عاش قصر الاتحادية الرئاسي في حي مصر الجديدة (شرق القاهرة) أمس يوماً تاريخياً جديداً مع تسلم الرئيس الجديد عبدالفتاح السيسي السلطة في مصر. وكانت جرت ظهر أمس مراسم تسليم السلطة للرئيس المصري الجديد داخل القصر الذي يعود إلى مطلع القرن الماضي حين افتتح كفندق قبل أن يتم تحويله إلى مقر رئاسي للحكم في مصر. وظهر القصر الرئاسي في شكل بهي، إذ انتشرت الإعلام المصرية في أرجائه ووضعت في منتصفه شاشة كبيرة عرضت المراسم، واصطف حرس الشرف والموسيقى العسكرية، وهي الإجراءات التي لم تحدث قبل نحو عامين حين تسلم الرئيس المعزول محمد مرسي رئاسة مصر. فحينها، خرج مرسي من المحكمة الدستورية العليا، حيث أدى اليمين القانونية، إلى مقر قيادة المنطقة المركزية العسكرية، وكان في استقباله رئيس المجلس العسكري السابق المشير حسين طنطاوي وفي حضور عدد من أركان الدولة. وبدا واضحاً أن مراسم استقبال السيسي أعدت جيداً هذه المرة، ليستعيد المنصب الرئاسي وقصر الاتحادية رونقه مجدداً بعدما كانت ضربته الفوضى في عهد مرسي. واستبق وصول الوافد الجديد عليه وصول الوفود العربية والدولية وكبار أركان الدولة المصرية، والذين جلسوا خارج القصر في ساحة أعدت خصيصاً لتكون في الواجهة لمشاهدة وصول السيسي، الذي دخل موكبه الرئاسي بوابات القصر عند الساعة الثانية ظهراً، بالتزامن مع إطلاق مدفعية السلام 21 طلقة قبل أن ينزل السيسي من سيارته التي توقفت أمام بهو القصر لتعزف الموسيقى العسكرية. وبدا واضحاً أن الطبيعة العسكرية لوزير الدفاع السابق لا تزال تغلب على شخصيته، إذ برزت جلياً لدى نزوله من سيارته الرئاسية ووقوفه أمام قائد حرس الشرف، الرائد محمد محسن، الذي دعاه لاستعراض قوات حرس الشرف التي اصطفت لتحيته، لتعزف موسيقى السلام بينما يستعرض السيسي القوات، موجهاً نظره إلى قوات الحرس، والمشي على سجادة حمراء بخطوات عسكرية اعتاد عليها المصريون منذ أن كان السيسي يشغل منصب وزير الدفاع. وسار خلفه كبير الياوران، وإلى جواره قائد الحرس قبل أن يصل إلى نهاية الممشى ويلتفت إلى ناحية سلم القصر الذي كان يجلس على جانبيه ضيوف مصر، حيث أومأ إليهم السيسي برأسه لتحيتهم. ثم اُعلن في أرجاء القصر عن بدء عزف السلام الوطني، فوقف السيسي، كالعسكريين ممشوق القوام واعتلى نظره إلى علم مصر مؤدياً السلام الوطني الذي ردده أيضاً الضيوف. بعدها استدار السيسي في مواجهة بوابة القصر ليستقلبه الرئيس المنتهية رئاسته عدلي منصور، ويبدأ بعدها السيسي في الاستقبال والترحيب بالوفود العربية والدولية، ودعوتهم إلى الدخول إلى القصر الرئاسي. وكان في الطليعة العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين، وملك البحرين حمد بن عيسي، وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد، ثم ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي ظل يتبادل مع السيسي كلمات الترحيب والاصغاء في حوار بدت علية الحميمية لفترة. واختتم السيسي استقباله بالترحيب بزملائه السابقين في الجيش، وكان في مقدمهم رئيس الأركان محمود حجازي وقادة الأفرع الرئيسية في الجيش الذين ألقوا على السيسي التحية العسكرية وبدت على ملامحهم الفرحة الكبيرة بوصول قائده السابق إلى سدة الحكم في مصر. بعدها دخل السيسي إلى البهو الرئيسي للقصر الرئاسي وجلس إلى جوار سلفه عدلي منصور، وكان لافتاً أن يجلس منصور على اليمين قبل أداء السيسي اليمين القانونية داخل المحكمة الدستورية، قبل أن يتبادلا الموقع داخل القصر الرئاسي.