، إذا أرادوا النجاة... هذا ما أكّده تكراراً مصمّم الأزياء الشهير باكو رابان، الاسباني الأصل، عندما أنذر سكان العاصمة الفرنسية وسكان جوارها في منطقتي لوت-اي-غارون وجيرز، بهلاك موقت من جراء حطام المحطة الفضائية الروسية "مير" الذي سيتساقط على الأرض. وروى باكو رابان في أحاديث متعددة تولّدت في رأسه بطريقة مبهمة سنة 1951 عندما كان في سن السابعة عشرة وكان طالباً في كلية الفنون الجميلة في باريس. وقال انه في تلك السنة كان يتمشّى على ضفة نهر السين، عندما فاجأه وهج غريب وسمع أصواتاً مثيرة للرعب، ثم رأى المارة من حوله يحترقون وهم أحياء ويركضون في كل اتجاه. أضاف أن هذا المشهد ما لبث ان زال، ونظر من حوله فوجد ان كل شيء هادئ وطبيعي، لكن ما رآه بقي يلازمه الى أن وجد تفسيراً له في كتاب "نوستراداموس". وأشار باكو رابان الى ان هذا الكتاب يصف في أحد مقاطعه، بالتفصيل، الأهوال التي ستنهمر على باريس، التي ينبغي على سكانها ان يغادروها فور رؤيتهم لرياح حمراء تعصف في وسطها. وذكر أن اقتناعه هذا ازداد رسوخاً بعدما تحدّث طويلا بشأن محطة "مير" مع أحد الباحثين في مجال الصناعات الفضائية في المركز الوطني الفرنسي للأبحاث. أما سبب اختياره موعد 11 آب المقبل، فيفسره باكو رابان، بأنه استعان هنا أيضاً بكتاب "نوسترداموس"، وأنه الموعد المعلن لأكبر كسوف للشمس خلال القرن الحالي. ويبدو حتى الآن ان أقوال باكو رابان وتحذيراته لم تثر ردود الفعل التي توقعها، بل انها على العكس أثارت له المتاعب. فرئيس المجلس الاقليمي لمنطقة جيرز قرّر ملاحقته قضائياً، لأنه يهدّد النشاطات الثقافية والسياحية التي تعدّها المنطقة لشهر آب، فيما تعامل الاعلام الفرنسي مع كلامه باستهزاء جعله يقرّر ملازمة الصمت المطبق، وعدم الادلاء بأي تصريح. أما عالم البيولوجيا في جامعة بروكسيل جاك تيودور، فتعهّد دفع مبلغ مليون فرنك فرنسي لباكو رابان اذا صدقت توقعاته، لكنه طالبه بدفع مبلغ مماثل الى احدى الجمعيات الخيرية ان لم تصدق. وسيجد باكو رابان الكثير من الصعوبة في التراجع عن أقواله بعد 11 آب المقبل خصوصاً أنه ضمّنها في كتاب بعنوان "نيران السماء" صدر أخيراً عن دار نشر ميشال لافون المعروفة عادة بجديتها. وأقرّ لدى صدور كتابه، بأن وضعه استدعى منه الكثير من الشجاعة، لأنه كان يعرف مسبقاً مدى السخرية التي سيتعرّض لها، وتعهّد أنه في حال عدم ثبوت صحة أقواله، فإنه سيعدل عن الكتابة نهائياً. وكان باكو رابان أصدر سابقاً كتاباً بعنوان "من حياة الى أخرى" يروي فيه أنه جاء من كوكب اسمه "التأثير"، وانه اغتال الفرعون المصري توت غنخ آمون عندما كان الأخير في الخامسة والعشرين من العمر.