أول الكلام للشاعر العراقي عبداللطيف أطيمش: هكذا... ينتهي العاشقون قبل ان تُزهر اللهفة الآيلهْ في ثنايا الفؤاد تسبق الطعنة القاتلهْ!!
1 استأذنكم في طرح "شيء" يشبه السؤال، ولا ألزمكم بالتفكير في الإجابة عليه: - ما هذه الصناعة الجديدة التي تستعبد سلوك انسان اليوم... تجعله خرافياً وهلاماً... تجعله حجة ضد الحضارة وانفصاماً... تجعله البوم الناعق، والطير المذبوح بأماني الفجر القادم؟! يا هؤلاء البشر الانسانيين: الى أين نركض ونجرجر ما شيدناه، ونهدمه ونتقوض داخله، ونصرخ طالبين الرحمة من أنفسنا قبل ان نطلبها من الآخرين؟! إنني انسان هذا العصر... هذا الوقت... هذا العالم: أتشكل انهياراً عاطفياً، أتطوح جنون الأوراق البيضاء في العاصفة... وحشة الألوان في الظلال، ثم... أسخسخ من الضحك وفي عيني دمع، أضحك لسبب بسيط هو: من الضروري ان أضحك حتى لا أموت، وحتى أنتصر على الضحك القسري في شكل دمعة! 2 هاأنذا "العربي" - ولا فخر - كنت سيد البال، فدخلت التواريخ خاصرة شوقي. وها هو "اليأس" ينهدُّ من الفرح القيصري في قصائد السياسيين التي يطلقون عليها: اتفاقيات! أعيش - أنا العربي - في تلاطم من المفارقات، و"الضد يُظهر حسنه الضد"! إنني "الخرفشة" والسكون... طفل يعطس ليتفرج عليه الوقت وهو يعطس! أرى الأفلام السينمائية، فأصاب بمرض القهقهة... وقد كنا نعجب بجمال "راكيل ويلش"، حتى تكاثرت الظباء على خراش، فلا تدري بمن تُعجب... ولكن الكثير قد أصيب بهذه المراهقة المتأخرة، أو المراهقة العصرية... ذلك ان الشباب لم يعودوا يحبون بل "يمارسون" الحب، ويبقى "الناضجون" الذين يتمنون الحب فيحلمون به!! 3 أمسك أمعائي وأنا أستعيد ما شاهدته من زمن... ذلك المسمى "بيتر سيلرز" وهو في دور الأبله الذي يعرف ما يدور في نقطة وقوفه... يضحك ليغيظك ويمثل دور الانسان المتورط دون اثر للتورط. أقول لكم: إن ما يفعله الانسان اليوم كتعبير عن حيويته ورفضه وانكساره واحتجاجاته وعشقه وحزنه... هو من أجل ان يفوّت على الزمن ان يصبح تاريخاً!! ألم يفكر هذا العالم في شيء ما؟! نعم... قدموا للسوق أسطوانة اسمها "الصمت" بعد ان علا الضجيج وفاض... انها فارغة لا شيء مسجل عليها! اندفع السميعة! إليها، وأداروها ليشنّفوا أسماعهم ب... الصمت. وبيعت الأسطوانة يومها في كل أوروبا، في زفة مهولة من الشهرة المذهلة التي لا تضاهيها الآن شهرة هؤلاء المطنبين من نتائج الفيديو كليب، والأجساد المتمايلة بلا نشوة!! وبعد ان استأذنتكم وطرحت السؤال وراءه سؤال آخر... هل أجد لديكم ولو إجابة واحدة عن "ما تبقى داخل هذا العالم"... في عمقه، وفي ضميره، وفي حضارته، وفي تاريخه... من أجل الانسان؟!!