مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يُنظم مؤتمرًا دوليًا في كوريا الجنوبية حول "تحديات وآفاق تعليم اللغة العربية وآدابها"    في نقد التدين والمتدين: التدين الحقيقي    ارتفاع أسعار الذهب    550 نباتاً تخلق بيئة نموذجية ب"محمية الملك"    "المرويّة العربية".. مؤتمر يُعيد حضارة العرب للواجهة    وزير الدفاع يستعرض العلاقات الثنائية مع "كوليبالي"    أمطار ورياح مثيرة للأتربة على عدد من المناطق    تفاصيل صادمة ل«طفل شبرا».. شُقَّ صدره وانتُزعت عيناه وقلبه لبيعها    «كلاسيكو» تأكيد الانتصار أم رد الاعتبار ؟    اللذيذ: سددنا ديون الأندية ودعمناها بالنجوم    السعودية.. الجُرأة السياسية    برئاسة آل الشيخ.. إحالة تقارير ومقترحات ل«الشورى»    «التعليم»: أولوية النقل للمعلمين لنوع ومرحلة المؤهل العلمي    80 شركة سعودية تستعرض منتجاتها في قطر    برعاية ولي العهد.. 600 خبير في ملتقى الرياض لمكافحة الفساد    مساعدات إيوائية لمتضرري سيول حضرموت    5 مشروبات تكبح الرغبة في تناول السكَّر    سمو ولي العهد يهنئ ملك مملكة هولندا بذكرى يوم التحرير في بلاده    انطلاق بطولة كأس النخبة لكرة الطائرة غدا    محافظ الطائف يناقش إطلاق الملتقى العالمي الاول للورد والنباتات العطرية    «عكاظ» ترصد.. 205 ملايين ريال أرباح البنوك يومياً في 2024    المجرشي يودع حياة العزوبية    القضية المركزية    تدخل عاجل ينقذ حياة سيدة تعرضت لحادث مروري    وصول التوءم السيامي الفلبيني إلى الرياض    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على بدر بن عبدالمحسن    ثلاثة آلاف ساعة تطوعية بجمعية الصم بالشرقية    صندوق البيئة يطلق برنامج الحوافز والمنح    هدف لميسي وثلاثية لسواريس مع ميامي    القادسية لحسم الصعود أمام أحد.. الجبلين يواجه العين    100 مليون ريال لمشروعات صيانة وتشغيل «1332» مسجداً وجامعاً    السعودية وأميركا.. صفحة علاقات مختلفة ولكنها جديدة    وزير الموارد البشرية يفتتح المؤتمر الدولي للسلامة والصحة المهنية    فيصل بن نواف: جهود الجهات الأمنيّة محل تقدير الجميع    فيصل بن مشعل: يشيد بالمنجزات الطبية في القصيم    "سلمان للإغاثة" يُدشِّن البرنامج الطبي التطوعي لجراحة القلب المفتوح والقسطرة بالجمهورية اليمنية    أمراء ومسؤولون وقيادات عسكرية يعزون آل العنقاوي في الفريق طلال    فلكية جدة : شمس منتصف الليل ظاهرة طبيعية    باسم يحتفل بعقد قرانه    البحث عن حمار هارب يشغل مواقع التواصل    تأملاّيه سياسية في الحالة العربية    60 طالباً وطالبة يوثقون موسم «الجاكرندا» في «شارع الفن» بأبها    الدور الحضاري    رحيل «البدر» الفاجع.. «ما بقى لي قلب»    المعمر، وحمدان، وأبو السمح، والخياط !    ورحل البدر اللهم وسع مدخله وأكرم نزله    عزل المجلس المؤقت    يوفنتوس يتعادل مع روما في الدوري الإيطالي    "جاياردو" على رادار 3 أندية أوروبية    تقدير دعم المملكة ل "التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب"    مهرجان الحريد    شاركني مشاكلك وسنبحث معاً عن الحلول    وزير الدفاع يستعرض العلاقات الثنائية مع "كوليبالي"    إستشارية: الساعة البيولوجية تتعطَّل بعد الولادة    آل معمر يشكرون خادم الحرمين الشريفين وولي العهد    النملة والهدهد    لا توجد حسابات لأئمة الحرمين في مواقع التواصل... ولا صحة لما ينشر فيها    كيفية «حلب» الحبيب !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد الكبيسي: من يشهر الحلال والحرام في وجه المشاريع الحضارية «أحمق»!
نشر في الحياة يوم 30 - 11 - 2010

أحمد الكبيسي رجل تجاوز ال 70 من عمره ومع ذلك تجده شاباً في ال20، لأنه حفظ نفسه في الصغر فحفظته في الكبر، عراقي الأصل والنشأة ولكن رغم صعوبة طبع العراقيين إلا أنه انتهج الرحمة في تعاملاته، واستبدل منظر الدم الأحمر ببياض الروح، يشغله هم الأمة ويرى أننا لا نزال لا نجيد التعامل مع المتغيرات فيضحك علينا الكل ونصبح دائماً في مؤخرة الركب! لا يؤمن بالتعددية ويرى فيها تنوعاً وتماشياً مع التطورات التي يتغير بها الزمن.. متابع للشأن السعودي ويوجه الدعوة للحاق بالركب وفتح المجال لعلماء الظل ليصلوا بالمجتمع وأهله إلى المكانة التي تليق بهم.. عاش طفولة صعبة جعلت منه رحمة لأبنائه العشرة فلم يحرمهم شيئاً بل يرى أن هيبة الأب مع أبنائه خيبة لا طائل منها... فإلى تفاصيل الحوار:
هل هناك شيء مسلوب من طفولتك يعتب عليك حتى الآن؟- إن طفولتي نفسها هي التي سلبت مني، فقد نشأت في بيئة شبه بدوية تفرض على الصبي أن يكون رجلاً من سنواته الأولى، فلا ألعاب ولا مرح ولا مزاح، وملابسه لا تختلف عن ملابس أبيه، العقال ومستلزماته، ولهذا نشأت عندي عقدة حذاء الرياضة الأبيض، ولعب الأطفال، وإني الآن أغالي في توفير هذين الأمرين لأطفالي، فعندنا في البيت أكداس من هذا وذاك، وقد أنعم الله علي بعشرة أولاد ست من الإناث وأربعة من الذكور، وقد جعلت طفولتهم طفولة سعيدة بمعنى الكلمة، إذ ملأت قلوبهم بالحب وليس في حياتهم لحظة خوف واحدة. قلق الأمهات، وتعب قلوبهن.. ألم يلجمك عن شيء يوماً ما؟- النساء في العراق أشقى نساء الأمة، لأن المرأة في العراق هي الشغالة الوحيدة في البيت، إذ لم يعرف العراقيون إلى اليوم ظاهرة الخدم في البيوت.. هكذا نشأت وأنا أرى معاناة أمي وأخواتي الست في بيت شرقي مترامي الأطراف، بارد شتاءً حار صيفاً ليس فيه كهرباء، والضيوف فيه دائماً في كل يوم.. وهذا يعني أن المرأة في هذا البيت وكل البيوت تعمل أكثر من خمس عشرة ساعة متواصلة عملاً شاقاً من طهو وخبز وتنظيف وغسل عشرات الأواني ثلاث مرات في اليوم، إن هذه المعاناة لنساء البيت هي التي جعلتني نصيراً للمرأة بشكل حاد وجاد وعنيف وقد شاء الله أن يكون لي إسهام في وضع بعض قوانين الأحوال الشخصية فتقربت إلى الله بوضع بعض المواد التي توفر للمرأة حقوقها نسبياً. كونك من العراق، أهي نعمة أم نقمة ولماذا العراق على صلة وثيقة بالدم.. وحتى متى يسلط عليه حكام ظلمة؟- أن تكون عراقياً نعمة ونقمة.. نعمة أن الله جعل في العراق خزائن علمه وخزائن نعمه، فالعلم عراقي والثروة عراقية، وهم أول شعب على هذه الأرض ومنه خرجت الرسالات والحضارات إلى العالم. ونقمة لأنك في العراق لن ترضي أحداً ولن يرضى عليك أحد حتى لو كنت علي بن أبي طالب، فهم لا يصبرون على طعام واحد، وهم لن يوالوك حتى لو بايعوك ونادراً ما يبايعون، وذلك من فرط اعتزاز كل فرد فيهم بنفسه، وفيما عدا ذلك فهم شعب علم وحرب وكرم وأصالة. خطبتك الشهيرة بعد الاحتلال الأميركي.. كيف وجدت المنبر آنذاك؟- المنابر في العراق تألفني في كل محافظاته فما من منبر- تقريباًَ - إلا كانت لي وقفه عليه ومحاضرة مشهورة في أي مناسبة، لذا كان لقائي بمنبر أبي حنيفة بعد عودتي إلى العراق من فراق دام خمس سنوات لقاء حميماً، إذ وصلت بغداد يوم الأربعاء، فتسامع الناس بعودتي فبدأت الجموع تأتي لزيارتي، وكان الحديث عن وجوب أن نفعل شيئاً في هذا الموت المرشوش على شوارع بغداد، فكل شيء فيها نائم على الأرض، أشجارها وأعمدة النور فيها وجدرانها ومعالمها والدبابات المحترقة والأسلحة المتناثرة والعتاد المتراكم في الصناديق تملأ الشوارع، وكان أن حاولت إقناع بعض الأطياف السياسية والحزبية الإسلامية بقيادة الجماهير نحو مظاهرة أو محاضرة فلم يستجب لي أحد، بل قالوا إن هذه فتنة هوجاء لا يجوز أن نعرض أنفسنا فيها للتهلكة. فتقدمت أنا وأعني أني سألقي خطبة الجمعة في جامع أبي حنيفة.. وتسامع الناس.. فزحفت الجماهير في بغداد والمحافظات المجاورة.. فكانت تلك الخطبة والمسيرة والمظاهرة التي حركت العراق كله ولأول مرة تتخلف الأحزاب المناوئة للاحتلال ويتقدم المستقلون، وهذا ما جعل العراقيين جميعاً في صوت واحد شيعة وسنة وأكراداً ومسيحيين وكان النجاح صاعقاً، أيقظ المحتلين، وأوغر صدور الحزبيين.. فتضافر الطرفان على إخراجي من العراق مرة ثانية كما هو أنا الآن، والتفاصيل في هذا الموضوع كثيرة ومؤلمة غير أني واثق من أنني سأعود بعون الله وتوفيقه عودة في نفس الإطار المستقل الموحد لكل العراقيين بعيداً عن حساسيات الأحزاب والهيئات والطائفيات إن شاء الله. لك تقاطعات سياسية لكنها تتم على استحياء؟- سؤال يدل على ملمح ذكي.. والجواب واضح، تلك آداب الضيافة في هذه الأمة المضيافة، فمن آداب الضيف ألا يكون متشوقاً.. بحيث يحاول أن يمد بصره إلى داخل البيت من مكانه في المجلس ومن آدابه أيضاً ألا يتنقل في المجلس إلا بإذن مضيفه، وألا يرفع صوته - عند الحديث - فوق صوت صاحب البيت، وأن تكون كل علاقة بينهما علاقة المنعم على المنعم عليه، وشكر النعمة عبادة عظيمة ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، خصوصاً إذا كان هذا المضيف الكريم قد أنقذ حياتك مرتين وهو يغمرك بفضله في كل آن..أما إذا أردت أن تكون ضيفاً عابثاً.. فاذهب إلى أهلك وافعل هناك ما تشاء، وحينئذ لن يلومك أحد على ما تفعل هناك بأهلك وعند أهلك.أجد نفسي مديناً لدولة الإمارات بالكثير، من 30 عاماً حتى اليوم وللشيخ زايد والشيخ محمد بن راشد بشكل خاص، وأرجو أن أموت قبل أن يصدر مني أي موقف أو تصريح أو قول ربما يضر بمصالح هذه الدولة المفخرة للعرب في عصرهم هذا. ماذا يهمك أكثر أن يقرأ الناس عقلك، أم يطرقوا بك أبواب عقولهم؟- هوايتي المفضلة أن أطرق عقول الآخرين وأطوف بهذا البستان الجميل الذي أبدع الله فيه كل الألوان والأحجام والأنواع، ومن احترم عقول الآخرين شاركهم فيها، وهي أكرم ما خلق الله عز وجل من مخلوق فبالعقل يعطي ويأخذ ويحاسب ويمدح ويذم، وبه يخلد الناس هنا أو هناك، في الجنة أو النار.رجال الدين حولنا كيف ترى حال رجال الدين في المنطقة العربية؟- رجال الدين في مجال الفتوى والشعائر ممتازون كلهم من حيث إن هذا الشرع الشريف حمال أوجه يتسع لشدائد ابن عمر ورخص ابن مسعود ومداعبات نعيمان، ويتطلع مع اختلاف الزمان والمكان، أما في السياسة فقد كبت جيادهم لأنهم وجدوا أنفسهم في غمارها من غير إعداد مسبق ولا دراية كافية، ورجال الدين هم الذين أفسدوا حال الصومال والعراق ولبنان والبقية تأتي على المستوى السياسي. بين أهل الفقه وأهل الحديث حرم المجتمع من حياة أسهل.. إلى متى وهذان الجناحان لهما السطوة في حياتنا؟- لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بهذين المنهجين، وأنت حر في اختيارك من غير أن يدعي أحد الوصاية عليك، فلكل مجتمع أو مدينة أو أسرة مزاجها وثقافتها ونظرتها، وما جعل الله على أحد من حرج..كل المطلوب هو عدم الالتفات إلى من يزعمون أنهم هم وحدهم الناجون من الفرقة الناجية.. وهؤلاء موجودون في كل أجزاء الدنيا والدهر، فهم قانون الشرائع (فاحتمل السيل زبداً رابياً) والسيل هو الشرائع السماوية، والزبد هؤلاء القتلة والمفكرون الذين ما خلا منهم عصر ولا دين ولا نبي وسرعان ما يزول زبد ليحل محله زبد جديد إلى يوم القيامة. عندما تسمع عن شباب وقد تحولوا إلى قنابل متفجرة.. بماذا تحدث نفسك؟- أنا أشك كثيراً في حكاية هؤلاء الاستشهاديين لأن واحداً لم يذكر لنا اسم واحد منهم أو أسرته أو مكانه.. ولا يعقل أن آلاف الحوادث من هذا القبيل أعلن عنها في كل أجهزة الإعلام على أنها حوادث إرهابيين، ثم لم يقل لنا أحد من هذا الإرهابي ومن أي قوم وما اسمه وعمره وعمله.. إلا أن الحديث وقع، كيف؟ حصل تفجير في حافلة أو متجر أو مسجد ومات كثيرون ولم يعرف أحد من هذا الذي فعل..! أعتقد أنك تحتاج إلى نسبة كبيرة من الغباء لكي تصدق حكاية (الانتحاري) المجهول. محاكمة المثقفين وتفسيقهم.. هل تراها بدعاً أم مناخاً للحرية؟- بصراحة هؤلاء المثقفون محظوظون لأنهم صاروا مثقفين بسهولة، فأبي خيبان ينتقد الإسلام أو أحد رموزه وثوابته فتفتح له الفضائيات وأجهزة الإعلام والأقلام، فيقال عنه مثقف ويطير ذكره وتؤلف عنه الكتب.. والأمثلة على ذلك كثيرة، مثل سليمان رشدي ونحوه وهم معروفون هنا وهناك. لماذا يخاف رجال الدين من سطوة الثقافة والمثقفين؟ ولماذا خسر المثقفون المعركة مع رجال الدين؟- في الحقيقة إن مَن خسر المعركة ليسوا المثقفين فقط بل هم ورجال الدين الموظفون تحت عنوان طائفي أو حزبي أو فئوي أو نحو ذلك.وأعتقد أن هذه اللعبة التي دامت منذ النصف الثاني من القرن ال 20 وإلى الآن قد انتهت.. ولننتظر لنعرف من التالي. هل تؤمن بأن التطبيع السياسي يجب أن يلحقه التطبيع الثقافي؟- ثق بأنه ليس هناك تطبيع سياسي فقد فشل فشلاً هادئاً غير معلن، والمطبعون أشقى الناس لأن كل من يطبع يلقى به خارج اللعبة مباشرة ويموتون بشكل غامض، لقد بات واضحاً لكل الناس أن أموراً كثيرة لا تزال سراً من الأسرار الخالدة كقضية أوسلو وفتح وقريع. الحلال والحرام لماذا نشهره في وجه كل مشاريعنا الحضارية؟- حماقة ... مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنتم أدرى بشؤون دنياكم) ولكن المرء عدو ما جهل.. لقد حرم بعض المفتين في قديم العراق السيارة والقطار أول ما نزلت وقبلهم قالوا إن في الساعة جنياً هو الذي يحركها.. وأنت تسمع الآن أن جمعاً غفيراً من الناس يرجعون كل ما يصيب الإنسان من سوء إلى السحر.. فالساحر عندهم هو الذي يحرك هذا العالم.. وهذه الدنيا تتسع لهؤلاء وأولئك. ولكن الدنيا تعمر بمن يعمر بعقولهم الجوالة هو العجز والأصالة معاً. يرى البعض أن تسييس العمل الإسلامي أفضل حصن يتحصّن به ذووه؟ وهل يستهويك مسمى (التيار الإسلامي المستنير)؟- في العمل الإسلامي حلول لكل معضلة ما لم يكن مسيّساً، فالمسلم المستنير هو أبو حنيفة، والرازي، وابن حزم، ومتولي الشعراوي، وسيد قطب، وأمثالهم كثير، وليس هذا الذي تقصده أو تعنيه، وأعني بالمستنير هنا بالمعنى التاريخي: وهو استعمال الرأي والعقل والفكر وجميع القواعد الأصولية التي وضعها علماء الأصول، وليس فلان وفلان من المتعلقين بأهوائهم من دون مرجع وبصيرة من أصل شرعي (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة) أي دليلي، والأدلة متنوعة ولكلٍ دليله.. إلا الهوى فلا دليل له.التعددية والمرجعية التعددية مصطلح يرعبنا ويحجمنا عن التواصل مع الآخر.. ما الذي يجعلنا نتوجس خيفة من هذا المصطلح؟- التعددية هي التي أنشأها أبو بكر حين قال: «لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم تقبلها»، ولسوء حظها أنها قمعت بقيام الملك الأموي العضوض واستمرت إلى اليوم. ينادي البعض بعملية تحديد الإطار المرجعي لهذه الأمة من جديد.. هل تشعر بأننا بحاجة ملحة إلى ذلك- المسلمون عموماً تنقصهم المرجعية، وقد أعدمت بفعل الخطة التي وضعها (حكماء كوليرادو)، وهو كتاب مطبوع، اقرأه لكي تعلم صاحب فكرة إلغاء المرجعية الإسلامية لأهل السنة فقط ولماذا؟ أما الطوائف الإسلامية الأخرى وغير المسلمين فهم يتمتعون بمرجعيات فاعلة ومطاعة وتوحد الطائفة وتثريها وتغذيها بالحقد القاتل على الآخر.. نحن بحاجة ماسة للمرجعية ولكن ذلك غير مسموح به لأهل السنة. ألا تشعر بأن الوصاية عندنا سجن أكثر منها حماية؟- لم تعد هناك وصاية منذ احتلال العراق، فقد سقطت كل الوصايات بلا استثناء والمسلم المستقل يبحث عن مرجع للجميع.. مرجع شمولي كما هي المرجعية الإسلامية في التاريخ. من المتضرر الأكبر من مفهوم المجتمع السعودي المحافظ؟- المتضرر الأكبر هو الإنسان السعودي لأنه ذهب ضحية الحيرة التي أورثته العزلة والكآبة.. لذا فإن هذا الخلل بدأ يزول بسرعة بخطوات صاحب الجلالة السريعة والقوية ليكون المجتمع السعودي مجتمعاً محافظاً بإرادته واختياره وسعادته بالعالم كله. الإسلاميون المعاصرون.. كيف علاقتك بهم؟- علاقة معادية من جهتهم، ومتجاهلة، من جهتي أنا لا ألوم.. فقد قلت مرة في ساعة غضب مما يجري في العراق والصومال: قلت: المسلمون في الجنة والإسلاميون في النار وأستغفر الله. الرهبة والخوف من الفكرة الجديدة هل هي حقيقة أم خدعة؟- هذا إفراز من إفرازات خوف المسلم من الوقوع في الحرام والمعصية والخطايا لشدة مراقبة المسلم لغضب الله ولأنه الإنسان الوحيد اليوم الذي يشغل الموت والحساب والآخرة معظم تفكيره.والورع هو ترك ما ليس فيه ذنب مخافة أن يكون فيه ذنب.. ولكن الورع هذا إذا زاد عن حده صار جهلاً وتفريطاً، ومن الورع ما يبغضه الله ورسوله إذا كان حالة مرضية عابثة. هل الإسلام شيء آخر غير الإنسانية؟- الإسلام دين الإنسانية وليس هو الإنسانية، والإنسانية هي عواطف المخلوق البشري الذي خلقه الله من طين.. فقد أنسنه حين نفخ فيه من روحه، فأنزل الله عز وجل من الشرائع ما يهذب هذه الأحاسيس والعواطف تحت قاعدة (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به). تغيرت الدنيا من حولنا وما زالت لغة الخطاب الديني عندنا واحدة، كيف الخلاص؟- ليس الأمر كذلك، فلسفة
الخطاب الديني عندنا مختلفة جداً وهذا وضع إيجابي، فليس هناك تشابه بين ابن باز وابن عثيمين ومتولي الشعراوي ومحمد الغزالي والحبيب بالخوجة وحسن الترابي وعمرو خالد. فلكل فهمه وأسلوبه ونظرته، وحينئذ فإن كل مسلم يستهويه منهج وأسلوب (وللناس فيما يعشقون مذاهب). ألا ترى أن مجتمعنا الخليجي يتجه نحو الليبرالية بمضمون إسلامي؟- ليته يفعل ذلك، ولو أني لست متأكداً من معنى الليبرالية.. لا مؤاخذة! ولكن لابد للخليج أن يدخل عالم المعاصرة.. وقد دخل الآن فعلاً. كيف نتخلص من الوصاية على المجتمعات والتسلط على خيارات الأفراد؟ ومن يمارسها أكثر اليد الدينية أم السلطوية؟- (نتخلص)! من المقصود بضمير المتكلم هنا؟ مع ذلك إن الوصاية عليك من قومك أهون بكثير من الولاية المطلقة عليك من! تحت مظلة المنهج الإسلامي ما أسلم الطرق عند الاصطدام بمنهج مخالف؟- تحت مظلة المنهج الإسلامي أنت لا تصطدم مع أحد، بل ربما هم الذين يصطدمون بك.. لأنك أنت الوحيد على وجه الأرض تقول (لا نفرق بين أحد من رسله) وأنت ملزم بذلك من دون اختيار، ولو تجرأت يوماً وقلت كلمة واحدة من آلاف الكلمات التي يقولونها هم عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلمة واحدة فقط في حق سيدنا موسى أو عيسى عليهما السلام لطلقت زوجتك، وأحبط الله عملك ودخلت النار خالداً فيها باعتبارك مرتداً عن الإسلام.. إذاً فأنت لا تصطدم مع الآخرين أبداً.. وهذا من خصوصياتك أنت المسلم، شأنك في ذلك شأن العذرية عند زوجتك، وصحة النسب عند ذريتك، وطهارة ثوبك وبدنك ومجلسك وكرامة جارك، وصلة رحمك، وقرابة عشيرتك وقبيلتك... إلخ. حماية الأمن الفكري هل يناقض حرية التفكير؟- باختصار شديد إن حماية الأمن الفكري هي بعينها حماية الأمن القومي لأن جديد الفكر ربما يكون جرثومة تفجر فينا عن عمد مثل الإيدز، وأنفلونزا الخنازير، وقد فتكت بنا أفكار قومية وشيوعية ووجودية وتغريبية وطائفية ومذهبية عملت كلها على استنزاف ثروة الأمة إلى متاهات موحشة يهلك فيها الفرد ولا يدري به أحد. جاء تعريف القوامة بشكل عام في سورة النساء، وتحدث عن مجال القوامة للرجل والمرأة في الآية الرابعة والثلاثين من السورة ذاتها.. فلماذا تم حصرها الآن بقوامة الرجل الفطرية بالخلق؟- القوامة خدمة للمرأة وليست سيادة عليها بل هي تعني حمايتها والإنفاق عليها وإن كان لها مال خاص. لما جاء سليمان عليه السلام خبر الهدهد، فلم يستغرب كونها ملكة على قومها، بل استنكر عبادتهم للشمس.. أين هذه الرؤية من الحديث.. (ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)؟- هذا الحديث يتحدث عن حالة خاصة وليست له دلالة عامة.. فسياق الحديث كان في أن المجوس ملكوا امرأة عليهم فكان هذا المحدث هو المقصود.. وإلا فإن القرآن الكريم عرض ملكة سبأ عرضاً إيجابياً.
على البعض طرح آرائه الجديدة ... وإن فتحت عليه أبواب جهنم
الإسلام السعودي والإسلام اللا سعودي.. والريموت كنترول!
سيرة ذاتية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.