تمكنت السلطات التونسية من ضبط خلية إرهابية في شمال شرقي البلاد اعترف عناصرها بتواصلهم مع متشددين يقاتلون في الأراضي الليبية المجاورة، فيما دعت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل إلى تصنيف تونس ضمن «دول المنشأ الآمنة» لتسهيل إجراءات تسليم المهاجرين التونسيين لديها. وأعلنت وزارة الداخلية التونسية في بيان أمس، إن فرقة الأبحاث والتفتيش التابعة للحرس الوطني (الدرك) في محافظة المنستير الساحلية (شمالي شرق) تمكنت «من كشف خلية تكفيرية من 6 عناصر تترواح أعمارهم بين 19 و51 سنة» وتعمل على استقطاب شبان وتسفيرهم إلى بؤر التوتر. وأضافت الوزارة أن هؤلاء العناصر تمكنوا من «استقطاب عناصر تكفيرية وأرسلوهم إلى ساحات القتال في سورية عبر ليبيا المجاورة، كما يعتزمون بدورهم الالتحاق ببؤر التوتر في مالي وليبيا»، إضافةً إلى خضوعهم لتدريبات قتالية في أماكن نائية في مدينة «البقالطة» (محافظة المنستير) للإفلات من المراقبة الأمنية. وكشفت التحريات الأمنية أن «الموقوفين اعترفوا بأنهم يتواصلون مع إرهابيين في ليبيا تابعين لما يُسمى تنظيم داعش الإرهابي»، وأذنت النيابة بالاحتفاظ بهم، حيث يواجهون تهماً تتعلق بالانضمام إلى تنظيم ارهابي. وتأتي هذه المعطيات في ظل حملة أمنية واسعة تنفذها وحدات الشرطة والدرك لتفكيك خلايا متطرفة في محافظات عدة. وكانت مصادر رسمية أعلنت أن هذه العمليات الأمنية الاستباقية مكّنت قوات الأمن من إحباط مخططات لتنفيذ هجمات في تونس. في غضون ذلك، دعت مركل إلى تسريع وتيرة ترحيل طالبي اللجوء التونسيين إلى بلادهم، مطالبة بتصنيف تونس (مع المغرب والجزائر) ضمن قانون اللجوء الألماني على أنها «دول منشأ آمنة» للإسراع في إجراءات الترحيل. وأتت تصريحات مركل قبل زيارة سيؤديها رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد إلى ألمانيا الثلثاء المقبل، لبحث التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين، حيث ستأخذ قضايا المهاجرين وطالبي اللجوء التونسيين المتواجدين في ألمانيا الحيّز الأكبر من المحادثات بينه وبين مركل. وقالت المستشارة في رسالتها الأسبوعية على الانترنت أمس، إنها تعتزم خلال زيارة رئيس الوزراء التونسيلبرلين بحث مسألة تسريع إجراءات إعادة التونسيين المرفوضة طلبات لجوئهم إلى بلدانهم، بخاصة المصنفين خطيرين أمنياً». وكان رئيس الوزراء التونسي أعلن في مطلع كانون الثاني (يناير) الماضي، وجود اتفاق مع السلطات الألمانية على ترحيل التونسيين المقيمين بصفة غير شرعية في ألمانيا، نافياً أن يكون لهذا الاتفاق علاقة بعناصر إرهابية. يذكر أن السلطات الألمانية واجهت صعوبات في ترحيل التونسي أنيس العامري الذي نفذ هجوم الشاحنة في برلين في نهاية العام الماضي بسبب عدم توفر أوراق تثبت هويته، وفق ما أكدت الخارجية الألمانية. واعتبرت المستشارة الألمانية أن موقف الحكومة التونسية الآن أصبح «إيجابياً للغاية» بخصوص التعاون في هذا الشأن. وتُعتبر ألمانيا من أبرز الدول الداعمة لتونس في تجربتها الديموقراطية وتساهم بنسبة 11 في المئة من مجمل الاستثمارات فيها. وتوفر المؤسسات والشركات الألمانية العاملة في تونس (274 شركة) حوالى 50 ألف فرصة عمل، لتحتل بذلك ألمانيا مرتبة الشريك التجاري الأوروبي الثاني لتونس بعد فرنسا. على صعيد آخر، أعلن «الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر (شرق) أمس، أنه فقد مروحية حربية من طراز إم.آي-35 قرب بلدة زلة في وسط البلاد وأن طاقمها المؤلف من طيارَين قُتلا. وقال مسؤول عسكري في قوات شرق ليبيا إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الطائرة أُسقطت أم أنها تحطمت نتيجة خلل فني. وفقدت القوات الاتصال مع الطائرة أول من أمس. واشتبكت قوات موالية لقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر مرات عدة مع فصائل منافسة على مدى الأسابيع الماضية في المنطقة الصحراوية في وسط البلاد. ويسعى الجيش الوطني الليبي منذ شهور لتوسيع نطاق سيطرته غرباً بعد أن هزم إلى حد كبير، مناوئين غالبيتهم متشددون في مدينة بنغازي في شرق البلاد.