يؤكد الشاعر محمد الحويماني أن الساحة الشعبية لا توجد فيها تصنيفات وتقسيمات للشعراء، إذ إنهم جميعاً يخدمون الشعر، مشيراً إلى أنه لا يكتب القصائد من أجل المال، فهو يعتبر الشعر أسمى من أن يكتب للتكسب به. وأضاف في حوار مع «الحياة» أن من يحكم على الشعراء نتيجة تصرف خاصٍ إنسانٌ جاهلٌ، ولا يستحق أن يتداول الناس جهله في كل شاردة وواردة، لافتاً إلى أن وجود قرين من الجن للشاعر كذبة تداولها الناس، وصدقوها... فإلى تفاصيل الحوار: لماذا تغيب شمس الشعراء في رمضان؟ - لماذا لا ترى إلا الشعراء فقط، هناك أشياء كثيرة تتوقف أو تتباطأ في رمضان. بطبيعة الحال رمضان شهر العبادات، وليس الشعراء إلا أناس يحرصون على التزود في هذا الشهر الفضيل أسوة بغيرهم. هل صحيح أن لكل شاعر قرينه من الجن؟ - هذه كذبة تداولها الناس، وللأسف صدقوها. هل فقد الديوان المطبوع «قوته»؟ - أرى في الفترة الأخيرة عودة المجتمع للقراءة بشكل مُرْضٍ ومُغْرٍ في الوقت نفسه، وشاهدت ذلك بعيني في معارض عدة للكتاب في دول مختلفة، والديوان الشعري من أجمل الأشياء التي يمكن أن يقتنيها الإنسان. الأمسيات الشعرية أصبحت تستضيف شعراء المسابقات. أين ذهب شعراء النخبة؟ - بسؤالك هذا ترمي إلى أمر يحسب عليك. لا تحاول تقسيم الشعراء إلى فئات وطوائف. الشعراء هم الشعراء سواءً في مسابقات أو غيرها، ولا أدري من تقصد بشعراء النخبة، توقفوا عن التسميات غير المبررة، والتقسيمات اللا مجدية، واعتنوا بالشعر فقط. سمعة الشعراء الشعبيين ليست جيدة في أوساط النخبة... لماذا يظنون بكم ظن السوء؟ - من يحكم على العامة نتيجة تصرف خاصٍ جاهلٌ ولا يستحق أن يتداول الناس جهله في كل شاردة وواردة. نحن وهم أخوة في الأدب، ونحمل نفس الهم والرسالة، وليس لأي منّا الحق في تهميش دور الآخر أو التقليل من شأنه. هل تكسبت من شعرك يوماً؟ - هذا الأمر يخصني وحدي، لكن تأكد أنني لم ولن أريق دم وجه الشعر من أجل الكسب بطريقة لا تتناسب معه. لو وجدت على رف المكتبة في السوق ديوان شعر شعبياً... وآخر فصيح، وكلاهما لشاعر «فذ» أيهما ستشتري؟ - سأشتري كليهما ومن دون تردد، وسأبدأ بقراءة الديوان الشعبي. الشعراء الشعبيون كتبوا عن كل شيء إلا السياسة على عكس شعراء الفصحى الذين كتبوا عن كل شيء إلا المديح... فهل تخافون من السجن، وهل أنتم متسولون كما يشاع؟ - لا أطيق مثل هذه الاتهامات العشوائية المغلّفة بكلمات منمّقة، وعلامات استفهام، فأبو الطيب المتنبي أعظم شاعر عربي عرفه التاريخ، لم يشكل مدحه لسيف الدولة نقطة ضعف أو خلل في هذه التجربة العظيمة، بل زادها ثراءً وسمواً، وأصحاب القصائد السياسية كثر من الشعراء الشعبيين كما تسميهم، لكن هل تريد أن تقنعني أن الكتابة في موضوع ما، وترك الكتابة في آخر تضيف أو تسلب من الشاعر ولعه، والشعر أكبر وأرحب من هذا. لو طلب منك أن تهجو أحداً... من سيكون؟ وهل ستذكر اسمه في قصيدتك؟ لكل حادثة حديث.
