يكشف خبر تكريم الرئيس الفلسطيني محمود عباس لأسرة المسلسل السوري «ما ملكت أيمانكم» في العاصمة الأردنية عمان، أن عباس كان ملماً بتفاصيل مهمة من المسلسل، ولشدة إعجابه به أعطى «أوامره الرئاسية» للتلفزيون الفلسطيني بضرورة شرائه. من حق الرئيس عباس بالطبع أن يشاهد ما يشاء من مسلسلات، تغصّ بها الفضائيات العربية، إذا توافر له الوقت الكافي. ويمكن الرئيس أن يجهز للمصالحة الوطنية ولانعقاد المجلس الثوري لحركة «فتح»، وأن يستقبل مخرج المسلسل وأسرته في الوقت ذاته. هذا أمر يمكن تفهمه في ظل الظروف الغامضة التي تلف مصير الشعب الفلسطيني برمته، لا بل يمكن الذهاب الى أبعد من ذلك، فنتغاضى عن كتابات كثيرة تناولت المسلسل، وهي قد لا تصب في خانة الإعجاب. هذا أمر يمكن تفهمه بعض الشيء، لأنه ليس من مهمات الرئيس الانتباه إلى أبعاد سلطة النقد وتعقيداتها، بعدما كشف هو سلطة التلفزيون عليه. ففي الخبر المتعلق بالتكريم، بدا الرئيس ملماً بتفاصيل العمل الدرامي من خلال حديثه مع الممثل السوري مصطفى الخاني عن دور توفيق فيه. قد يكون أمراً حسناً أن يبدي رئيس السلطة الفلسطينية اهتماماً بالدراما التلفزيونية، وأن يكشف عن ذائقة فنية تجاه مسلسل من دون غيره. وهذا أمر مفهوم تماماً، بعدما توافر له الوقت اللازم لمتابعة هذا المسلسل من دون سواه، وإن لم يكن كذلك، فربما نبّهه مستشاروه إليه، وإن أمكن استبعاد هذه الملاحظة بسبب معرفة عباس بالتفاصيل، وهذا كله قد يترك تأثيرات إيجابية على المسار الدرامي الفلسطيني. على أي حال قد يشير تصرف عباس الى ضرورة الانتباه إلى الدراما الفلسطينية نفسها، فينتجها التلفزيون الفلسطيني ويدعمها ويطوّرها عبر تهيئة الكوادر اللازمة لها، بدلاً من أن يكون مجرد متلق ومستقبل لها. وقد يكون لتكريم الرئيس عباس لأسرة المسلسل السوري تأثير كبير على صنّاع الدراما الفلسطينية، وبخاصة أنه طالب بضرورة العمل على التعاون الفلسطيني السوري في المجال الدرامي. نأمل للجانب الفلسطيني بأن يحظى بالفائدة والتعلم من دراما عربية متقدمة، لا أن يكون إعجاب الرئيس بالمسلسل المذكور، مجرد وقفة عابرة عبّر عنها في لحظة إعجاب حماسية.