رام الله - رويترز - اختار مسرح «عشتار» الفلسطيني 31 تلميذاً وتلميذة من قطاع غزة تتراوح أعمارهم بين 14 و18 سنة ليقدموا تجاربهم الشخصية خلال الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على القطاع بأسلوب مسرحي فقدموا «مونولوغات غزة» لإيصال صوتهم للعالم. وعمل المسرح على نقل النصوص التي كتبوها الى مسارح 50 مدينة في 30 دولة في العالم لتقدم كل منها هذه النصوص بأسلوبها المسرحي الخاص، وشهد مسرح قصر رام الله الثقافي تقديم جزء من هذه النصوص. ونجح 19 تلميذاً وتلميذة دخلوا الى خشبة المسرح بمجسم سفينة في إشارة الى المنفذ البحري لمدينة غزة الذي يحاول المتضامنون الدوليون استخدامه للوصول الى المدينة المحاصرة في سرد حكايات أطفال كتبوها لتعبر عن تجربتهم خلال الحرب التي استمرت 22 يوماً ذهب ضحيتها المئات وشرد عشرات الآلاف بعد أن دمرت منازلهم. وتعددت الروايات بين سرد لما جرى خلال الحرب لتكون شهادات حية لشهود عيان عن أحلام وطموحات أطفال بعمر الزهور تراوحت بين حب تعلم التمثيل والموسيقى والصحافة الى الطب والحقوق والهندسة أو دخول عالم السياسية ليصبح رئيساً أو رئيس وزراء ولو ليوم واحد عله ينجح في تغيير الكون في غزة. وقدم المشاركون روايات لفقدان الأحبة والأقارب والأصدقاء وتدمير المنازل ومشاهد فيها من القسوة والرعب ما يشيب لها شعر الرأس من دون أن ينسوا تقديم ما عاشوه من ملامح إنسانية غريبة خلال القصف والدمار منها مشهد جدة تبحث عن طقم أسنانها لأنها لا تريد أن يعرف الناس انها بلا أسنان إذا ماتت تحت القصف. وقالت التلميذة رنا برقان التي قدمت مونولوغاً لفتاة فقدت صديقتها في المدرسة عندما أصابتها شظية صاروخ: «تأثرنا كثيراً بما قدمناه... عشنا الألم والمعاناة التي عاشها أطفال غزة، تدربنا على هذا العمل ثلاثة أشهر وقد أصبح احساسنا مع أهلنا في غزة أكبر ونأمل أن ننجح في إيصال رسالتهم الى العالم لنرفع الحصار عنهم». واعتبرت المشرفة الفنية على العمل إيمان عون أنه بعد عشرة أشهر من العمل المتواصل خرج المشروع مساء أول من أمس الى النور بمشاركة ألف شاب وفتاة في خمسين مدينة في ثلاثين دولة في العالم ليقولوا بصوت واحد كفى للحصار على غزة وكفى للاحتلال. وأضافت: «انطلاقاً من إيماننا بأن تحرير الأوطان يبدأ بتحرير الإنسان وأن تحرير الإنسان يبدأ بتحرير صوته... عملنا على رفع أصوات شباب غزة عالياً الى العالم». وستعرض ال «مونولوغات» بلغات مختلفة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 من الشهر المقبل وهو يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني بمشاركة 30 ممثلاً يمثلون الدول المشاركة في هذا المشروع. وعمل القائمون على المشروع الذي حظي بدعم محلي ودولي من عدد من المؤسسات على ترجمتها الى ثلاث لغات في هذه المرحلة وهي الانكليزية والفرنسية واليونانية.