القاهرة - أ ف ب - ينتظر ان يعود الليبيان المتهمان بالتورط في تفجير الطائرة الاميركية فوق لوكربي الى الضوء قريباً بعد عشر سنوات من العيش في الخفاء بعد موافقة السلطات الليبية على انتقالهما للمحاكمة في هولندا. وانتقل الأمين خليفة فحيمة 43 عاماً وعبدالباسط المقرحي 47 عاماً الى العيش في الخفاء منذ اعتبرتهما محكمة اسكتلندية في تشرين الثاني نوفمبر 1991 مسؤولين عن حادث تفجير الطائرة الذي أدى الى مقتل 270 شخصاً في نهاية 1988. ولم يدل الرجلان سوى بتصريحات نادرة ولم تنشر لهما سوى صور قليلة خلال الاعوام العشرة الماضية. ولذلك فإن مصوري وكالات الانباء والتلفزيونات العالمية ينتظرون بفارغ الصبر وصولهما المتوقع الى هولندا. ويعتبر مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي اف.بي.اي المشتبه فيهما عميلين للاستخبارات الليبية ويصنفهما بين أخطر عشرة أشخاص ملاحقين في العالم. ويؤكد ان عملها في "الخطوط الجوية الليبية" كان يشكل غطاء لعملهما الحقيقي. لكن الرجلين أكدا براءتهما خلال تصريحات نادرة صدرت عنهما كان يقرأها محاموهما أو تم الحصول عليها في مقابلات نادرة لشبكات تلفزيون عربية. وأقسم فحيمة، في حديث قصير مع شبكة تلفزيون "أوربت" العربية، في ايلول سبتمبر 1997 على المصحف، بعدم وجود أي علاقة له بتفجير لوكربي. وقال فحيمة "عندما عدت من عملي، وجدت جمعاً أمام بيتي"، قبل ان يؤكد ان هذه الأزمة تسببت في وفاة والدته. واضاف انه سلم نفسه طوعاً الى الشرطة بعد ان سمع عبر اذاعة أجنبية نبأ اتهامه بالتورط في التفجير. وفي تشرين الأول اكتوبر أعلن المقرحي 46 عاماً لشبكة "تلفزيون الشرق الأوسط" أم.بي.سي ان أبناءه الأربعة تعرضوا لمضايقات في المدرسة، اذ اتهمهم زملاؤهم بأنهم السبب في فرض عقوبات جوية وعسكرية على ليبيا في 1992. ويأمل المقرحي وفحيمة بالحصول على محاكمة عادلة يتمكنان بعدها من العيش حياة طبيعية. وينص بيانا الاتهام الصادران عن محكمة اميركية ومحكمة اسكتلندية ان الليبيين وضعا المتفجرات وصاعقاً الكترونياً في جهاز تسجيل. ويؤكد الاتهام انهما وضعا جهاز التسجيل في كيس يحتوي على ملابس اشتريت من جزيرة مالطا حيث سجلا الطرد المحشو بالمتفجرات ليشحن على متن الرحلة الرقم 103 المتجهة من فرانكفورت الى لندن ثم وضع الطرد على متن رحلة "بانام" في مطار هيثرو في لندن. ونفى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي مرات عدة أي علاقة لفحيمة والمقرحي بالاستخبارات الليبية، مؤكداً أنهما مجرد موظفين في "الخطوط الجوية الليبية". وكان القذافي اكد خلال مقابلة مع شبكة "سي.ان.ان" الاميركية في آب اغسطس الماضي "أنهما بشر وهما بحاجة الى الاطمئنان على حصولهما على محاكمة عادلة".