تسبب الطلب الكبير والهوس بجلب العاملات المنزليات في ظهور «تقليعات» جديدة وخطيرة، منها انتحال شباب من جنسيات مختلفة شخصية «خادمة»، ومن ثم يطرقون أبواب المنازل بحثاً عن عمل، بيد أنهم يحملون في نفوسهم مصائد المكر وأهداف السرقة. حالات انتحال عدة لشخصية عاملة منزلية سجلتها منازل في محافظة جدة، كان الهدف منها هو السرقة أو ترهيب أفراد الأسر، خصوصاً في أوقات الدوام الرسمي للموظفين. انتحل الكثير من الشبان من جنسيات مختلفة شخصيات العاملات لاقتناعهم بأن من أحلام غالبية الأسر، خصوصاً ذوات الدخل المحدود الحصول على «عاملة» تضطلع بخدمتها في أعمال المنزل وتربية الأطفال، وهو ما جعلهم يعزفون على هذا الوتر وينتحلون هذه الشخصية من طريق ارتداء العباءة وطرق الأبواب. وفي هذا الصدد، تحدثت «الحياة» إلى إحدى الأسر التي تعرضت إلى موقف من هذا القبيل، بطلاه شابان، تروي أم محمد (ربة المنزل) القصة، فتقول إن شابين ارتديا عباءات نسوية وبدءاً في طرق الباب الخارجي للمنزل، وعند سؤالهما عن هويتهما أكدا لها ب «صوت نسائي خافت» أنهما «خادمتان» يرغبان في العمل لديها. وتابعت: «لم أتردد كثيراً في فتح الباب وعند دخولهما إلى المنزل بدت عليهما علامات الرهبة والخوف والارتباك لينكشف أمرهما، وبدأت في التخلص منهما، إذ عندما بدأت في رفع صوتي انطلقا بسرعة نحو الباب وخرجا»، مشيرة إلى أنها شاهدت ملابس رياضية من وراء العباءات التي يرتدينها للتمويه على الناس». من جهتها، استشهدت «أم علي» بقصة «الفيليبيني» المعروفة الذي عمل في منزل إحدى الأسر سعودية في جدة لمدة تجاوزت سبعة أشهر على أنه فتاة «شغالة» وليس رجل، إذ إن مظهره الناعم وملامح وجهه لم تثر أي شكوك حول «جنسه»، ولم يكتشف أمره طوال هذه المدة أنه شاب من «الجنس الثالث» سوى إدارة الترحيل التي اكتشفت أثناء ترحيله إلى بلاده هذه الحقيقة المستبعدة. وأرجعت أم علي الأسباب التي دفعت بهؤلاء الشباب إلى «انتحال» شخصية الشغالات في طرق الأبواب إلى انسياق الناس خلف ما يسمى ب«الموضة» التي استشرت بين الأسر السعودية المتمثلة بضرورة اقتناء «شغالة»، وهو ما أفضى ب «ضعاف النفوس» إلى التفكير في انتحال شخصيات هذه الفئة لتحقيق مآربهم الدنيئة في سرقة الناس من بيوتهم تحت غطاء الشغالات.