إسبانيا: تعلن جنسيات ضحايا حادث انهيار مبنى في مايوركا    كوادر سعودية ترسم السعادة على ضيوف الرحمن الأندونيسيين    الفرصة مهيأة لهطول أمطار على جازان وعسير والباحة ومكة    موقف مالكوم من مواجهة الهلال والنصر    يايلسه: يجب أن يعلم الجميع أين كنا الموسم الماضي    البليهي: تفكيرنا الآن في مباراة الوحدة.. وننتظر الجماهير غدًا    المملكة تستهدف تحلية 16.2 مليون م3 من المياه يوميًا    اتفاقية ب25 مليون دولار لتصدير المنتجات لمصر    "SANS" تدير الحركة الجوية بمطار البحر الأحمر    جيسوس: مالكوم ظلم بعدم استدعائه لمنتخب البرازيل    واتساب يختبر ميزة لإنشاء صور ب"AI"    توجيهات عليا بمحاسبة كل مسؤول عن حادثة التسمم    دار طنطورة.. التراث والحداثة بفندق واحد في العلا    "العلا" تكشف عن برنامجها الصيفي    المخرجة السعودية شهد أمين تنتهي من فيلم "هجرة"    اللجنة الوزارية تنقل أزمة غزة إلى باريس    تحذيرات علمية من مكملات زيت السمك    معالي أمين منطقة عسير يزور معرض صنع في عسير    تراجع أسعار الذهب في تعاملات اليوم    خريجو «خالد العسكرية»: جاهزون للتضحية بأرواحنا دفاعاً عن الوطن    ارتفعت 31.5 % في الربع الأول    أمسك.. حرامية المساجد!    متى القلق من آلام البطن عند الطفل ؟    قد لا تصدق.. هذا ما تفعله 6 دقائق من التمارين يومياً لعقلك !    5 أطعمة تعيق خسارة الوزن    الفيحاء يتعادل إيجابياً مع التعاون في دوري روشن    السلاحف البحرية معرضة للانقراض    «رحلة الحج» قصص وحكايات.. «عكاظ» ترصد: كيف حقق هؤلاء «حلم العمر»؟    الاتفاق يتغلب على الشباب بهدف في دوري روشن    توقف الخدمات الصحية في أكبر مستشفيات جنوب غزة    لندن: تقديم رجل مسن للمحاكمة بتهمة مساعدة روسيا    مواجهة الهلال والوحدة بين الطائف والرياض    الفتح يتغلب على الحزم بهدفين في دوري روشن    «الثقافة» و«التعليم» تحتفيان بالإدارات التعليمية بمختلف المناطق    سفارة المملكة في إيرلندا تحتفي بتخرج الطلبة المبتعثين لعام 2024    الاستثمار الثقافي والأندية الأدبية    حظي عجاجه والحبايب (قراطيس) !    الدكتوراه لفيصل آل مثاعي    القمر يقترن ب «قلب العقرب» العملاق في سماء رفحاء    هل بقيت جدوى لشركات العلاقات العامة؟    نمو الجولات السياحية ودعم الاقتصاد الوطني    «الحونشي»    تنوع أحيائي    ثانوية السروات تحتفي بتخريج الدفعة الأولى من نظام المسارات    نزاهة: حادثة التسمم الغذائي بأحد مطاعم الرياض لن تمضي دون محاسبة    فيلم "نورة"يعرض رسميا في مهرجان كان السينمائي 2024    فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمنطقة الشرقية يكرم موظف سوداني    فيصل بن خالد يرأس اجتماع الجهات الأمنية والخدمية المشاركة في منفذ جديدة عرعر    مستشفى أبها للولادة والأطفال يُنظّم فعالية "اليوم العالمي للربو"    القبض على وافد بتأشيرة زيارة لترويجه حملات حج وهمية ومضللة    دفعة جديدة من العسكريين إلى ميادين الشرف    أمير حائل يشكر جامعة الأمير محمد بن فهد    رفع كسوة الكعبة المشرَّفة للحفاظ على نظافتها وسلامتها.. وفق خطة موسم الحج    تمكين المرأة.. وهِمة طويق    برعاية وزير الداخلية.. تخريج 142 مجندة من الدورة التأهيلية    الاستعداد النفسي أولى الخطوات.. روحانية رحلة الحج تبعد هموم الحياة    الخريجي يقدم العزاء بمقر سفارة إيران    دشن هوية «سلامة» المطورة وخدمات إلكترونية.. الأمير عبدالعزيز بن سعود يتفقد سير العمل في الدفاع المدني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ظلمتنا اسرائيل ... ودول عربية ظلمتنا أكثر . أعضاء الكنيست من العرب ل "الحياة": نؤيد أي اتفاق فلسطيني - اسرائيلي على رغم تحفظاتنا
نشر في الحياة يوم 25 - 10 - 1998

أكد أعضاء الكنيست العرب من فلسطين ال 48 تأييدهم "أي" اتفاق يتوصل إليه الرئيس الفلسطني ياسر عرفات مع رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتانياهو .
وجاء ذلك في ندوة نظمها مكتب "الحياة" في القاهرة يوم السبت الماضي ضمت اربعة من الاعضاء ال12 وهم عبدالوهاب الدراوشة، وطلب الصانع، وعبد المالك الدهامشة، ووليد صادق. وشارك فيها المفكر الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير السابق الدكتور احمد صدقي الدجاني وعميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور علي الدين هلال. وكان الوفد اختتم زيارة للقاهرة التقى خلالها الرئيس حسني مبارك ووزير خارجيته عمرو موسى كما زار مجلس الشعب البرلمان والتقى رئيسه الدكتور فتحي سرور.
وأكد الأربعة أن زيارة القاهرة غير مرتبطة بالمفاوضات التي أجريت في الولايات المتحدة، وأن الربط جاء نتيجة للتوقيت كما أن الوفد لم يتشاور في شأنها مع أي من السلطات الاسرائيلية أو السلطة الفلسطينية لكنهم اعتبروا زيارة مصر "فاتحة خير لتواصل اكبر مع مصر والزيارات قادمة لدول عربية في مقدمها الاردن ثم سورية".
وثمّن الوفد جهود الرئيس مبارك للدفاع عن القضية الفلسطينية وتضحياته في هذا السبيل، وأشار الى قائمة من المطالب تتعلق بالنواحي التعليمية والثقافية قدمها الى الرئيس مبارك. وعبّر الوفد عن شعور ب "الضيق" من مواقف دول عربية، وتمنى فتح ابواب العواصم العربية امام فلسطينيي 48 ومساعدة الرئيس مبارك لهم في هذا الاتجاه.
وشدد على "ان الجيل الصاعد من فلسطين 48 أكثر حفاظاً على الهوية والارض والعقيدة أكثر من جيل الحكم العسكري" الاسرائيلي. وهنا تفاصيل الندوة:
هل توقيت زيارتكم لمصر مرتبط باجتماعات "واي بلانتيش" كرسالة لتحسين وضع الرئيس بيل كلينتون والسلطة الفلسطينية؟ وماذا تعني تصريحاتكم بتأييدكم "أي" اتفاق تسفر عنه هذه الاجتماعات؟
- عبدالوهاب الدراوشة: توقيت الزيارة غير مرتبط بقمة واي بلانتيش وجاء على اساس ملائمته للقيادة المصرية واعضاء الكنيست قبيل استئناف الدورة الشتوية الاثنين الماضي وتنفيذاً لفكرة طرحتها قبل نحو شهرين على وزير الخارجية عمرو موسى وأبلغني موسى قبيل اسبوع بأن مصر ترحب بكل النواب العرب في الكنيست.
وأهمية الزيارة تكمن في أنها الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات العربية مع فلسطينيي ال 48، اذ لم يجتمع أي زعيم عربي على مدى الخمسين عاماً الماضية مع القيادات الممثلة للجمهور الفلسطينيي في داخل اسرائيل.
وليد صادق: أنا اعتبر اجتماعاتنا في القاهرة تمثل انعطافا في العلاقات العربية مع فلسطينيي 1948.
أين الحكومة الاسرائيلية في هذه الزيارة؟
- الدراوشة: لم نتشاور مطلقا مع السلطات الاسرائيلية أو نأخذ رأيها فنحن لا نمثلها أو حتى نمثل الكنيست ولا نحمل أية رسائل اسرائيلية. نحن نمثل الجمهور الفلسطيني العربي داخل اسرائيل وجئنا لنتحدث باسمهم. ونحن ايضا لا نمثل السلطة الفلسطينية على رغم ارتباطنا بعلاقات اخوية وطيدة.
طلب الصانع: نحن قوى سلامية لنا اهتمامنا المضاعف بالسلام لأننا جزء من الشعب العربي الفلسطيني وتهمنا عملية السلام وترجمته حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني واقامة دولته في الضفة والقطاع وعاصمتها القدس، كما أننا في الوقت نفسه مواطنون داخل دولة اسرائيل ومن منطلق قوميتنا العربية ومواطنتنا داخل اسرائيل معنيون بالسلام، وندعم "أي" اتفاق يتم التوصل اليه على رغم ما قد يكون لنا من تحفظات. ففي النهاية نحن كقوى سلامية مع الاتفاق وكفلسطينيين لن نزايد على عرفات وسنسانده في ظل الواقع السياسي الذي يتسم بمحدودية التأثير. فكل انجاز نقطة للانطلاق الى انجاز آخر. ولا بد أن نأخذ في الاعتبار ان الحكومة الاسرائيلية الحالية من اكثر الحكومات يمينية وعندما تتنازل عن جزء من الاراضي الفلسطينية فذلك يعني كسراً لنظرية ارض اسرائيل الكبرى.
وليد صادق: أعتقد اننا طوال ال 50 عاماً الماضية كنا ولا نزال نطالب بحق تقرير المصير كمحور للنزاع الاسرائيلي - العربي لذلك نؤيد كل خطوة من شأنها ان تسترد الحق الفلسطيني حتى لو كانت هذه الخطوة صغيرة. اما بالنسبة للتوقيت فنحن في الشرق الاوسط مهتمون بمسألة التوقيات ربما لأننا نشهد احداثاً متتالية على مدى الخمسين عاماً الماضية. والمهم ان زيارتنا تهدف الى توطيد العلاقات بين الاقلية العربية داخل اسرائيل مع العالم العربي. ومصر هي البلد الاكبر وللرئيس مبارك كل التقدير خاصة بالنسبة لتضحياته في القضية الفلسطينية. فضلاً عن ان مصر لم تسفك على مدى تاريخها قطرة دم فلسطينية بخلاف ما حدث في بعض الدول.
ما هي أجندة زياراتكم العربية المقبلة، وهل هناك تنسيق مع السلطة الفلسطينية بشأنها؟
- وليد صادق: حالياً نزور القاهرة فقط ولا يوجد تنسيق مع السلطة الفلسطينية لكن يوجد تفهم عن بُعد فنحن شعب واحد لنا أمان واحدة ويثق الرئيس عرفات في مواقفنا وفي تحركاتنا السياسية. وأقول بصراحة اننا نشعر بالغبن الذي وقع علينا ليس فقط من جانب اسرائيل ولكن من جانب الانظمة العربية.
الدراوشة: نحن على اتصال وتنسيق دائم مع القيادة الفلسطينية كأبناء لشعب واحد والسلطة الفلسطينية ربما قد تعلم بالزيارة التي جاءت كبادرة فلسنا في حاجة الى موافقة احد. ونحن نعتبر زيارة القاهرة فاتحة خير لزيارات قريبة لعواصم عربية اخرى نستعين بالاخوة المصريين لتحقيقها ولفتح الابواب التي لا تزال موصدة امامنا. ونخطط حالياً لزيارة الاردن قبل نهاية الشهر الجاري للاجتماع مع ولي العهد الاردني الأمير الحسن ورئيس الوزراء فايز الطراونة، ونأمل في زيارة قريبة الى دمشق لإعلان تضامننا الكامل مع الشعب السوري وقيادته امام التهديدات التركية والاسرائيلية. فسورية بلد عزيز علينا تحتاج الى الدعم العربي ونحن كجزء من الامة نريد ان نعبّر عن ذلك. بعد سورية نأمل ان نزور عواصم اخرى او نلبي دعوة اية عاصمة فلا يوجد لدينا اي تحفظ على أي دولة فنحن لا نتدخل في الخلافات العربية - العربية، كما نمتنع عن التدخل في الخلافات بين التنظيمات في داخل البلد الواحد.
هل تعد زيارتكم كأعضاء كنيست كسراً لقرار عدم التطبيع؟
- وليد صادق: هذا ليس تطبيعاً بل "تعريف" بأن هناك شريحة تجاهلتموها.
الدراوشة: استغرب صيغة السؤال فهي تحمل تحدياً واتساءل: هل يطبع الانسان مع نفسه؟ واذا اجرت مصر علاقات مع الاردن او سورية وليبيا فهل هذا تطبيع؟ نحن يا اخوان جزء من الامة العربية وشيء طبيعي ان يكون هناك تواصل وعلاقات وزيارات متبادلة. نحن نحمل جوازات سفر اسرائيلية لأنه الجواز الوحيد الممنوح لنا. نحن جزء اصيل من الأمة ولا يستطيع أي عربي في أي دولة ان يزايد علينا. نحن الذين بقينا في الارض وتجذرنا في الوطن وصمدنا وحافظنا على هويتنا العربية وقوميتنا العربية وعقيدتنا الاسلامية والمسيحية.
ومن السهل عليك وانت غير موجود في الساحة الفلسطينية أن تزايد على عرفات. نحن الذين نعيش يوميا مع الاخوة الفلسطينيين في داخل الضفة والقطاع والقدس العربية ونعرف مدى معاناة الناس التي تريد التخلص من الاحتلال الاسرائيلي. عرفات جاء الى فلسطين لتخليص الشعب الفلسطيني من الاحتلال فأي رقعة من الارض الفلسطينية يتم تحريرها وضمها للدولة الفلسطينية إنجاز للشعب الفلسطيني والأمة العربية. لذلك اذا تم التوقيع على اتفاق معقول في المفاوضات التي ترعاها واشنطن - لا أقول اتفاق عادل لأنه لا يوجد عدل - فمن واجبنا ان نقدم الدعم لصالح الاتفاق.
عبد المالك دهامشة: السؤال يثير معضلة ومشكلة حساسة بالنسبة لنا، نحن جزء من الشعب الفلسطيني وهذه حقيقة من ينكرها فليشرب من البحر. ونحن مواطنون في دولة اسرائيل وهذه حقيقة ايضاً ومن يتجاهل الحقيقتين يدخل في نفق مظلم. نحن من خلال التعامل مع هاتين الحقيقتين لا نتنازل عن خدمة قضية شعبنا وتواصلنا معه ودورنا الوطني في هذا الباب مهما استطعنا الى ذلك سبيلاً على ألا تتعدى هذه الخدمة نطاق القانون المعمول به. نحن لم نخالف قانوناً او نرتكب مخالفات ونناصر القضية العادلة ولا نقبل بأقل من الحد الادنى وهو قيام الدولة الفلسطينية الكاملة السيادة في ارض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
وباب المزايدة على السلطة الفلسطينية سواء في الاتفاق المقبل او في اي اتفاق مضى يتضمن حرجاً معينا بالنسبة لنا في اعتبارنا نعيش في كيان آخر ليس لنا الحق في ان يكون لنا دور مباشر في انتقاد السلطات الفلسطينية بوصفنا اعضاء في الكنيست الاسرائيلي او نطالبهم باكثر مما توصلوا اليه.
طلب الصانع: دورنا المصادقة على الاتفاق تعزيزاً للموقف الفلسطيني في المفاوضات. أما في قضية التطبيع نحن لسنا امتداداً لاسرائيل في الدول العربية بل امتداد للدول العربية في اسرائيل. كثير من الاخوان يتحدثون عن اسرائيل وهم لم يزوروها وليست لهم أي صلة معها "بشكل يومي" بينما نحن موجودون في الخطوط الاولى في المواجهة اليومية ولا أحد يستطيع ان يزايد على عروبتنا او عقيدتنا.
أريد ان اقول: هل المواطن المصري الحاصل على الجنسية الاميركية يفقد مصريته وعودته الى القاهرة تعني تطبيعاً؟
الدهامشة: التطبيع يتم بين الدول وليس بين الشعوب وإن كان لنا دور في هذا الباب فهو دور التضحية الادبية فقط. وخلال زيارة سابقة للاردن بعد توقيع اتفاق الخليل قلنا ان المسيرة السلمية لم تكتمل بعد والتزامات اسرائيل لم تنفذها والسلام يجب ان يكون شاملاً. وطالما لم تنجز اسرائيل التزاماتها فمن حق كل دولة ان تحدد موقفها بالنسبة للتطبيع وان يرهن ذلك بوفاء اسرائيل بالتزاماتها. اما النظر الى زيارة وفد من الفلسطينيين العرب في اسرائيل الى أي دولة عربية على أنها تطبيع فهذا يجانبه الصواب، واسرائيل لا تريد مثل هذا التطبيع.
احمد صدقي الدجاني: ما دفعني الى المشاركة في الندوة هو شعوري بأننا ابناء شعب واحد هو الشعب العربي الفلسطيني الذي هو جزء مهم من أمته العربية تربطنا به وشائج الاخوة والانتماء ويواجهنا معاً وضع صعب بسبب نكبة أصابت شعبنا وأمتنا. ولا بد من ارساء القاعدة الاولى التي عبّر عنها اخواني الفلسطينيون من عرب ال 48 وهي ان الرباط الفلسطيني - العربي نعتز به ونريد ان يقوى. ونشير الى انه مرّ بمراحل واستوقفتني مقولة عبدالوهاب الدراوشة من ان الزيارة تعد علامة لمرحلة جديدة. أي أن هناك مراحل سابقة اشار اليها وليد صادق وكان في بعضها شعور بالغبن والألم والأسى منهم ومنا حينما لم يكن التواصل كما نريد ونبغي.
واقول: تحمست للقاء كمواطن من الشعب الفلسطيني يلتقي بإخوانه واول ما جلسنا ذكرنا يافا والناصرة وبير السبع وام الفحم والطيبة وكل هذه المناطق الفلسطينية، الحديث بدأ بأمر دقيق عن الاسئلة المليئة بالقلق والتوتر والتشكيك والاجابات حسمت الامر بعد ان أكد النواب العرب انهم يجمعون بين صفتين: الاولى هي اننا ابناء هذا الشعب وهذه الأمة، والصفة الاخرى هي اننا منتخبون من جمهورنا في الداخل للكنيست الاسرائيلي الذي نحن نعيش الآن في كيانه.
وهذا يذكرني بنقطة بلورناها في بيروت وهي انه بفعل النكبة تم تقسيم الشعب الفلسطيني الى اربعة اجزاء لكل منها خصوصيته - فلسطينيو 1948 داخل الكيان الاسرائيلي وله وضعه وخصوصيته، وهناك فلسطينيو 1948 - وأنا منهم - في الخارج، وفلسطينيو 1967 الذين وقعوا تحت الاحتلال، وفلسطينيو القدس التي تحدد لها وضع خاص.
وما قاله الاخوان العرب في الكنيست هو تأكيدهم على الجامع واحترام الخصوصية وتوظيفها لصالح الشعب، واحترام الخصوصية يعني انني لا أفرض عليهم موقفي لأن لهم ظروفهم ولا يطلبون هم مني ايضا ان اكون على موقفهم. وسعدت بمعرفة اخواني من خلال اسمائهم وانجازاتهم عن بعد.
الموقف الذي نأخذه واضح بالنسبة للتطبيع ان يكون حوارنا متضمناً قضايا اساسية منها الى متى يستمر الكيان الاسرائيلي في سياسته التي يتبعها منذ 1948 تجاه اهلنا ومصادرة الاراضي؟ ألم يحدث تحوّل خلال الاربعين عاماً الماضية في هذا الاتجاه وكيف السبيل الى وثقه لأنه ما زال بالغ الخطورة مع بروز الاتجاهات التي نراها.
ونقدر لكم مقاومتكم ولعل يوم الارض رمز من رموزها وهي ليست الوحيدة، ما نريد ان نسمعه منكم كيف السبيل، من ناحيتكم وكيف نتعاون معكم وما موقفكم في التجمع الاسرائيلي؟
واعتقد ان مصر العربية قلقة وتخدم على صُعد كثيرة. وسؤال عن البُعد الثقافي والهوية والى اين نجحت جهودكم من خلال المؤسسات القائمة التي تحافظ على اللسان العربي وتعمم التاريخ وأعلم انكم في منازلكم تصرون على عدم الحديث بغير اللغة العربية.
علي الدين هلال: اريد ان اقول ان التاريخ في النهاية لا تحسمه وثائق او قرارات للأمم المتحدة بل الحقائق على الارض. وأي وثيقة أو قرار للأمم المتحدة ما لم تسنده وقائع على الارض لا قيمة له ويصبح من الخطأ تصور ان قيام اسرائيل جاء نتيجة قرار الامم المتحدة بل جاء تقنيناً لوقائع قائمة على الارض كالوكالة اليهودية الى آخره. سياسة اسرائيل تقوم على تفريغ الارض الفلسطينية من سكانها العرب، ومن قرر منكم البقاء هم "ابطال" لأن وجودهم أدى الى الاحتفاظ بعروبة القدس وهوية الارض. البقاء على الارض له معنى والحفاظ على الهوية له معنى آخر وما قاله وليد صادق من ان الفلسطينيين الموجودين في الداخل ظلمتهم اسرائيل وردود الفعل من الدول العربية.
وأريد ان أستوضح فيكم توقعاتكم لردود الفعل الاسرائيلية المتوقعة على الزيارة خصوصاً وأنكم تعتزمون زيارة عمان ودمشق وان الطرف الاسرائيلي يستطيع لي الحقائق والذرائع ووصف زيارتكم بأنها مخالفة للنصوص القانونية.
وتدور في ذهني مجموعة من الاسئلة عن تأثير قيام السلطة الفلسطينية على الوطنية الفلسطينية بين الجمهور العربي في داخل اسرائيل ويقيناً فإن قيام السلطة غذى مشاعر معينة واعطى الامل للفلسطينيين في دولتهم المستقلة، والسؤال الآخر عن الجيل الجديد في ال 48 وانتماءاته العربية، وسبل الحفاظ على الهوية؟
- الدجاني: احب ان اضيف شيئاً هو ان اتفاق اوسلو ذكر انه لا علاقة للسلطة رسمياً بفلسطينيي 1948 بل سعت اوسلو ايضا الى قطع السلطة عن فلسطينيي 48 في الخارج. في السابق كان لنا مظلة واحدة هي الكيان الفلسطيني الواحد، والامر الجديد الذي نود استيضاحه كيف انعكست اوسلو على الوضع الفلسطيني وسبل العمل مستقبلاً للجمع بين الاجزاء الاربعة للفلسطينيين؟
- الدراوشة: نحن نعيش داخل اسرائيل في مجتمعات عربية تكاد تكون معزولة عن المجتمع اليهودي. حتى في المدن المختلطة هناك غيتوات عربية غير مندمجة في المجتمع الاسرائيلي الذي أقام الدولة على اساس انها دولة الشعب اليهودي، وعليه فهم لا يعترفون بنا كجزء شرعي من الدولة. ونحن حاولنا ان نصحح ذلك ليقولوا إنها دولة جميع مواطنيها لكنهم رفضوا ذلك. نحن نمارس حياتنا اليومية والسياسية على الهامش الديموقراطي واحتفظنا بعروبتنا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، نتحدث اللغة العربية في بيوتنا ونحافظ على مساجدنا وكنائسنا وعاداتنا وتقاليدنا وأفراحنا واحزاننا.
من يرد ان يبحث عن الثقافة العربية والعادات العربية الاصيلة يجدها عندنا في فلسطين بين فلسطينيي 1948. فنحن حافظنا لأننا أمام تحدٍ يستهدف طمس هويتنا العربية، وعندما اتجول في الدول العربية اجد اننا الاكثر حفاظا على التراث العربي.
والجيل الصاعد متمسك بعروبته وقوميته وثقافته بصورة اكبر من ايام الحكم العسكري، والجيل الجديد متحفظ ومدرك ويتعلم ويحافظ على عروبته العربية وقوميته ولا خوف على ابنائنا بل كان الخوف على جيلنا "نحن" في فترة الحكم العسكري. اليوم الجيل الصاعد هو جيل أم الفحم والنقب وشفا عمر والجليل والمثلث، لا يعرّف الواحد منهم نفسه إلا بأنه فلسطيني - عربي. الشاب في ام الفحم جاء وقال لا "إذا كنتم تريدون شهداء فنحن جاهزون". هذا هو مفهوم الجيل الشاب الصاعد.
- الدهامشة: نمارس على ارض الواقع اليوم سياسة الصمود والدفاع عن ما تبقى لنا من الاراضي وهي 5 في المئة فقط، وهناك نحو 250 الى 300 ألف فلسطيني تم تهجيرهم عن القرى الفلسطينية لاجئين في اوطانهم. لذلك كان لزاماً علينا النضال لتحسين الحقوق وان ندخل الحلبة البرلمانية وأنا اعني بذلك دخول الحركة الاسلامية الى الكنيست للمرة الاولى في العام 1996.
اما عن استخدام اللغة العربية فأروي لكم واقعة شهدها البرلمان الاسرائيلي حينما تحدثت فيه للمرة الاولى وبدأتُ حديثي بعبارة باسم الله الرحمن الرحيم ما أثار جنون النواب اليهود، ونداوم على هذا التوجه مرة كل اسبوع على الاقل، للتأكيد على الهوية. هناك واقعة اخرى فقد نجحنا في اقامة مصلى أطلقنا عليه "مسجد الحق" ونصلي فيه بصورة يومية داخل الكنيست.
وليد صادق: اعتقد ان سؤالكم عن الموضوع الثقافي هو نوع من "الجهل" فأنتم أخذتم نموذج المجتمعات العربية في الولايات المتحدة حيث لا توجد المدارس او المنتديات الثقافية التي يمكنها مواجهة الغزو الثقافي الاميركي الذي يتغلغل في عضام المهاجرين حتى النخاع. نحن نسمع مصريين يتحدثون في منازلهم في الولايات المتحدة بالانكليزية ولا يتقنون العربية وهنا ايضاً من يتحدث العربية ويطعمها بكلمات انكليزية.
أما ردود الفعل الاسرائيلية المتوقعة على الزيارة فنحن نحاول ان نكون حريصين على أن تتناسب مع كل خطواتنا مع القانون الاسرائيلي. وأحياناً نسعى لاستغلال القانون وتسخيره لمصالحنا الذاتية. نحن نحمل الحصانة البرلمانية ولنا الحرية في التحدث والزيارة والحوار والتصرف وفق احكام القانون واعتقد ان وجودنا في الكنيست لا يروق للاسرائيليين. والاستقطاب اليهودي يعد إحدى الوظائف المهمة جداً بالنسبة لنا داخل اسرائيل في اعتبار ذلك عاملاً مساعداً لكسر حدة التطرف والتمكن من ايجاد قناة توصل الآلام وأماني الشعب الفلسطيني الى داخل اسرائيل. وهنا تأتي اهمية خلق شريحة سلامية في داخل اسرائيل تتفهم العالم العربي وترى ان وجود اسرائيل واستمرارها كجزء من الشرق الاوسط يتم عن طريقة التوصل الى سلام عادل وشامل على المسار الفلسطيني وكل المسارات العربية الاخرى.
طلب الصانع: فلسطينيو 48 كانوا عاملاً اساسياً في إفشال المخطط الصهيوني بإقامة دولة يهودية خالية من العرب. عملياً وعلى ارض الواقع اليوم هناك دولة عربية واخرى يهودية في فلسطين كما نجحنا في افشال خطتهم الثانية وهي طمس الهوية بدءاً من المناهج الدراسية وتعليم الاطفال التاريخ والادب والدين اليهودي بدلاً من العربي والاسلامي والمسيحي. في احتفال يوم الارض الاخير أنشدت ابنتي ذات السنوات الثماني قصائد الشاعر محمود درويش بالعربية، اكثر من ذلك تقدمت الى الكنيست بمشروع قانون يدعو الى تغيير النشيد الوطني ليكون معبراً عن دولة العرب واليهود وان يتضمن كلمات عن السلام كما طالبت بتغيير العلم وضرورة ألا يتضمن "نجمة داود" فقط أو استبدالها "بحمامة السلام". فنحن من خلال وجودنا في الكنيست نعمل على تغيير طابع الدولة الاسرائيلية. واسرائيل غير معنية ان نتواصل مع العالم العربي فهي معنية بطمس هويتنا. وللاسف فإن بعض الدول العربية ساعدت اسرائيل في اهدافها عندما حاصرتنا.
الدجاني: الدول العربية التي كان لها دور في ذلك لوجود خصوصية معينة لكنها حرصت على التواصل الشعبي ودعم اهلنا في الداخل. ولا تكونوا حساسين تجاه بعض الدول التي لها ظروف معنية وحسابات اخرى.
الصانع: نحن نقدر الدول العربية في ظل الدافع السياسي لكن علينا ان ننظر الى الجوهر وليس الى المظهر. اما بالنسبة لتأثير قيام السلطة الفلسطينية على وضعنا فإن وجود السلطة الوطنية والاحتفال بالمناسبات القومية في الضفة والقطاع له انعكاس ايجابي، وضعف السلطة ينعكس علينا، نحن نطالب الدول العربية ومصر مساعدتنا في الحفاظ على المقدسات الاسلامية. مصر والاردن وسورية هي الدول التي عليها العائق الاكبر في انقاذ هذه المقدسات. وان دولة اسرائيل لا تزال تتعامل معنا كأمر واقع فرض عليها وتعتبره خطأً تاريخياً.
اتصالاً بذلك ماذا طلبتم من الرئيس مبارك والديبلوماسية المصرية. وفي حال التوصل الى اتفاق ما هي احتمالات مستقبل نتانياهو وخريطة حزب العمل المعارض؟
الدراوشة: نحن نتوقع من الديبلوماسية المصرية في اعقاب هذه الزيارة ان توثق علاقتها معنا كفلسطينيين في داخل اسرائيل وأن تساعدنا في المشاركة مع باقي الدول العربية في لقاءات ومؤتمرات عربية: المفكرون والاطباء والصيادلة والمحامون للإعداد للمستقبل. ونتوقع من الرئيس مبارك قبول الطلاب العرب في الجامعات المصرية. ونتوقع ايضا المساعدة من مصر في فتح الابواب العربية المغلقة وقبولنا كجزء شرعي من الأمة العربية فمصر يمكنها ان تسهم بدور كبير.
وليد صادق: اتوقع من الزيارة تقوية الآليات والوسائل لتعزيز مواقفنا. لماذا الجاليات اليهودية في كل انحاء العالم تساعد اسرائيل مالياً وبكل الوسائل ولا يوجد عربياً أي دعم لمشاريع فلسطينيي 1948 في الداخل على الصعيد الاجتماعي والثقافي؟
وهناك حقائق، ففي العام 1948 كنا 198 ألف فلسطيني نشكل 14 في المئة من السكان بينما الآن نحن نمثل 20 في المئة وتعدادنا خمس السكان 1،1 مليون مواطن وقوتنا الانتخابية 15 في المئة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.