تنطلق اليوم، النسخة العاشرة من «الربيعي» في محافظة النعيرية، وأدخل المنظمون أنشطة وفعاليات جديدة، لاستقطاب الزوار، ويطمحون إلى كسر حاجز مئة ألف زائر. فيما أعلنوا عن توزيع جوائز بمناسبة مرور 25 سنة على تولي أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد منصبه. واستحدث المنظمون مقراً خاصاً بالنساء في القاعة الرئيسة للمخيم، ويفصلهن عن الرجال حاجز زجاجي، ويمكنهن من مشاهدة الفعاليات مباشرة. كما يحتفل منظمو المخيم بمناسبة مرور 10 سنوات على انطلاقته، إضافة إلى إصرارهم على جعله «مجانياً» أمام جميع الزوار والمتنزهين، بما في ذلك خدماته، التي تشمل توفير المياه المحلاة والنظافة والجولات الصحية للكشف على المرضى في أماكن التخييم المنتشرة في صحراء المحافظة. وأوضح رئيس اللجنة العليا المنظمة للمخيم محافظ النعيرية سليمان بن جبرين، في حوار مع «الحياة»، أهم الأسباب التي أدت إلى استمرار المخيم للعام العاشر على التوالي. ما الخدمات والفعاليات التي يقدمها المخيم الربيعي؟ - نعتبر المخيم في هذا العام مخيماً تطويرياً، وذلك بمناسبة مرور 10 سنوات على انطلاقته، وأدخلنا تغييرات جذرية في مقر المخيم الرئيس. كما أدخلنا إضافات كبيرة في الجانب الخدمي والفعاليات، وسيتضح ذلك من خلال جدول الفعاليات. والمخيم يقدم خدماته مجاناً للزوار كافة، سواءً المياه المحلاة أو النظافة والصحة وغيرها. ما سبب إعادة بناء وتوسعة قاعة الأمير محمد بن فهد؟ - مساحة القاعة كانت 800 متر مربع، أما الآن فهي 1750 متراً مربعاً. وأدخلنا الزيادة لسببين، الأول ان بعض الفعاليات تشهد حضوراً كبيراً من الجمهور. والثاني، وهو الأهم، استحداث قسم للنساء داخل القاعة، يفصلهن عن الرجال حاجز زجاجي يمنع الرؤية، وسيمكنهن من متابعة الفعاليات مباشرة، الثقافية، والدينية، والتراثية، والشعبية. كم عدد الزوار المستهدف خدمتهم خلال إجازة الربيع؟ - نسعى إلى استقطاب مئة ألف زائر، بعد ان وصل عددهم في العام الماضي، إلى 80 ألفاً. ونتوقع زيادة العدد لتزامن انطلاق المهرجان مع إجازة منتصف العام الدراسي في بعض دول الخليج، مثل الكويت، وقطر، والإمارات، إضافة إلى السعودية. ونتوقع كثافة في الزوار، وبخاصة بعد هطول الأمطار في الأيام الماضية، وتحسن الأجواء، إذ سيكون ذلك مغرياً للتنزه. خدمات في المخيمات وعلى الطرق ما نوع الخدمات التي يقدمها المهرجان؟ المخيم - لبينا 1870 طلباً خلال الشهرين الماضيين. وغالبية الطلبات كانت في نهاية الأسبوع. ونعمل على توصيل المياه المحلاة إلى مخيمات المتنزهين، ويرفع طاقم النظافة نحو 30 طناً من النفايات في نهاية الأسبوع. كما تقوم اللجنة الصحية بجولات ميدانية على المخيمات، إضافة إلى استقبالها المراجعين في المخيم الرئيس يومياً. وأكثر المرضى من كبار السن والأطفال، المصابين بنزلات البرد، والربو، والسكر، والضغط، إضافة إلى جروح خفيفة، وبخاصة بين الأطفال. ما نطاق الخدمات التي يقدمها المخيم على طرق المحافظة؟ - تمتد المسافة التي يخدمها المخيم نحو 30 كيلومتراً، وبخاصة على طرق الدمام، والساجي، وحفر الباطن، ووادي المياه. واخترنا هذه الطرق بناءً على دراسة، حددت الإمكانات، من سيارات وصهاريج ماء، وغيرها. ونضطر أحياناً إلى تقديم خدمات خارج نطاق هذه المساحة، لظروف معينة، ولكنها لا تؤثر على أداء العمل. ووضعنا مقراً لخدمة المتنزهين على طريق الساجي، وذلك بسبب كثرة القادمين منه، ورغبة في تقديم الخدمات بالقرب منهم. واقترحت دراسة للجان المخيم افتتاح المقر، وأسهم افتتاحه في تخفيف العبء علينا. ما جديد الفعاليات هذا العام؟ - حاولنا دمج أفراد المجتمع في الفعاليات، سواءً الأسرية والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة. ونهدف إلى تبيان أن الجميع مجتمع لا توجد بينهم فوارق، وبخاصة الأيتام وذوي الاحتياجات، وعملنا على أن تكون الفعاليات ذات بعد إنساني. ولماذا لا يكون الدخول بمقابل مالي؟ - طرحنا فكرة «التذاكر» قبل سنوات، لكن رأينا أن ما يميز المخيم هو مجانيته إضافة إلى أمور أخرى. نعم هذه الميزة ضريبتها كبيرة ومتعبة، لكن من الصعب أن ينافسنا أحد، فهدفنا تقديم خدمات وإعطاء صورة حقيقية عن المحافظة، وليس الربح. لماذا اقتصرت فعاليات المخيم على إجازة الربيع فقط، فيما كانت في السابق، تصل لأكثر من شهرين؟ - لاحظنا في السنوات الماضية أن الفعاليات، التي تمتد لشهرين حتى إجازة الربيع، لا تترك أثراً. كما أن الحضور يكون قليلاً، وبخاصة مع وجود فعاليات في مناطق أخرى، لذلك توصلت لجنة الدراسات في المخيم إلى تركيز الفعاليات في إجازة الربيع فقط. فيما تقدم الخدمات في وقت مبكر، ونجحنا في ذلك. والدليل الإقبال الكبير من المتنزهين والزوار. نلاحظ الزحام أمام مقر المخيم، هل فكرتم في استحداث مواقف أخرى لاستيعاب سيارات الزوار بجانب المخيم؟ - المواقف موجودة، ولكن الوقت لم يسمح بإنارتها، كما هي حال المواقف الموجودة أمام البوابة، في الجهة الشرقية للمخيم. ولكن إذا بقي المخيم في موقعه في العام المقبل، ستتم سفلتتها وإنارتها، لاستيعاب سيارات الحضور وزوار الخيمة التسويقية. من القصيم إلى الأحساء فحائل نلاحظ أن القرية الشعبية في المخيم أسهمت بنقلة لفعاليات المخيم، كيف تنظرون إلى أهمية إضافة هذه الفعالية وبخاصة خلال الفترة الأخيرة؟ وهل هناك نية لدعوة قرية شعبية من دول الخليج تشارك في المخيم؟ - المخيم في حد ذاته تراثي، وخرجنا من كونه مهرجاناً، إذ تكثر المهرجانات، وبالنسبة لنا ليس هنا غير مخيم النعيرية. وكل ما يقدم فيه يندرج تحت التراث. وبالنسبة للقرية الشعبية في المخيم؛ كانت في العام الماضي عن تراث القصيم. وهي مخصصة لتراث الأحساء هذا العام، وفي العام المقبل سنقيم قرية لتراث حائل. وهذا التنويع بسبب تنوع زوار المخيم من دول الخليج والأجانب، ما يعطينا فرصة لإعطائهم صورة عن التراث السعودي المتنوع من جميع المناطق. ومن الممكن تبني قرية تراثية لإحدى دول الخليج، لكن ذلك لن يتم إلا بعد أن نستضيف كامل التراث السعودي، ونغطيه بالكامل تحت مظلة واحدة. هل هناك نية لنقل موقع المخيم العام المقبل، أو استحداث برامج ولجان أخرى؟ - لدينا مقر خاص بأهالي المحافظة، على طريق الدمام، وسيتم الانتهاء من إنشائه خلال الشهرين المقبلين. أما نقل المخيم فيحتاج إلى دراسة، وهي فكرة موجودة لدى اللجان، وفي حال وجدنا ان الإيجابيات أكثر فلن نمانع من نقله. وفيما يتعلق باستحداث لجان؛ نحن لا نحرص على كثرة اللجان، بقدر حرصنا على جودة الإنتاج، ولكن متى ما دعت الحاجة؛ سنضيف لجاناً أخرى. حصد المخيم جائزة السياحة في «التميز لدعم السياحة الشتوية»، كيف تنظرون إلى هذا التكريم؟ وما مدى إسهامه في رفع الأداء الإنتاجي للمخيم؟ - هذا التكريم لأهالي المحافظة كافة، خصوصاً الذين دعموا المخيم في بداياته، وأعطوا إشارة واضحة وصريحة أن المخيم يعمل على خدمة سياحية كاملة للمتنزه، وفائدة اقتصادية لأبناء البلد. من يقف خلف هذه الإنجازات التي حققها المخيم؟ - دعم أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد، منذ انطلاقة المخيم، قبل 10 سنوات، وهذا الدعم يأتي لقناعته بما يقدمه المخيم من خدمات وفعاليات، وما يحققه من أهداف ارتقت إلى أن أصبحت محافظة النعيرية ركناً رئيساً في دعم السياحة الشتوية الخليجية. كما نفخر بقيام المخيم على أيدي شباب المحافظة، ويدل هذا على كونه منتجاً وطنياً مئة في المئة، وما يزيد الفخر حصوله على جوائز، ما يعني أن الشاب السعودي قادر على تقديم المميز إذا أتيحت له الفرصة، وحرية اتخاذ القرار، وهذا ما حدث لأبناء المحافظة، واكتسبوا على مدى السنوات الماضية خبرة سياحية كبيرة، وبخاصة في كيفية التعامل مع الناس من مختلف الفئات.