افتتحت المديرية العامة للدفاع المدني أمس (الخميس) بالتعاون مع جامعة الأمير سلطان أعمال الملتقى الإداري الثاني الذي حمل عنوان: «مواقع التواصل الاجتماعي ودورها في الوقاية من المخاطر»، بهدف تدارس سبل الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في الوقاية من المخاطر، في إطار علاقات التعاون المثمر بين المديرية والجامعة، لنشر ثقافة السلامة وتنمية الوعي الوقائي بين فئات المجتمع، سعياً لتجنب المخاطر ذات العلاقة بأعمال الدفاع المدني، برعاية المدير العام للدفاع المدني الفريق سليمان العمرو، وذلك في مقر الجامعة وبحضور مديرها الدكتور أحمد اليماني. وأكد العمرو تنامي تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في المجتمع الذي يشهد زيادة مضطردة في أعداد مستخدمي هذه المواقع، مشيراً إلى أن الدفاع المدني كان سباقاً ومبادراً للاستفادة من التطور الكبير في تقنيات المعلومات والاتصالات بتطبيقاتها المختلفة في تطوير وتحسين منظومة الخدمات التي يقدمها لأداء رسالته في الحفاظ على مكتسبات الوطن وسلامة أبنائه، فكان من أوائل الأجهزة الحكومية والأمنية التي أنشأت حسابات لها على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية. وقال: «إن جهاز الدفاع المدني نجح وبشهادة المؤسسات والهيئات المختصة بتقويم فاعلية وسائل الإعلام الجديد في الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي، ليس فقط في مجال التثقيف الوقائي ونشر ثقافة السلامة، بل وفي إدارة الأزمات التي تتماشى مع مهمات وأعمال الدفاع المدني». وأضاف: «ليس أدل على ذلك من حصول المديرية العامة للدفاع المدني على العديد من الجوائز المحلية والإقليمية، نظراً لتميز حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وما لها من أثر كبير وفاعل في الوقاية من المخاطر، من خلال ما تبثه من رسائل توعوية وإرشادية وتحذيرات للوقاية من المخاطر والحوادث على اختلاف أنواعها وأسبابها». وبيّن العمرو أن الملتقى جاء في إطار حرص الدفاع المدني على تحقيق أفضل استفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في مجال عمله، وذلك لبحث سبل توظيف الشبكات الاجتماعية في الوقاية من المخاطر، واستعراض أفضل التجارب في هذا الشأن، من خلال التعاون مع إدارات العلاقات العامة والإعلام في مختلف الأجهزة الحكومية المعنية، وبمشاركة نخبة مميزة من المختصين والمهتمين وأصحاب التجارب الناجحة في مجال الإعلام الجديد والشبكات الاجتماعية، بعد أن أثبتت الوقائع والأحداث أهمية استخدام هذه التطبيقات في برامج التثقيف للوصول لكافة فئات المجتمع. من جانبه، بيّن مدير جامعة الأمير سلطان الدكتور أحمد اليماني أن استضافة الجامعة لهذا الملتقى نظراً للدور الكبير الذي تقوم به مديرية الدفاع المدني في خدمة التنمية الوطنية، واعترافاً منها بما يقدمه من تضحيات يفخر بها الجميع في سبيل حماية هذا البلد والحفاظ على مقدراته ومنجزاته. من ناحيته، استعرض مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام المتحدث باسم المديرية العامة للدفاع المدني العقيد عبدالله الحارثي ضمن الفعاليات العلمية للملتقى وفي جلسته الأولى تجربة الدفاع المدني في الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في إدارة الأزمات، وتناولت الورقة أبرز ملامح تجربة المديرية العامة للدفاع المدني في توظيف قنواتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي في التعامل مع الأزمات المرتبطة بعدد من الحوادث ذات العلاقة بأعمال الدفاع المدني، وكيفية الاستفادة من حسابات الدفاع المدني على مواقع التواصل الاجتماعي في احتواء هذه الأزمات والتخفيف من آثارها. وتطرق الحارثي إلى مقومات تميز تجربة الدفاع المدني في الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة السلامة والوقاية من المخاطر، وأثر ذلك في ترسيخ صورة ذهنية إيجابية عن الدفاع المدني وتصحيح المفاهيم المغلوطة والقاصرة، وقال: «إن مديرية الدفاع المدني حرصت على إنشاء حسابات ومواقع للتواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت، لنشر ثقافة السلامة في غير أوقات الأزمات». وأوضح مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام المتحدث باسم المديرية العامة للدفاع المدني أن المديرية نفذت حملات تثقيفية عدة لنشر ثقافة السلامة وتنمية الوعي الوقائي ضد المخاطر من خلال حساباتها بالشبكات الاجتماعية، مثل حملة «ماذا بعد» للتوعية بمخاطر عبور الأودية ومجاري السيول في موسم الأمطار، وحملة «كونوا بخير» للتوعية باشتراطات السلامة خلال شهر رمضان المبارك، إضافة إلى الحملات التوعوية لسلامة طلاب المدارس ورواد المنشآت الصحية، مشيراً إلى أن الدفاع المدني حرصت على الاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي في تلقي البلاغات والشكاوى المرتبطة بأعمال الدفاع المدني، بمتوسط «70» بلاغاً كل شهر». توحيد الجهود الإعلامية للحد من انتشار الإشاعات المصاحبة للأزمات قدّم المحاضر في قسم الإعلام بجامعة الملك سعود نايف الوعيل ورقة عمل بعنوان: «إدارة الأزمات إعلامياً»، تناولت مفهوم إدارة الأزمة، والخصائص التي تميز الأزمة عن النكبة أو الكارثة، وإجراءات التعامل معها على مختلف المستويات، بما في ذلك المعالجة الإعلامية من خلال إدارات العلاقات العامة والإعلام، ودورها المهم في إدارة الأزمة إعلامياً، ولا سيما ما يتعلق بالتعامل مع الجمهور، مع التأكيد على أهمية توحيد الجهود الإعلامية بما يحد من انتشار الإشاعات المصاحبة للأزمات. إلى ذلك، عرض الإعلامي هاني الغفيلي ورقة عمل بعنوان: «الخطوات العشر لتعزيز الثقافة الوقائية عبر وسائل التواصل الاجتماعي»، قدّم خلالها دليلاً يمكن تطبيقه والتدريب على تنفيذه لنشر الثقافة الوقائية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يتضمن خطة لنشر المعلومات من حيث الدقة والسرعة والتفاعل والصدقية والوضوح، ودعم المواد المنشورة بالوسائط المرئية والإحصاءات والانفوجرافيك، كما تؤكد أهمية التناغم بين المواد والمواضيع المنشورة من خلال خطة لتنسيق النشر عبر الشبكات الاجتماعية المختلفة، والاستفادة من المزايا النسبية لكل موقع من مواقع التواصل الاجتماعي في إيصال رسائل التوعية والتثقيف الوقائية لكافة مستخدمي الشبكات الاجتماعية وتحقيق التأثير المطلوب.