سيبدأ السودان بتصدير نحو 150 الف برميل نفط يومياً اعتباراً من الشهر المقبل للمرة الاولى منذ اعلن اكتشافات نفطية مهمة في الجنوب قبل 20 عاماً ويتوقع ان يرتفع الانتاج والصادرات الى اكثر من 270 الف برميل يومياً في غضون سنتين. وتخطط الحكومة السودانية لتقديم طلب الانضمام الى منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" فور ارتفاع الانتاج الى مستوى معين. قال وزير الطاقة السوداني جون دور "ان ضخ النفط الخام سيبدأ في 30 حزيران يونيو المقبل عبر خطوط انابيب تصل مناطق الانتاج في الجنوب مع محطات التحميل والتصدير في ميناء بورتسودان المطل على البحر الاحمر". واشار، في حديث الى "الحياة" خلال زيارته الى لندن الاسبوع الجاري، الى ان الانتاج سيُصدر بالكامل الى الاسواق الدولية وسيتم بعد ذلك اقتطاع جزء منه لتزويد المصفاة التي يجري انشاؤها شمال الخرطوم بهدف تلبية الطلب المحلي وستُفتتح في 13 كانون الاول ديسمبر المقبل. وقال: "هناك احتياط مُثبت في حقول الجنوب يصل الى اكثر من 800 مليون برميل ما يعني ان الانتاج سيستمر سنوات عدة من تلك المناطق". واضاف: "نحن على ثقة بتسويق كامل الانتاج على رغم الفائض الحالي في الاسواق الدولية لان الخام الذي سننتجه عالي الجودة لانخفاض نسب الكبريت والمعادن فيه ما يجعله مرغوب في جميع الاسواق وبسعر مرتفع". وذكر ان شركة سودانية وخمس شركات اجنبية تدير آبار النفط في مناطق الانتاج الحالي، في ولاية الوحدة وغرب كردفان وولاية اعالي النيل على اساس المشاركة في الانتاج والايرادات بنسبة 40 في المئة لها و60 في المئة للحكومة. والشركات هي "مؤسسة سودابك" السودانية و"شركة الخليج" القطرية و"شركة النفط الوطنية الصينية" و"تاليسمان" الكندية و"بتروناس" الماليزية و"اي.بي.سي." السويدية. ونفذت مشروع خط الانابيب "الشركة الوطنية الصينية" بعد فوزها بمناقصة دولية العام الماضي. ويبلغ طول الخط نحو 1600 كيلومتر. وقال الوزير: "ان طاقة خط الانابيب الذي اوشك على الانتهاء، تصل الى نحو اربعة ملايين برميل يومياً في حين تبلغ طاقة التصدير من ميناء بورسودان اكثر من مليون برميل يومياً يمكن رفعها بعد ذلك حسب تطور الانتاج. واشار الى ان الطاقة الانتاجية لمصفاة النفط تصل الى نحو 58 الف برميل يومياً "وستكفي معظم الاستهلاك المحلي ما سيقلص بشكل كبير فاتورة استيراد المنتجات النفطية البالغة نحو 300 مليون دولار سنوياً". وقال "سنكتفي بانتاج 150 الف برميل يومياً في الوقت الحاضر الا اننا نخطط لرفع الكمية الى اكثر من 270 الف برميل يومياً في غضون سنتين وقد ترتفع اكثر بعد تطوير الحقول وزيادة الاحتياط المثبت في تلك المناطق". وذكر الوزير، الذي غادر لندن امس، ان شركة "توتال" الفرنسية تعمل في مجال التنقيب عن النفط والغاز في السودان ويُنتظر ان تعلن اكتشافات مهمة في حين تجرى مفاوضات مع شركة "شل" للحصول على امتياز. واكد ان ابواب السودان مفتوحة لأي شركة بصرف النظر عن جنسيتها للتنقيب عن النفط اذ "ان هناك كميات كبيرة من النفط بحاجة للاستكشاف". واضاف: "اتخذنا جميع الاحتياطات الامنية اللازمة لحماية مناطق الانتاج الحالية وانبوب النفط ونتعهد للشركات باننا سنقدم الحماية الكافية في اي مناطق يتم فيها التنقيب وعمليات اخرى مماثلة". وكشف الوزير ان دراسات اولية اظهرت وجود كميات ضخمة من النفط في مختلف المناطق السودانية وقال: "انها بحاجة الى الاستثمارات والتكنولوجيا التي يمكن للشركات الاجنبية تأمينها". ورداً عن سؤال عما اذا كان السودان سينضم الى منظمة "اوبك" مستقبلاً اجاب "بالطبع سننضم الى المنظمة عندما يرتفع انتاجنا وهذا ما نتوقعه...اننا نريد ان نكون جزءاً من اوبك ونتعاون معها في سبيل استقرار السوق والاسعار". واشار الوزير الى ان كلفة الانتاج في الحقول المكتشفة في الجنوب تصل الى اربعة دولارات للبرميل وهو من ادنى المستويات في العالم "ما سيغري الشركات الدولية بالاستثمار في قطاع النفط السوداني". وقال: "ستُشكل ايرادات الصادرات النفطية مصدر دخل كبير للخزينة التي استنزفتها الحرب الاهلية". واضاف: "ان حجم العائدات المتوقعة من الانتاج الحالي سيعتمد على الاسعار في السوق الدولية". واجرى الوزير محادثات مع شركة بريطانية لتزويد السودان توربينات حرارية لمشروع توليد الطاقة من الرياح الذي يتم تنفيذه في السودان.