نهائي الحلم

مساء هذا اليوم الموعد المرتقب حيث النهائي غير المسبوق، والكأس الأغلى، والنهائي الأكبر في كرة القدم الذي سيقام في مدينة جوهانسبورغ الجنوب افريقية، التي ستشهد الحدث الرياضي الأبرز لنهائي مونديال كأس العالم 2010، إذ يتقابل منتخبا هولندا وإسبانيا للمرة الأولى في تاريخهما الكروي، وسنسجل بطلاً جديداً لكأس العالم، ما سيجعل اللقاء تاريخياً ومصيرياً لكلا المنتخبين، لكن من الصعب جداً ان تخسر هولندا والتي تصل للمرة الثالثة في تاريخها إلى النهائي، وعلى أمل بأن توفق في محاولتها الثالثة، بعد أن لازمها سوء الطالع عامي 1974 و 1978، وهو لا يعني التسليم بفوزها فأمامها منتخب الترشيحات كافة صبت لمصلحته، وأمام الهولنديين هذا المساء فرصة تحقيق بطولة لطالما انتظرها الملايين من الهولنديين على مدار سنوات طويلة، كانت الأقرب لنيلها ولكن تصاب بخيبة الأمل في المنعطف الأخير.
ولعل الهولنديون يستفيدون من مرارة المحاولتين السابقتين في إيجاد الوصفة الناجعة هذه المرة، أقول من الصعب أن نرى الحلم الهولندي يستمر في العناد، فالجيل الحالي الذي يمثل منتخب "الطواحين" أمامه الفرصة لتأكيد تطور الكرة الهولندية ووقوفها على الباب الكبير على الخريطة الكروية العالمية، وشخصياً أرى ان المنطق يقول ان منتخب هولندا هو الأحق بهذه الكأس، ليس تعاطفاً معهم بقدر ان الوقائع والمنطق تفرض هذا، فقد انتظر العالم هولندا بطلة لكأس العالم من قبل مرتين، ولكن في كل مرة تتحطم الآمال الهولندية على رغم المستويات المذهلة التي قدمتها في فنون كرة القدم، ومنتخب هولندا قد يكون أمام الفرصة الأخيرة لأن الهولنديين سيتعبون كثيراً إذا أخفقوا هذه المرة، ومنذ إخفاقهم في المرة الأخيرة تعبوا لإيجاد جيل يماثل الجيل السابق، والأكيد ان خسارة المنتخب الهولندي ستجعل هذا الجيل في أعداد المنسيين.
في المقابل، المنتخب الإسباني يتواجد للمرة الأولى في نهائي البطولة، وهم على اهبة الاستعداد لنيل الكأس العالمية، فالمنتخب الاسباني بحسب رؤيا المحللين هم الأفضل فنياً، ولاشك بأن تحقيق حلم الفوز راودهم سنين طويلة ليأتي مونديال 2010 ويجدوا أنفسهم أمام خطوة واحدة عن اللقب، وكما أسلفنا فإن الترشيحات تقف في صفهم نظير المستويات الباهرة التي قدموها قبل ختام مشوارهم في المونديال العالمي هذا المساء.
وإسبانيا وهولندا سيكون لقائهما اليوم متعة كروية في فنون كرة القدم الحديثة، ولاشك انه لقاء يستحق المشاهد والاستعداد له بوقت باكر، ومن الأكيد انه سكون لقاء تاريخياً قد يظل في الذاكرة سنوات طويلة، لا تفوتوا عليكم متعة كرة القدم الحقيقية.
sjamhoor@gmail.com