تراجعت أسعار النفط العالمية أمس، مع صعود مؤشر الدولار الذي تسدد به مدفوعات الخام، لكنها ظلت قريبة من أعلى مستوياتها في أسابيع بعد تأكيد منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أنها متفائلة باتفاقها مع المنتجين المستقلين على خفض الإنتاج. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة تسليم نيسان (أبريل) 34 سنتاً أو 0.6 في المئة إلى 53.99 دولار للبرميل. ونزل خام القياس العالمي مزيج «برنت» 44 سنتاً توازي 0.8 في المئة إلى 56.83 دولار للبرميل، بعدما لامس أعلى مستوى منذ 2 شباط (فبراير) عند 56.20 دولار للبرميل في الجلسة السابقة. غير أن الاتفاق الذي وقعه كبار منتجي النفط تحت مظلة أوبك وبدأ تطبيقه مع بداية العام الحالي منح مستوى دعم لأسعار النفط. وقال الأمين العام ل «أوبك» محمد باركيندو أول من أمس إن بيانات كانون الثاني (يناير) تظهر أن مستوى التزام الدول الأعضاء خفض الإنتاج تجاوز 90 في المئة. وقال باركيندو إن بيانات الإنتاج لكانون الثاني في أحدث تقرير شهري ل «أوبك» تظهر التزام دول المنظمة المشاركة تخفيضات الإنتاج المتفق عليها بنسبة تفوق 90 في المئة. ووفقاً لنسخة من خطاب ألقاه باركيندو في مؤتمر نفطي في لندن قال الأمين العام إن «كل الدول المشاركة تظل عاقدة العزم على تحقيق مستوى أعلى من الامتثال». ويساعد اتفاق خفض الإنتاج على دعم أسعار النفط والتي تقترب الآن من 57 دولاراً للبرميل مقارنة ب 30 دولاراً قبل عام. وأضاف باركيندو لصحافيين في لندن لدى سؤاله عن إمكانية تنفيذ خفض أكبر في الإنتاج عندما تجتمع «أوبك» في 25 أيار (مايو) «أعتقد أنه سيكون من المبكر جداً الحديث عن ذلك نظراً لأن السوق متغيرة جداً وتتزايد صعوبة التكهن بها. من السابق لأوانه أن نبدأ التخمين في شأن ما سيقدمه رئيس لجنة مراقبة الالتزام (وزير النفط الكويتي عصام المرزوق) في نهاية المطاف في تقريره لهذا المؤتمر». وأضاف باركيندو أنه يتوقع أن تعزز الدول غير الأعضاء في «أوبك» التزامها الاتفاق. وأمس، قال وزير الطاقة القطري محمد السادة إن تشجيع الاستثمار في قطاع الطاقة يحتاج إلى سعر نفط أعلى من 50 دولاراً للبرميل. وأضاف خلال مؤتمر أسبوع البترول الدولي الذي ينظمه معهد الطاقة: «ثمة حاجة لكثير من الاستثمارات من أجل مواكبة (نمو) الطلب وإلا سيكون هناك نقص (في المعروض). أرى أن هناك حاجة لسعر أعلى (من 50 دولاراً) لجذب مزيد من الاستثمارات». وقال مسؤولان تنفيذيان صينيان بقطاع النفط في بكين إن شركة «تشنهوا أويل» الحكومية الصينية وقعت اتفاقاً مبدئياً مع «شيفرون» لشراء حقول الغاز الطبيعي الرئيسة التابعة للشركة الأميركية في بنغلاديش والتي تبلغ قيمتها نحو بليوني دولار. و «تشنهوا» شركة تابعة لعملاق صناعة الدفاع الصينية «نورينكو». وإذا أبرمت الصفقة فستكون أول استثمار كبير للصين بقطاع الطاقة في بلد جنوب آسيوي، حيث تتنافس بكين على النفوذ مع نيودلهي وطوكيو. لكن بنغلاديش تحوز حقاً أوقف الصفقة. وأعلنت وسائل إعلام إيرانية أن إيران ستبدأ بيع 100 ألف برميل من النفط يومياً إلى روسيا في غضون 15 يوماً حيث ستتلقى نصف المقابل نقداً والنصف في صورة سلع وخدمات. وأشارت وكالة «الطلبة» إلى أن وزير النفط بيجن زنغنه عرض تفاصيل الصفقة بعد اجتماعه مع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في طهران.
