قال الأخصائي النفسي والاجتماعي د. عماد الفارسي إن المرأة تميل بطبيعتها إلى الرجل الجيّد الملاحظة، وتنفِر نفسيًا من الرجل الذي لا ينتبه إلا بعد «لفت نظر»، موضحًا أن الفارق بين النموذجين لا يتعلّق بحجم الفعل بقدر ما يتعلّق بمصدره: هل هو نابع من وعيٍ داخلي أم مستثار بطلبٍ خارجي. وأوضح الفارسي أن الملاحظة، في وعي المرأة، ليست مهارة اجتماعية فحسب، بل رسالة عاطفية صامتة تقول: أنا حاضر، أراك، وأهتم. بينما يترك تكرار لفت النظر أثرًا مُرهقًا، إذ يُشعرها بأن الاهتمام لا يحدث إلا عند التذكير، وأن العبء العاطفي يقع على طرف واحد، ما يضعف الإحساس بالشراكة مع الوقت. وأشار إلى أن المرأة لا تبحث عن رجلٍ يقرأ الأفكار أو يتقن الكمال، لكنها تُقدّر من ينتبه للتغيّرات، ويتذكّر التفاصيل الصغيرة، ويتعامل مع العلاقة بوصفها مسؤولية وجدانية لا مهمة مؤقتة. فالمبادرة هنا تُترجم إلى أمان نفسي، بينما الاهتمام المشروط بالطلب يبدو أقرب إلى الواجب منه إلى الشعور. وفي السياق العلمي، تشير دراسات علم النفس الأسري — ومنها أبحاث جون غوتمن حول الاستجابة العاطفية والانتباه اليومي — إلى أن الشركاء الذين يُظهرون انتباهًا تلقائيًا للتفاصيل الصغيرة (Emotional Attunement) يتمتعون بعلاقات أكثر استقرارًا ورضا، مقارنة بمن يقدّمون اهتمامًا متأخرًا أو استجابيًا فقط. وختم الفارسي بالقول إن المرأة لا ترفض الخطأ أو النسيان العابر، لكنها تتعب من الغياب المتكرر للانتباه، مؤكدًا أن الاهتمام حين يأتي من تلقاء نفسه يكون أصدق أثرًا، وأسرع وصولًا إلى القلب.