نشاهد في حياتنا اليومية نقاطاً خضراء على الخبز، أو ما يشبه الغيم الأبيض على قطع الجبن، أو بعض الدوائر المخملية على الفواكه، أو لوناً رمادياً على قطع من السجق. إنه العفن. والعفن عبارة عن كائنات فطرية دقيقة تعيش وتترعرع وتقتات على المنتجات الحيوانية والنباتية، وبعض هذه الكائنات يمكن أن يسبب الحساسية ومشكلات في الجهاز التنفسي، وبعضها الآخر قد ينتج سموماً تثير المرض لمن يتناولها أو يستنشقها أو تلامس جلده. وهناك أنواع من العفن تفرز سماً اسمه أفلاتوكسين يعد من أخطر المواد المسببة للسرطان. إن أغلب أنواع العفن تفضل البيئة الدافئة، لكنها تستطيع النمو في داخل البراد (الثلاجة) وحتى في غسالة الصحون لأن الرطوبة تساعد على نموه وتكاثره. إذا كان العفن يغطي جزءاً من سطح الطعام أو يطغى على كامل السطح فمن الضروري رميه في الزبالة على الفور، وعدم شمّه إطلاقاً، لأنه قد يعرّض لمشكلات كبيرة في الجهاز التنفسي، مثل التهيج في الأنف والحلق، وضيق التنفس، واحتقان الأنف والجيوب الأنفية، والسعال المتقطع. لا تشتر طعاماً عليه عفن، ويجب فحص المشتريات الغذائية بدقة للتأكد من خلوها منه، خصوصاً اللحوم المعالجة والمطبوخة والمقددة، وكذلك الفواكه والخضار. ولا بد من التأكد من سلامة الأطعمة المجاورة للطعام المتعفن لأن العفن يمكن أن يصل إليها بسهوله. لا تنس الآتي أو تتناساه: إن النظافة أمر حيوي للسيطرة على العفن، والتخلص من الجزء المتعفن من الطعام وتناول الباقي لا يحمي من السموم، لأن هناك احتمالاً كبيراً أن تكون السموم قد انتشرت إلى بقية أجزاء الطعام.